سورة الأعراف / الآية رقم 96 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ أَفَأَمِنَ أَهْلُ القُرَى أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ أَوَ أَمِنَ أَهْلُ القُرَى أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ القَوْمُ الخَاسِرُونَ أَوَ لَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِهَا أَن لَّوْ نَشَاءُ أَصَبْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ تِلْكَ القُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِن قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الكَافِرِينَ وَمَا وَجَدْنَا لأَكْثَرِهِم مِّنْ عَهْدٍ وَإِن وَجَدْنَا أَكْثَرَهُمْ لَفَاسِقِينَ ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِم مُّوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُفْسِدِينَ وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ العَالَمِينَ

الأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعراف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنا عَلَيْهِمْ بَرَكاتٍ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ وَلكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْناهُمْ بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (96) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا بَياتاً وَهُمْ نائِمُونَ (97) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98) أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ (99) أَوَلَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الْأَرْضَ مِنْ بَعْدِ أَهْلِها أَنْ لَوْ نَشاءُ أَصَبْناهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (100)} [الأعراف: 7/ 96- 100].
أبان اللّه تعالى في آية سابقة أن الذين عصوا وتمردوا من أهل القرى والمدن أخذهم اللّه بغتة أي فجأة، وأبان في هذه الآيات أنهم لو أطاعوا ربّهم لفتح اللّه عليهم أبواب الخير، ثم جاء الجميع الإنذار بالعذاب المبكّر ليلا أو نهارا إذا كذبوا الرّسل دعاة الإصلاح والإيمان بالله وحده لا شريك له.
هذا إخبار عن نظام اللّه في الكون وسنّته تعالى في الخلق في الماضي والحاضر والمستقبل، ليتّعظ الناس ويعتبروا، وذلك النظام وتلك السنّة: أنه لو آمن أهل القرى والمدن كأهل مكّة وغيرهم بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، واتّقوا ما نهى اللّه عنه وحرّمه من الشّرك والفساد في الأرض بارتكاب الفواحش والآثام لو آمنوا وأطاعوا واتّصفوا بالتّقوى، لتبع ذلك توارد أفضال اللّه ورحماته، وإنعامه وإنزال الخيرات الكثيرة من السماء عليهم كالمطر، وإخراج النباتات والمعادن والكنوز، وإيتاؤهم مختلف العلوم والمعارف والإلهامات الرّبانية لفهم أسرار الكون واستخراج مختلف الثروات. لو آمنوا وأطاعوا ليسّر اللّه لهم كل خير من كل جانب من فوقهم ومن تحتهم ومن ذواتهم وأفكارهم. وفي هذا دلالة على أن الإيمان الصحيح سبب للسعادة والرخاء. وفتح البركات: إنزالها على الناس. والبركات: الزيادة والنّماء.
ولكن أهل القرى والمدن كذبوا رسلهم ولم يؤمنوا ولم يتّقوا، فعاقبهم اللّه تعالى بالهلاك على ما كسبوا من المآثم والمحارم والشّرك المفسد لنظام الحياة. وفي هذا دلالة على أن العقاب نتيجة لازمة لكسب المعاصي، هذا في الأمم الخالية.
ثم تابع اللّه تهديده ووعيده للكفار المعاصرين لمحمد صلّى اللّه عليه وسلّم فهل يأمن هؤلاء أن ينزل بهم مثل ما نزل بأولئك؟! وهذه الاستفهامات على سبيل التعجب من حالهم وغفلتهم، والإنكار عليهم، ومضمونها: أبعد ذلك يأمن أهل القرى الكافرة في الماضي كأهل مكة وأمثالهم وفي كل زمان نزول العذاب والنّكال بهم في حال الغفلة وهو النوم ليلا. فقوله سبحانه: {بَياتاً} أي وقت مبيتهم بالليل.
أو أيأمن أهل القرى والمدن أن يأتيهم العذاب ضحى، وهم مشغولون باللعب واللهو في النهار، وفي هذا إشارة إلى أن انشغالهم في أعمالهم التي لا فائدة منها كأنها ألعاب أطفال.
وذلك سواء في إنزال العذاب ليلا أو نهارا: تخويف في أوقات الغفلة.
وأكّد اللّه تهديده وتوبيخه فقال: أفأمن أهل القرى والمدن مكر اللّه، أي تدبيره الخفي وإنزال بأسه ونقمته، وعقابه وجزائه من حيث لا يشعر العباد؟ إنهم إن ظنّوا ذلك فقد أخطئوا، فإنه لا يأمن مكر اللّه إلا القوم الخاسرون.
ثم أبان اللّه تعالى أن الغاية من ذكر هذه الإنذارات تحقيق العبرة والعظة لجميع الناس في كل عصر وزمان، فقال: أو لم يتبين ويتّضح للناس، وخصوصا كفار قريش في عصر النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم الذين يخلفون غيرهم في سكنى الأرض ووراثتها مع الديار، بعد إهلاك الأقوام الآخرين قبلهم: أن اللّه لو شاء أصابهم وعذّبهم بذنوبهم وأعمالهم السيئة، كما عذّب أمثالهم ممن قبلهم، فإن لم يهلكهم اللّه بعذاب الاستئصال ختم على قلوبهم أو طبع عليها، فلم تعد تسمع الموعظة والتذكير سماع تدبّر وقبول، كما قال تعالى: {وَما تُغْنِي الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ} [يونس: 10/ 101].
العبرة من قصص الماضين:
لم يكن إيراد قصص الأقوام الماضين، وهم قوم نوح وهود وصالح ولوط وشعيب، مجرد حكاية وتسلية، وإنما كان الهدف من ذلك إيراد أمثلة عملية للأمم والشعوب في كل زمان، وتحقيق العبرة والعظة من إهلاك أولئك الأقوام بسبب تكذيبهم الرّسل، وإغراقهم في العمى والضّلالة والكفر، فكان الجزاء عدلا لأنه من جنس العمل، قال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال