سورة الأعراف / الآية رقم 133 / تفسير تفسير النسفي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَن مَّعَهُ أَلاَ إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِندَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِنْ آيَةٍ لِّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً مُّجْرِمِينَ وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ لَئِن كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي اليَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بَآيَاتِنَا وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ وَأَوْرَثْنَا القَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ

الأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعراف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَلَقَدْ أَخَذْنَا ءالَ فِرْعَوْنَ بالسنين} سني القحط وهن سبع سنين، والسنة من الأسماء الغالبة كالدابة والنجم {وَنَقْصٍ مّن الثمرات} قيل: السنون لأهل البوادي ونقص الثمرات للأمصار {لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ} ليتعظوا فينتبهوا على أن ذلك لإصرارهم على الكفر، ولأن الناس في حال الشدة أضرع حدوداً وأرق أفئدة. وقيل: عاش فرعون أربعمائة سنة لم ير مكروهاً في ثلثمائة وعشرين سنة، ولو أصابه في تلك المدة وجع أو جوع أو حمى لما ادعى الربوبية {فَإِذَا جَاءتْهُمُ الحسنة} الصحة والخصب {قَالُواْ لَنَا هذه} أي هذه التي نستحقها {وَإِن تُصِبْهُمْ سَيّئَةٌ} جدب ومرض {يَطَّيَّرُواْ} أصله {يّتطيروا} فأدغمت التاء في الطاء لأنها من طرف اللسان وأصول الثنايا {بموسى وَمَن مَّعَهُ} تشاءموا بهم وقالوا هذه بشؤمهم ولولا مكانهم لما أصابتنا. وإنما دخل {إذا} في الحسنة وعرفت الحسنة و{إن} في السيئة ونكرت السيئة، لأن جنس الحسنة وقوعه كالكائن لكثرته، وأما السيئة فلا تقع إلا في الندرة ولا يقع إلا شيء منها {أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ} سبب خيرهم وشرهم {عَندَ الله} في حكمه ومشيئته والله هو الذي قدر ما يصيبهم من الحسنة والسيئة {قُلْ كُلٌّ مّنْ عِندِ الله} [النساء: 78] {ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} ذلك {وَقَالُواْ مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ مِن ءايَةٍ لّتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ} أصل {مهما} ما ما، فما الأولى للجزاء ضمت إليها {ما} المزيدة المؤكدة للجزاء في قوك {متى} ما تخرج أخرج {أَيْنَمَا تَكُونُواْ} [النساء: 78] {فَإِمَّا نَذْهَبَنَّ بِكَ} [الزخرف: 41] إلا أن الألف قلبت هاء استثقالاً لتكرير المتجانسين وهو المذهب السديد البصري، وهو في موضع النصب ب {تَأْتِنَا} أي أيما شيء تحضرنا تأتنا به، و{مّنْ ءايَةٍ} تبيين ل {مَهْمَا} والضمير في {بِهِ} و{بِهَا} راجع إلى {مَهْمَا} إلا أن الأول ذكر على اللفظ والثاني أنث على المعنى لأنها في معنى الآية، وإنما سموها آية اعتباراً لتسمية موسى أو قصدوا بذلك الاستهزاء {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطوفان} ما طاف بهم وغلبهم من مطر أو سيل. قيل: طفا الماء فوق حروثهم وذلك أنهم مطروا ثمانية أيام في ظلمة شديدة لا يرون شمساً ولا قمراً ولا يقدر أحد أن يخرج من داره. وقيل: دخل الماء في بيوت القبط حتى قاموا في الماء إلى تراقيهم، فمن جلس غرق ولم يدخل بيوت بني إسرائيل من الماء قطرة، أو هو الجدري أو الطاعون {والجراد} فأكلت زروعهم وثمارهم وسقوف بيوتهم وثيابهم ولم يدخل بيوت بني إسرائيل منها شيء {والقمل} وهي الدباء وهو أولاد الجراد قبل نبات أجنحتها، أو البراغيث، أو كبار القردان {والضفادع} وكانت تقع في طعامهم وشرابهم حتى إذا تكلم الرجل تقع في فيه {والدم} أي الرعاف.
وقيل: مياههم انقلبت دماً حتى إن القبطي والإسرائيلي إذا اجتمعا على إناء فيكون ما يلي القبطي دماً. وقيل: سال عليهم النيل دماً {ءايات} حال من الأشياء المذكورة {مّفَصَّلاَتٍ} مبينات ظاهرات لا يشكل على عاقل أنها من آيات الله أو مفرقات بين كل آيتين شهر {فاستكبروا} عن الإيمان بموسى {وَكَانُواْ قَوْماً مُّجْرِمِينَ}.
{وَلَمَّا وَقَعَ عَلَيْهِمُ الرجز} العذاب الأخير وهو الدم، أو العذاب المذكور واحداً بعد واحد {قَالُواْ يا موسى ادع لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِندَكَ} {ما} مصدرية أي بعهده عندك وهو النبوة، والباء تتعلق ب {ادع} أي ادع الله لنا متوسلاً إليه بعهده عندك {لئن كشفت عنّا الرّجز لنؤمننّ لك ولنرسلنّ معك بني إسرائيل فلمّا كشفنا عنهم الرّجز إلى أجلٍ} إلى حد من الزمان {هُم بالغوه} لا محالة فمعذبون فيه لا ينفعهم ما تقدم لهم من الإمهال وكشف العذاب إلى حلوله {إذا هم ينكثون} جواب {لَّمّاً} أي فلما كشفنا عنهم فاجأوا النكث ولم يؤخروه {فانتقمنا مِنْهُمْ} هو ضد الإنعام كما أن العقاب هو ضد الثواب {فأغرقناهم فِي اليم} هو البحر الذي لا يدرك قعره، أو هو لجة البحر ومعظم مائه واشتقاقه من التيمم لأن المنتفعين به يقصدونه {بِأَنَّهُمْ كَذَّبُواْ بئاياتنا وَكَانُواْ عَنْهَا غافلين} أي كان إغراقهم بسبب تكذيبهم بالآيات وغفلتهم عنها وقلة فكرهم فيها {وَأَوْرَثْنَا القوم الذين كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ} هم بنو إسرائيل كان يستضعفهم فرعون وقومه بالقتل والاستخدام {مشارق الأرض ومغاربها} يعني أرض مصر والشام {التى بَارَكْنَا فِيهَا} بالخصب وسعة الأرزاق وكثرة الأنهار والأشجار {وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبّكَ الحسنى على بَنِى إِسْرءيلَ} هو قوله: {عسى رَبُّكُمْ أَن يُهْلِكَ عَدُوَّكُمْ وَيَسْتَخْلِفَكُمْ فِى الأرض} [الأعراف: 129] أو {وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الذين استضعفوا فِى الأرض} إلى {مَّا كَانُواْ يَحْذَرونَ} [القصص: 5]. والحسنى تأنيث الأحسن صفة للكلمة و{على} صلة {تَمُتْ} أي مضت عليهم واستمرت من قولك تم علي الأمر إذا مضى عليه {بِمَا صَبَرُواْ} بسبب صبرهم وحسبك به حاثاً على الصبر ودالاً على أن من قابل البلاء بالجزع وكله الله إليه، ومن قابله بالصبر ضمن الله له الفرج {وَدَمَّرْنَا} أهلكنا {مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ} من العمارات وبناء القصور {وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ} من الجنات، أو ما كانوا يرفعون من الأبنية المشيدة في السماء كصرح هامان وغيره. وبضم الراء: شامي وأبو بكر. وهذا آخر قصة فرعون والقبط وتكذيبهم بآيات الله.
ثم أتبعه قصة بني إسرائيل وما أحدثوه بعد إنقاذهم من فرعون ومعاينتهم الآيات العظام ومجاوزتهم البحر من عبادة البقر وغير ذلك، ليتسلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مما رآه من بني إسرائيل بالمدينة {وَجَاوَزْنَا بِبَنِى إسراءيل البحر} روي أنهم عبر بهم موسى يوم عاشوراء بعدما أهلك الله فرعون وقومه فصاموه شكراً لله {فَأَتَوْاْ على قَوْمٍ} فمروا عليهم {يَعْكُفُونَ على أَصْنَامٍ لَّهُمْ} يواظبون على عبادتها وكانت تماثيل بقر.
وبكسر الكاف: حمزة وعلي. {قَالُواْ يا موسى اجعل لَّنَا إلها} صنماً نعكف عليه {كَمَا لَهُمْ ءالِهَةٌ} أصنام يعكفون عليها. و{ما} كافة للكاف ولذلك وقعت الجملة بعدها. قال يهودي لعلي رضي الله عنه: اختلفتم بعد نبيكم قبل أن يجف ماؤه. فقال: قلتم {اجعل لَّنَا إلها} ولم تجف أقدامكم {قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ} تعجب من قولهم على أثر ما رأوا من الآية العظمى فوصفهم بالجهل المطلق وأكده {إِنَّ هَؤُلآء} يعني عبدة تلك التماثيل {مُتَبَّرٌ} مهلك من التبار {مَّا هُمْ فِيهِ} أي يتبر الله ويهدم دينهم الذي هم عليه على يدي. وفي إيقاع {هَؤُلاء} اسماً ل {إن} وتقديم خبر المبتدأ من الجملة الواقعة خبراً لها واسم لعبدة الأصنام بأنهم هم المعرضون للتبار وأنه لا يعدوهم ألبتة.
{وباطل مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} أي ما عملوا من عبادة الأصنام باطل مضمحل.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال