سورة الأعراف / الآية رقم 190 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعاً وَلاَ ضَراًّ إِلاَّ مَا شَاءَ اللَّهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الغَيْبَ لاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاءَ فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ وَإِن تَدْعُوَهُمْ إِلَى الهُدَى لاَ يَتَّبِعُوكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوَهُمْ أَمْ أَنتُمْ صَامِتُونَ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوَهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ

الأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعراف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْها زَوْجَها لِيَسْكُنَ إِلَيْها فَلَمَّا تَغَشَّاها حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفاً فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَتْ دَعَوَا اللَّهَ رَبَّهُما لَئِنْ آتَيْتَنا صالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) فَلَمَّا آتاهُما صالِحاً جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فِيما آتاهُما فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190) أَيُشْرِكُونَ ما لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191) وَلا يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْراً وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (192) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَتَّبِعُوكُمْ سَواءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صامِتُونَ (193)} [الأعراف: 7/ 189- 193].
يذكّر القرآن الكريم أن الإنسان ضعيف، لا يملك من منافع نفسه ومضارها إلا ما شاء اللّه ويسّر، واللّه وحده هو صاحب القدرة المطلقة والإرادة النافذة غير المقيدة، والعالم بما غاب وحضر، ودليل القدرة الإلهية: أن اللّه هو الذي خلقنا جميعا من نفس واحدة في الأصل، وهي آدم عليه السلام، ثم خلق منه زوجته حواء، ثم تكاثر الناس منهما. وخلق الزوجة من جنس الزوج ليسكن إليها ويأنس بها ويطمئن معها ويألفها ويتعاون معها، كما جاء في آية أخرى: {وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً} [الروم: 30/ 21].
وثمرة الزواج بين الرجل والمرأة بعد غشيان مشترك بينهما، أي استمتاع هو وجود الحمل الخفيف، أي الجنين، وهو أول الحمل الذي لا تجد فيه المرأة في البداية ثقلا ولا ألما، إنما مراحل الجنين: نطفة، ثم علقة، ثم مضغة، ويرتفع الحيض عادة ببدء الحمل، وتستمر المرأة في متابعة أعمالها المعتادة دون مشقة، وهذا هو المراد من قوله تعالى: {فَمَرَّتْ بِهِ} أي استمرت بذلك الحمل الخفيف. فلما صارت المرأة ذات ثقل بحملها لكبر الولد في بطنها، وحان وقت الوضع، دعا الزوجان الوالدان مقسمين، لئن آتيتنا ولدا صالحا تام الخلق، سليم الفطرة، لنكونن لك من الشاكرين نعمتك وفاء وعرفانا بالجميل.
فلما آتاهما اللّه ما طلبا، ورزقهما ولدا صالحا سويا كامل الخلقة، جعل الزوجان أي بعض بني آدم لله شركاء فيما آتاهما وأعطاهما، بأن سمياه عبد الحارث، والحارث: اسم إبليس، أو سمياه عبد العزى أو عبد مناة أو عبد شمس أو اللات، فتعالى اللّه عما يشركون، أي تعاظم وتنزه اللّه عما نسبوا له من الولد والشريك، هذه صورة حالة هؤلاء المشركين في جهلهم واعتقادهم بالشرك.
ثم ناقش اللّه هؤلاء المشركين وفنّد أقوالهم، ونقض الشرك من جذوره، فقال تعالى: {أَيُشْرِكُونَ ما لا يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ (191)} أي أيشركون ما لا يستطيع خلق شيء، وإنما اللّه هو الخالق لهم ولأولادهم ولكل مخلوق، وهذه الأصنام أو الشياطين مخلوقة مصنوعة، لا يستطيعون لعابديهم تحقيق أي معونة أو نصر، بل إنهم لا يتمكنون من نصر أنفسهم على أعدائهم، بإهانة أو سب أو أخذ شيء مما عندهم من طيّب أو حلي، فلا نصر لأنفسهم على من أرادهم بسوء.
هذا كله إنكار من اللّه على المشركين الذين عبدوا مع اللّه غيره من الأصنام والأوثان، وهي مخلوقة لله، مربوبة، مصنوعة لا تملك شيئا من الأمر ولا تضر ولا تنفع، ولا تسمع ولا تبصر، ولا تنتصر لعابديها، لكونها جمادات، بل إن هذه الأصنام إن دعاها عبّادها إلى ما هو هدى ورشاد، لا يستجيبون لهم ولا ينفعونهم، فهم في كلا الحالين: حال عبادتها وترك عبادتها عديمو النفع، سواء عليكم أيها المشركون دعاؤكم إياهم، أو سكوتكم عن دعائهم في أنه لا فلاح معهم، ولا خير يرتجى منهم، إذ هم لا يفهمون الدعاء، ولا يسمعون الأصوات، ولا يعقلون الكلام.
ومثل من كانت هذه صفته، لا يصلح ربا معبودا، وإنما الرب المعبود هو السميع البصير، العليم الخبير، الناصر القادر، النافع من يعبده، الضار من يعصيه، الهادي إلى الرشاد، المنقذ من الردى، المجيب المضطر إذا دعاه، وهو اللّه العلي القدير.
حقيقة المعبودات من دون اللّه:
إذا انحدر العقل البشري لازمه السخف والسطحية، والبلاهة والسخرية، وليس هناك أشد انحدارا للعقل من عبادة الأصنام والأوثان المخلوقة المحدثة، التي هي جمادات وأجسام وأجرام، لا تنفع ولا تضر، فهي متعبدة، أي متملكة، مملوكة غير مالكة. وهكذا كان شأن الأقوام البدائيين لا يجدون أمامهم سوى هذه الأحجار، فعظموها وعبدوها من دون اللّه، فكانوا أسوأ مثل لانحدار الفكر وانحطاط الكرامة الإنسانية، قال اللّه تعالى واصفا صنيع هؤلاء البدائيين:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال