سورة الأعراف / الآية رقم 196 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ وَإِن تَدْعُوَهُمْ إِلَى الهُدَى لاَ يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ خُذِ العَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الجَاهِلِينَ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الغَيِّ ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ وَإِذَا لَمْ تَأْتِهِم بِآيَةٍ قَالُوا لَوْلا اجْتَبَيْتَهَا قُلْ إِنَّمَا أَتَّبِعُ مَا يُوحَى إِلَيَّ مِن رَّبِّي هَذَا بَصَائِرُ مِن رَّبِّكُمْ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ وَإِذَا قُرِئَ القُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ وَاذْكُر رَّبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً وَدُونَ الجَهْرِ مِنَ القَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالآصَالِ وَلاَ تَكُن مِّنَ الغَافِلِينَ إِنَّ الَّذِينَ عِندَ رَبِّكَ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيُسَبِّحُونَهُ وَلَهُ يَسْجُدُونَ

الأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعرافالأعراف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبادٌ أَمْثالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (194) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِها أَمْ لَهُمْ آذانٌ يَسْمَعُونَ بِها قُلِ ادْعُوا شُرَكاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنْظِرُونِ (195) إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196) وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنْفُسَهُمْ يَنْصُرُونَ (197) وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدى لا يَسْمَعُوا وَتَراهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (198)} [الأعراف: 7/ 194- 198].
أراد اللّه سبحانه بهذه الآيات وأمثالها إثبات التوحيد وإبطال الشرك، من طريق كشف حقيقة الأصنام والأوثان ونحوها من المعبودات من دون اللّه، وإظهار تحقير شأنها ونفي مماثلتها للبشر، بل هم أقل وأحقر، إذ هم جمادات لا تفهم ولا تعقل.
والمعنى: إن تلك الأصنام التي تعبدونها أيها المشركون وتسمونها آلهة من دون اللّه، وتدعونها لدفع الضر أو جلب النفع هم عباد متعبدون، أي متملكون، يشبهون عبّادهم في كونهم مخلوقات مملوكين لله أمثالهم، وهم خاضعون لإرادته وقدرته، بل الناس العابدون أكمل منهم لأنهم يسمعون ويبصرون ويبطشون، وتلك المعبودات لا تفعل شيئا، فكيف يصح عقلا تقديسها وعبادتها من مخلوق مثلها، بل أسمى وأكمل منها، وليجربوها، فإن دعوها أو طلبوا منها شيئا، لا تستطيع الإجابة، إن كانوا صادقين في تأليهها، واستحقاقها العبادة، والتماس النفع أو الضر منها.
إن أبسط التجارب تدر على رفض مطلق لعبادة الأصنام، مما يوجب البحث عن المعبود الصحيح، ولا معبود يستحق العبادة سوى اللّه الرب الخالق الذي خضعت له جميع الكائنات، ودانت له الموجودات.
ألهذه الأصنام أرجل يمشون بها، أم أيد يبطشون بها، أم أعين يبصرون بها، أم آذان يسمعون بها؟ والغرض من ذلك: ألهم حواس الحي وأوصافه؟! إنهم حجارة صماء أو طين وماء أو عجوة وحلاوة كصنم بني حنيفة. ومزيدا في التحدي والاختبار العملي قل: يا محمد الرسول لهؤلاء الوثنيين: نادوا شركاءكم وآلهتكم من دون اللّه، واستنصروا بها علي، وتعاونوا معها على كيدي وإضراري دون تأخير ولا إمهال، أنتم وشركاؤكم، فلا أبالي بكم.
ووصفت الأصنام بأنها عباد، وأشير إليها بضمير العقلاء في قوله: {فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ} وقوله: {إِنَّ الَّذِينَ} ولم يقل: التي، مع أنها جمادات غير عاقلة، إنزالا لها منزلة العقلاء بحسب اعتقاد المشركين.
ثم أعلن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ثقته الكاملة بالله تعالى وتحقير هذه المعبودات، مع قلة الأعوان والنصراء في مكة، فقال بأمر ربه: {إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ} أي إن اللّه حسبي وكافيني، وهو عوني ونصيري، ومتولي أمري في الدنيا والآخرة، عليه اتكالي، وإليه ألجأ، وهو سبحانه الذي نزّل علي تدريجا القرآن الذي يدعو إلى التوحيد، وينبذ الشرك، وأعزني برسالته، وهو الذي يتولى كل صالح بعدي. وهو كل من صلحت عقيدته، وسلمت من الخرافات والأوهام، وصلحت أعماله.
ثم أكد اللّه تعالى خيبة الأصنام في تحقيق النصر، فالذين تدعون من دون اللّه وتعبدونهم وتطلبون منهم نصركم ودفع الضر عنكم، إنهم عاجزون، لا يستطيعون نصركم، ولا نصر أنفسهم ضد من يحتقرهم أو يسلبهم شيئا، أو يريدهم بسوء.
وكما أن تلك الأصنام عاجزة عن النصر هي عاجزة أيضا من باب أولى عن الإرشاد والهداية، فإن تدعوا هذه الأصنام إلى أن يهدوكم إلى سواء السبيل وتحقيق النصر، لا يسمعوا دعاءكم، فضلا عن المساعدة والإمداد، وتراهم أيها المخاطب الناظر إليهم يقابلونك بعيون مصورة صناعية من زجاج أو خزف أو فيروز أو عقيق، وهم جماد لا يبصرون شيئا، ولا يدركون المرئيات، لأن لهم صورة الأعين لا حقيقتها، فلا يرون شيئا، وهم فاقدو السمع والبصر.
أصول الأخلاق في الإسلام:
لا تصلح حياة اجتماعية ولا تقوم مدنية ولا حضارة بغير أخلاق قويمة، وآداب سليمة، لذا اقترنت رسالات السماء والكتب الإلهية بالدعوة إلى الأخلاق النبيلة والقيم الإنسانية السوية، لأن الإنسان جسد وروح، وغذاء الروح واستدرار العواطف وصلاح البشر بالأخلاق، والخلق يلازم العقيدة، وهو دعوة الدين. وقد أمر القرآن الكريم بمجموعة من القيم والأخلاق، هذه أصولها وأسس المعاملة الحسنة، في قوله تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال