سورة الأنفال / الآية رقم 1 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَنفَالِ قُلِ الأَنفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ أُوْلَئِكَ هُمُ المُؤْمِنُونَ حَقاًّ لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ كَمَا أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِن بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِّنَ المُؤْمِنِينَ لَكَارِهُونَ يُجَادِلُونَكَ فِي الحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَيَّنَ كَأَنَّمَا يُسَاقُونَ إِلَى المَوْتِ وَهُمْ يَنظُرُونَ وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الكَافِرِينَ لِيُحِقَّ الحَقَّ وَيُبْطِلَ البَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ المُجْرِمُونَ

الأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفال




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{يَسْئَلُونَكَ عَنِ الْأَنْفالِ قُلِ الْأَنْفالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذاتَ بَيْنِكُمْ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (1) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آياتُهُ زادَتْهُمْ إِيماناً وَعَلى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2) الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ (3) أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (4)} [الأنفال: 8/ 1- 4].
الأنفال: هي الغنائم، وهي جمع نفل أو نفل، وهو الزيادة على الواجب، وسميت الغنيمة نفلا لأنها زيادة على القيام بالجهاد وحماية الدين والدعاء إلى اللّه عز وجل.
ومعنى الآية: يسألك الناس أيها الرسول عن حكم الأنفال لمن هي وكيف تقسم؟
فقل لهم: إن حكمها لله أولا يحكم فيها بما يريد، ثم للرسول يقسمها بينكم كما أمر اللّه، فأمرها مفوض إلى اللّه ورسوله، ثم جاء تبيان تفصيلي لمصارف الغنيمة في آية أخرى وهي: {وَاعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ} [الأنفال: 8/ 41] أي إن الخمس لهؤلاء المحتاجين المذكورين في هذه الآية، والأربعة الأخماس الباقية للغانمين، أما اليوم بعد تنظيم الجيوش النظامية ودفع رواتب دائمة للجند، فتكون الغنائم للدولة.
وإذا كان أمر الغنائم لله ورسوله، فاتقوا اللّه سبحانه في أقوالكم وأفعالكم، وأصلحوا ذات بينكم من الأحوال حتى تتآلف النفوس، وأطيعوا اللّه ورسوله في الغنائم وغيرها من كل أمر أو نهي، أو قضاء وحكم.
هذه الأمور الثلاثة: تقوى اللّه، وإصلاح ذات البين وإطاعة أوامر اللّه ورسوله يتوقف عليها صلاح الجماعة الإسلامية، إن كنتم مؤمنين، أي مصدقين كلام اللّه وكاملي الإيمان، فإن التصديق يقتضي الامتثال، وكمال الإيمان يوجب هذه الخصال الثلاث.
ثم ذكر اللّه تعالى صفات المؤمنين بحق الذين يلتزمون هذه الخصال الثلاث، هذه الصفات هي:
1- الذين إذا ذكر اللّه أمامهم خافت قلوبهم، وامتلأت خشية لجلاله وعظمته، وهابت وعيده وتذكرت وعده للمحسنين أعمالهم.
2- والذين إذا قرئت عليهم آيات القرآن، زادتهم إيمانا وتصديقا، وإقبالا على العمل الصالح لأن كثرة الأدلة والتذكير بها يوجب زيادة اليقين وقوة الاعتقاد.
3- والذين هم يتوكلون على ربهم وحده، وإليه يلجأون ولا يرجون غيره، ولا يقصدون إلا إياه، ولا يطلبون الحوائج إلا منه، ولكن ذلك التوكل ليس بمعنى التواكل وإنما التوكل يكون بعد اتخاذ الأسباب من عمل وسعي وجدّ واجتهاد، أما ترك الأسباب أو الوسائل المطلوبة عقلا وعادة فهو جهل بمفهوم التوكل.
4- والذين يقيمون الصلاة، أي يؤدونها كاملة الأركان والشروط من قيام وركوع وسجود وتلاوة وأذكار، في مواقيتها المحددة لها شرعا، مع خشوع القلب، وسكون النفس، ومناجاة الرحمن، وتدبر قراءة القرآن.
5- والذين ينفقون بعض أموالهم في سبيل اللّه، سبيل الخير ومن أجل مصلحة الأمة وفي سبيل تقويتها وانتشال المحتاجين من وهدة الفقر وألم الحرمان، والإنفاق يكون بإخراج الزكاة المفروضة، وأداء الصدقات التطوعية، والنفقات الواجبة على الأهل والقرابة القريبة كالآباء والأمهات، والمندوبة للقرابة البعيدة ومن أجل تحقيق مصالح الأمة وجهاد العدو، فإن الأموال وودائع وأمانات ثقيلة عند الإنسان، لابد أن يفارقها يوما ما.
وجزاء هؤلاء المؤمنين المتصفين بالأوصاف الخمسة المتقدمة أنهم دون غيرهم المؤمنون حق الإيمان، ولهم درجات أي منازل متفاوتة في الجنان بحسب أعمالهم ونواياهم ولهم مغفرة، أي يغفر اللّه لهم السيئات، ويشكر لهم الحسنات، ولهم رزق كريم وهو ما أعد لهم من نعيم الجنة، والكريم: وصف لكل شيء حسن.
خروج المسلمين إلى موقعة بدر:
من الطبيعي أن يتهيب المسلمون في أول لقاء لهم مع معسكر قريش، بسبب قلتهم وضعف استعدادهم وقلة إمكاناتهم، وكثرة عدوهم وقوته ووفرة أسلحته، لذا كان خروجهم لمعركة بدر الكبرى على كراهية وتردد، لكن اللّه تعالى أعلم بما يريد، فهو الذي يهيئ الأسباب، ويدبر الأمور، وما على المؤمنين إلا الامتثال ومجاهدة النفس وتخطي حاجز الخوف أو الوهم. وصف اللّه حالة المؤمنين في الخروج إلى غزوة بدر بقوله:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال