سورة الأنفال / الآية رقم 31 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَاذْكُرُوا إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللَّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الفَضْلِ العَظِيمِ وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ المَاكِرِينَ وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا قَالُوا قَدْ سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَذَا إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ وَإِذْ قَالُوا اللَّهُمَّ إِن كَانَ هَذَا هُوَ الحَقَّ مِنْ عِندِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِّنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ

الأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفال




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْماكِرِينَ (30) وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا قالُوا قَدْ سَمِعْنا لَوْ نَشاءُ لَقُلْنا مِثْلَ هذا إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (31)} [الأنفال: 8/ 30- 31].
نزلت الآية الأولى: {وَإِذْ يَمْكُرُ} في شأن اجتماع قريش في دار الندوة.
أخرج ابن أبي حاتم وابن إسحاق عن ابن عباس قال: إن نفرا من قريش ومن أشراف كل قبيلة اجتمعوا ليدخلوا دار الندوة، فاعترضهم إبليس في صورة شيخ جليل، فلما رأوه قالوا: من أنت؟ قال: شيخ من أهل نجد، سمعت بما اجتمعتم له، فأردت أن أحضركم، ولن يعدمكم مني رأي أو نصح، قالوا: أجل، فادخل، فدخل معهم، فقال: انظروا في شأن هذا الرجل، فقال قائل: احبسوه في وثاق، ثم تربصوا به المنون حتى يهلك كما هلك من كان قبله من الشعراء: زهير ونابغة، فإنما هو كأحدهم.
فقال عدو اللّه الشيخ النجدي: لا واللّه، ما هذا لكم برأي، واللّه ليخرجن رائد من مجلسه إلى أصحابه، فليوشكن أن يثبوا عليه حتى يأخذوه من أيديكم، ثم يمنعوه منكم، فما آمن عليكم أن يخرجوكم من بلادكم، فانظروا في غير هذا الرأي.
فقال قائل: أخرجوه من بين أظهركم، واستريحوا منه، فإنه إذا خرج لن يضركم ما صنع.
فقال الشيخ النجدي: واللّه ما هذا لكم برأي، ألم تروا حلاوة قوله، وطلاقة لسانه، وأخذه للقلوب بما تسمع من حديثه، واللّه لئن فعلتم- ثم استعرض العرب- ليجتمعن عليه، ثم ليسيرن إليكم حتى يخرجكم من بلادكم، ويقتل أشرافكم.
قالوا: صدق واللّه، فانظروا غير هذا، فقال أبو جهل: واللّه لأشيرنّ عليكم برأي ما أراكم أبصرتموه بعد، ما أرى غيره، قالوا: وما هذا؟ قال: تأخذون من كل قبيلة وسيطا شابا جلدا (أي قويا) ثم نعطي كل غلام منهم سيفا صارما يضربونه ضربة رجل واحد، فإذا قتلتموه تفرق دمه في القبائل كلها، فلا أظن أن هذا الحي من بني هاشم يقوون على حرب قريش كلهم، وإنهم إذا رأوا ذلك قبلوا العقل (أي الدية) واسترحنا وقطعنا أذاه عنا.
فقال الشيخ النجدي: هذا واللّه هو الرأي، القول ما قال الفتى، لا أرى غيره، فتفرقوا على ذلك، وهم مجمعون له، فأتى جبريل النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في بيته تلك الليلة، وأذن اللّه عند ذلك في الخروج، وأنزل عليه بعد قدومه المدينة، يذكّره نعمته عليه: {وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا}.
وهذه أسباب الهجرة النبوية من مكة المكرمة إلى المدينة المنورة.
ومعنى الآية: واذكر أيها النبي حينما اجتمع المشركون لتدبير مؤامرة خطيرة عليك وعلى دعوتك، فذلك أمر يستحق الشكر على النعمة، ويدعو للعبرة والعظة، ويدل على صدق دعوتك وتأييد ربك لك في وقت المحنة.
لقد دبروا لك إحدى مكائد ثلاث: إما الحبس الذي يحول بينك وبين دعوة الناس، وإما القتل بطريق جميع القبائل، وإما الطرد والإخراج من البلاد. إنهم يمكرون بك، أي يخفون المكائد لك، ويخفي اللّه ما أعد لهم من الجزاء والعذاب على مكرهم، واللّه خير المدبرين وأمضى المخططين والمنفذين وأقدرهم وأعزهم جانبا، لأن تدبيره نصر للحق وعدل مطلق. هذا مكرهم بالنبي صلّى اللّه عليه وسلّم.
وهناك مكر بالدين والقرآن وهو ما قال اللّه تعالى: {وَإِذا تُتْلى} أي إذا تليت آيات القرآن الواضحة، قالوا جهلا وعنادا وسفها واستكبارا: لو نشاء لقلنا مثل هذا من القصص والأنبياء، فإن هذه إنما هي أساطير من قد تقدم، أي قصصهم المكتوبة المسطورة من دون تمحيص ولا نظام، يتعلم منها ويتلوها على الناس. نزلت هذه الآية في النضر بن الحارث الذي كان يقول في كتاب اللّه ما يقول، ومن أقاويله: ما جاء في هذه الآية: ما هذا إلا أساطير القدماء، ونسب هذا القول للقرشيين، لأن النضر كان من أنبلهم وأفهمهم والمأخوذ بقوله، فكان إذا قال قولا، ردده كثير منهم واتبعوه عليه، حسبما يفعل الناس دائما بعلمائهم وفقهائهم.
إكرام العرب بالنبي صلّى اللّه عليه وسلّم:
قد يظن بعض الأذكياء أنهم بذكائهم واغترارهم بفهمهم يستطيعون إدراك كل شيء، وفهم وقول كل شيء، متناسين أن القدرة العقلية البشرية محدودة متناهية، لا تتجاوز نطاقا معينا، ومن هؤلاء المغرورين بذكائهم ومعرفتهم بعض العرب مثل النضر بن الحارث الذي كان كثير السفر إلى فارس والحيرة، وكان يسمع قصص الرهبان والأناجيل، ويسمع أخبار رستم واسبنديار، فلما سمع القرآن، ورأى فيه من أخبار الأنبياء والأمم قال: لو شئت لقلت مثل هذا.
وقال عن القرآن: إن هذا إلا أساطير الأولين، فقال له النبي صلّى اللّه عليه وسلّم: ويلك إنه كلام رب العالمين، فقال: اللهم إن كان هذا هو الحق فأمطر علينا حجارة من السماء، فنزلت الآيات التالية تحكي قوله وترده إلى صوابه وتبين فضل النبي على العرب:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال