سورة الأنفال / الآية رقم 69 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَإِن يُرِيدُوا أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَسْبُكَ اللَّهُ وَمَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ المُؤْمِنِينَ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ المُؤْمِنِينَ عَلَى القِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِن يَكُن مِّنكُم مِّائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ لَوْلا كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ

الأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفال




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{ما كانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (68) فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلالاً طَيِّباً وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (69) يا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِمَنْ فِي أَيْدِيكُمْ مِنَ الْأَسْرى إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِمَّا أُخِذَ مِنْكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (70) وَإِنْ يُرِيدُوا خِيانَتَكَ فَقَدْ خانُوا اللَّهَ مِنْ قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (71)} [الأنفال: 8/ 67- 71].
سبب نزول هذه الآيات يظهر فيما رواه الإمام أحمد وغيره عن أنس بن مالك قال: استشار النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في الأسارى يوم بدر، فقال: إن اللّه قد أمكنكم منهم، فقام عمر بن الخطاب فقال: يا رسول اللّه، اضرب أعناقهم، فأعرض عنه، فقام أبو بكر فقال: نرى أن تعفو عنهم، وأن تقبل منهم الفداء، فعفا عنهم، وقبل منهم الفداء، فأنزل اللّه: {لَوْ لا كِتابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيما أَخَذْتُمْ عَذابٌ عَظِيمٌ (68)} الآيات.
هذه الآيات في رأي ابن عطية معاتبة من اللّه عز وجل لأصحاب نبيه صلّى اللّه عليه وسلم.
والمعنى: ما كان ينبغي لكم أن تفعلوا هذا الفعل الذي أوجب أن يكون للنبي أسرى قبل الإثخان (الإكثار في القتل) والإخبار هو لهم، ولذلك استمر الخطاب ب {تُرِيدُونَ} والنبي صلّى اللّه عليه وسلّم لم يأمر باستبقاء الرجال وقت الحرب، ولا أراد قط عرض الدنيا، وإنما فعله جمهور مباشري الحرب. ودخل النبي صلّى اللّه عليه وسلّم في العتاب حين لم ينه عن ذلك، وعذره أنه كان مشغولا بظهور النصر، فترك النهي عن استبقاء الأسرى.
والرأي عند كثير من المفسرين: أن هذا التوبيخ إنما كان بسبب إشارة من أشار على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بأخذ الفدية، كما ذكر في سبب النزول المتقدم.
وعلى كل حال، فإن معنى الآيات في الظاهر: ما صح لنبي وما استقام له الأمر باتخاذ الأسرى حتى يكثر القتل في الكفار ويبالغ فيه، لإظهار عزة الإسلام والمسلمين، وإرهاب الدولة أعداءها، واشتداد أمرها، فلا يتجرأ عليها أحد، ولا يتجسس عليها أحد من الأسرى العائدين لديارهم بفداء مالي. فالذين يرون قبول الفداء المالي إنما يريدون الحصول على عرض الدنيا، أي منافعها وأمتعتها، واللّه يريد لكم ثواب الآخرة الدائم، وما يؤدي إلى الجنة من أحكام زاجرة لإعزاز الدين وإرهاب الأعداء، وإعلاء كلمة الحق والعدل، وإقامة النظام الأصلح للبشرية، واللّه قوي يغلّب أولياءه على أعدائه، ويمكنهم منهم قتلا وأسرا، حكيم في أفعاله وأوامره، يشرع لكل حال ما يليق به ويخصه به.
لولا حكم من اللّه سبق إثباته في اللوح- وهو ألا يعاقب المخطئ في اجتهاده- لنالكم أيها المؤمنون فيما أخذتم من الفداء يوم بدر عذاب عظيم وقعة، وفي هذا تهويل خطر ما فعلوا.
وبعد هذا العتاب الإلهي على أخذ الفداء، أباح اللّه تعالى للمسلمين الانتفاع بالغنائم الحربية وهي الفدية المالية وغيرها، حال كون الشيء المغنوم حلالا طيبا بنفسه، لا حرمة فيه لذاته. واتقوا اللّه في مخالفة أوامره، ولا تعودوا لشيء من المخالفة، إن اللّه غفور للذنوب ومنها أخذ الفداء، رحيم بكم بإباحته لكم ما أخذتم، وقبوله التوبة عن عباده.
ثم أمر اللّه نبيه أن يخاطب الأسرى بقوله استمالة لهم وترغيبا لهم في الإسلام: إن يعلم اللّه في قلوبكم الآن أو في المستقبل خيرا، أي إيمانا وإخلاصا وتوبة عن الكفر وجميع المعاصي، يؤتكم خيرا مما أخذ منكم من الفداء، ويغفر لكم ما كان منكم من الشرك والسيئات، واللّه غفور لمن تاب من معاصيه، رحيم بالمؤمنين، فهو يمدهم بعونه وتوفيقه، وفي هذا حضّ على إعلان الإسلام وقبول دعوته.
وأما هؤلاء الأسرى فإن يريدوا خيانتك أيها النبي بإظهار الإسلام والمسالمة، ثم نقض ما عاهدوك عليه، فلا تخف خيانتهم، فإنهم قد خانوا اللّه من قبل بدر بالكفر، فأمكنك منهم يوم بدر، وإن عادوا إلى الخيانة فسيمكّنك اللّه منهم، ويسلّطك عليهم فتهزمهم، واللّه عليم بنواياهم، حليم في تدبيره وصنعه، فينصر المؤمنين على الكافرين.
الروابط الإسلامية:
استأصل الإسلام منذ فجر دعوته الإصلاحية الكبرى كل المعاني والروابط القبلية والعنصرية والعرقية، وأحل محلها روابط أخلد وأقوى وأمتن، وهي روابط الإيمان والهجرة والجهاد والإيواء والنصرة وقرابة النسب أو الدم، وكان المسلمون في صدر الدعوة الإسلامية أصنافا أربعة في مواجهة الأعداء وهم:
1- المهاجرون الأولون قبل معركة بدر وقبل صلح الحديبية.
2- الأنصار: أهل المدينة الذين آووا إخوانهم المهاجرين ونصرهم.
3- المؤمنون الذين لم يهاجروا.
4- المؤمنون الذين هاجروا بعد صلح الحديبية.
وهذا التصنيف هو ما ذكرته أواخر سورة الأنفال في قوله تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال