سورة الأنفال / الآية رقم 73 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الأَسْرَى إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْراً يُؤْتِكُمْ خَيْراً مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَإِن يُرِيدُوا خِيَانَتَكَ فَقَدْ خَانُوا اللَّهَ مِن قَبْلُ فَأَمْكَنَ مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُم مِّن وَلايَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُن فِتْنَةٌ فِي الأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُوْلَئِكَ هُمُ المُؤْمِنُونَ حَقاًّ لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُوْلَئِكَ مِنكُمْ وَأُوْلُوا الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ

الأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفالالأنفال




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهاجِرُوا ما لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثاقٌ وَاللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (72) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسادٌ كَبِيرٌ (73) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (74) وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولئِكَ مِنْكُمْ وَأُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلى بِبَعْضٍ فِي كِتابِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (75)} [الأنفال: 8/ 72- 75].
نزلت آية: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ} فيما روى الطبري وغيره في رجل قال: «نورّث أرحامنا المشركين». ونزلت آية {وَأُولُوا الْأَرْحامِ} فيما روى الطبري أيضا في إلغاء التوارث بالتعاقد والولاء، فكان الرجل يعاقد الرجل فيقول له: ترثني وأرثك.
ومقصد هذه الآيات تبيين منازل المهاجرين والأنصار والمؤمنين الذين لم يهاجروا، والكفار، والمهاجرين بعد صلح الحديبية، وبيان نسب بعضهم من بعض، حيث أحلّ اللّه قرابة الإسلام محل قرابة النسب والكفر، فقدم اللّه تعالى التنويه بالمهاجرين من مكة إلى المدينة، وهم أصل الإسلام، واتصفوا أي المهاجرون بصفات أربع:
صفة الإيمان الصادق بالله ورسوله، والهجرة في سبيله من أوطانهم، والجهاد بالمال والنفس والنفيس في سبيل اللّه، وأولية الإقدام على هذه الأفعال.
وهم أصحاب الهجرة الأولى قبل غزوة بدر إلى صلح الحديبية سنة ست من الهجرة، فهم الأفضل والأكمل في الإسلام، لأنهم خرجوا من ديارهم وأموالهم، وتركوها في مكة، وجاؤوا لنصرة اللّه ورسوله وإقامة دينه، وفروا بدينهم من فتنة المشركين، إرضاء لله تعالى ونصرا لرسوله صلّى اللّه عليه وسلم، جاهدوا بأموالهم فأنفقوها في التعاون والدفاع عن دين اللّه، وجاهدوا بأنفسهم، فقاتلوا الأعداء، وصبروا على الأذى والشدائد.
ويأتي الأنصار في المرتبة الثانية بعد المهاجرين، فهم آووا الرسول والمهاجرين ونصروهم وأيدوهم، وقاتلوا معهم، وبذلوا أنفسهم وأموالهم في سبيل مرضاة اللّه.
واستحق المهاجرون والأنصار أن يوصفوا بأن بعضهم يتولى أمر البعض الآخر، كما يتولى أمر نفسه، ويكون كل منهم أحق بالآخر من كل أحد، لأن حقوقهم ومصالحهم مشتركة، لذا آخى النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بين المهاجرين والأنصار، كل اثنين أخوان، وكانوا يتوارثون بهذا الإخاء المقدم على قرابة النسب، حتى تقوى المهاجرون بالتجارة وغيرها، فنسخ اللّه تعالى ذلك بآيات المواريث في سورة النساء.
ثم ذكر اللّه تعالى الصنف الثالث وهم المؤمنون الذين لم يهاجروا، وظلوا مقيمين مع المشركين في أرض الشرك في مكة قبل الفتح، وهؤلاء لا يجب على المسلمين مناصرتهم حتى يهاجروا إلى المدينة. وإذا طلبوا المناصرة على الأعداء، فينصرون إلا إذا كان الكفار المعادون معاهدين، فيجب الوفاء بعهدهم لأن الإسلام لا يبيح الغدر والخيانة، واللّه عليم مطلع على جميع الأعمال، فيجب التزام حدود اللّه وترك مخالفة أوامره.
وكان الكفار صفا واحدا في مواجهة المؤمنين، فلا توارث بين الفريقين، ويلزم احترام أحكام شرع اللّه، فإن لم تفعلوا أيها المؤمنون ما شرع اللّه لكم من موالاة المسلمين ومناصرتهم، تحصل فتنة عظيمة في الأرض: هي ضعف الإيمان وقوة الكفر، ويحصل فساد كبير: وهو سفك الدماء. وهذا يتطلب تماسك المؤمنين في مواجهة أعدائهم. والمؤمنون والمهاجرون والمجاهدون والأنصار هم أهل الإيمان الحق لهم مغفرة من ربهم ورزق وافر كريم في الجنة، وهو الدائم الذي لا ينقطع أبدا.
والصنف الرابع: هم الذين آمنوا وهاجروا بعد صلح الحديبية، وهم مع المؤمنين ومن المؤمنين، في الموالاة والتعاون والتناصر والفضل والجزاء، لكنهم في المرتبة دون السابقين الأولين من أهل الإيمان.
ثم ذكر اللّه تعالى ولاية الرحم والقرابة بعد ولاية الإيمان والهجرة، أي إن رابطة القرابة في الدم والنسب تكون سببا للتوارث والتناصر، وصارت هي المقدمة على رابطة الهجرة في عهدها السابق، وذلك في حكم اللّه الذي كتبه على عباده المؤمنين، واللّه عليم بكل الأشياء، ومحيط علمه بكل شيء من مصالح الدنيا والآخرة، وما على المؤمنين إلا الطاعة، فإن أخوة النسب والدم والإيمان صارت أخيرا سببا للتوارث، وإن كانت الأخوة في اللّه أولى وأحكم، وأبقى وأخلد. ووجب بهذه الآية الأخيرة آية أولي الأرحام: أن يرث الرجل قريبه وإن لم يكن مهاجرا معه.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال