سورة البقرة / الآية رقم 117 / تفسير تفسير النسفي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَقَالَتِ اليَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ اليَهُودُ عَلَى شَيءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الكِتَابَ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُوْلَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا إِلاَّ خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ وَلِلَّهِ المَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ وَقَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ بَل لَّهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ بَدِيعُ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ لَوْلا يُكَلِّمُنَا اللَّهُ أَوْ تَأْتِينَا آيَةٌ كَذَلِكَ قَالَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الجَحِيمِ

البقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَقَالَتِ اليهود لَيْسَتِ النصارى على شَئ وَقَالَتِ النصارى لَيْسَتِ اليهود على شَئ} أي على شيء يصح ويعتد به. والواو في {وَهُمْ يَتْلُونَ الكتاب} للحال والكتاب للجنس أي قالوا ذلك وحالهم أنهم من أهل العلم والتلاوة للكتب، وحق من حمل التوراة والإنجيل وآمن به ألا يكفر بالباقي لأن كل واحد من الكتابين مصدق للآخر. {كذلك} مثل ذلك القول الذي سمعت به {قَالَ الذين لاَ يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ} أي الجهلة الذين لا علم عندهم ولا كتاب كعبدة الأصنام والمعطلة، قالوا لأهل كل دين ليسوا على شيء، وهذا توبيخ عظيم لهم حيث نظموا أنفسهم مع علمهم في سلك من لا يعلم {فالله يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ القيامة فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} أي بين اليهود والنصارى بما يقسم لكل فريق منهم من العقاب اللائق به.
{وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مساجد الله أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسمه} موضع {من} رفع على الابتداء وهو استفهام و{أظلم} خبره والمعنى: أي أحد أظلم؟ و{أن يذكر} ثاني مفعولي {منع} لأنك تقول منعته كذا {وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بالأيات} [الإسراء: 59]. {وَمَا مَنَعَ الناس أَن يُؤْمِنُواْ} [الكهف: 55] [الإسراء: 94]. ويجوز أن يحذف حرف الجر مع {أن} أي من أن يذكر وأن تنصبه مفعولاً له بمعنى منعها كراهة أن يذكر وهو حكم عام لجنس مساجد الله وأن مانعها من ذكر الله مفرط في الظلم. والسبب فيه طرح النصارى في بيت المقدس الأذى، ومنعهم الناس أن يصلوا فيه، أو منع المشركين رسول الله أن يدخل المسجد الحرام عام الحديبية. وإنما قيل مساجد الله وكان المنع على مسجد واحد وهو بيت المقدس أو المسجد الحرام لأن الحكم ورد عاماً وإن كان السبب خاصاً كقوله تعالى: {وَيْلٌ لّكُلّ هُمَزَةٍ} [الهمزة: 1] والمنزول فيه الأخنس بن شريق. {وسعى فِى خَرَابِهَا} بانقطاع الذكر والمراد ب {من} العموم كما أريد العموم بمساجد الله. {أولئك} المانعون {مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَا} أي ما كان ينبغي لهم أن يدخلوا مساجد الله {إِلاَّ خَائِفِينَ} حال من الضمير في {يدخلوها} أي على حال التهيب وارتعاد الفرائص من المؤمنين أن يبطشوا بهم فضلاً أن يستولوا عليها ويلوها ويمنعوا المؤمنين منها. والمعنى: ما كان الحق إلا ذلك لولا ظلم الكفرة وعتوهم. رُوي أنه لا يدخل بيت المقدس أحد من النصارى إلا متنكراً خيفة أن يقتل. وقال قتادة: لا يوجد نصراني في بيت المقدس إلا بولغ ضرباً. ونادى رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا لا يحجن بعد هذا العام مشرك» وقيل: معناه النهي عن تمكينهم من الدخول والتخلية بينهم وبينه كقوله تعالى:
{وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تؤْذُواْ رَسُولَ الله} [الأحزاب: 53] {لَهُمْ فِى الدنيا خِزْىٌ} قتل وسبي للحربي وذلة بضرب الجزية للذمي {وَلَهُمْ فِى الأخرة عَذَابٌ عَظِيمٌ} أي النار.
{وَلِلَّهِ المشرق والمغرب} أي بلاد المشرق والمغرب كلها له وهو مالكها ومتوليها {فَأَيْنَمَا} شرط {تَوَلُّوْاْ} مجزوم به أي ففي أي مكان فعلتم التولية يعني تولية وجوهكم شطر القبلة بدليل قوله تعالى: {فَوَلّ وَجْهَكَ شَطْرَ المسجد الحرام وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ} [البقرة: 144]، والجواب {فَثَمَّ وَجْهُ الله} أي جهته التي أمر بها ورضيها. والمعنى أنكم إذا منعتم أن تصلوا في المسجد الحرام أو في بيت المقدس فقد جعلت لكم الأرض مسجداً فصلوا في أي بقعة شئتم من بقاعها وافعلوا التولية فيها، فإن التولية ممكنة في كل مكان. {إِنَّ الله واسع عَلِيمٌ} أي هو واسع الرحمة يريد التوسعة على عباده وهو عليم بمصالحهم. وعن ابن عمر رضي الله عنهما: نزلت في صلاة المسافر على الراحلة أينما توجهت. وقيل: عميت القبلة على قوم فصلوا إلى أنحاء مختلفة، فلما أصبحوا تبينوا خطأهم فعذروا. هو حجة على الشافعي رحمه الله فيما إذا استدبر. وقيل: فأينما تولوا للدعاء والذكر. {وَقَالُواْ اتخذ الله وَلَدًا} يريد الذين قالوا المسيح ابن الله وعزيز ابن الله. {قالوا}: شامي فإثبات الواو باعتبار أنه قصة معطوفة على ما قبلها، وحذفه باعتبار أنه استئناف قصة أخرى. {سبحانه} تنزيه له عن ذلك وتبعيد {بَل لَّهُ مَا فِي السماوات والأرض} أي هو خالقه ومالكه ومن جملته المسيح وعزيز والولادة تنافي الملك. {كُلٌّ لَّهُ قانتون} منقادون لا يمتنع شيء منهم على تكوينه وتقديره. والتنوين في {كل} عوض عن المضاف إليه أي كل ما في السموات والأرض، أو كل من جعلوه لله ولداً له قانتون مطيعون عابدون مقرون بالربوبية منكرون لما أضافوا إليهم. وجاء ب {ما} الذي لغير أولي العلم مع قوله {قانتون} كقوله (سبحان ما سخركن لنا) {بَدِيعُ السماوات والأرض} أي مخترعهما ومبدعهما لا على مثال سبق. وكل من فعل ما لم يسبق إليه يقال له أبدعت ولهذا قيل لمن خالف السنة والجماعة مبتدع لأنه يأتي في دين الإسلام ما لم يسبقه إليه الصحابة والتابعون رضي الله عنهم. {وَإِذَا قضى أَمْرًا} أي حكم أو قدر {فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} هو من (كان) التامة أي أحدث فيحدث وهذا مجاز عن سرعة التكوين وتمثيل ولا قول ثُمَّ. وإنما المعنى أن ما قضاه من الأمور وأراد كونه فإنما يتكون، ويدخل تحت الوجود من غير امتناع ولا توقف كما أن المأمور المطيع الذي يؤمر فيمتثل لا يتوقف ولا يمتنع ولا يكون منه إباء.
وأكد بهذا استبعاد الولادة لأن من كان بهذه الصفة من القدرة كانت صفاته مباينة لصفات الأجسام فأنى يتصور التوالد ثمّ. والوجه الرفع في {فيكون} وهو قراءة العامة على الاستئناف أي فهو يكون، أو على العطف على {يقول}. ونصبه ابن عامر على لفظ {كن} لأنه أمر وجواب الأمر بالفاء نصب. وقلنا: إن {كن} ليس بأمر حقيقة إذ لا فرق بين أن يقال وإذ قضى أمرا فإنما يكونه فيكون وبين أن يقال فإنما يقول له كن فيكون، وإذا كان كذلك فلا معنى للنصب. وهذا لأنه لو كان أمراً فإما أن يخاطب به الموجود والموجود لا يخاطب ب {كن} أو المعدوم والمعدوم لا يخاطب.
{وَقَالَ الذين لاَ يَعْلَمُونَ} من المشركين أو من أهل الكتاب، ونفى عنهم العلم لأنهم لم يعملوا به {لَوْلاَ يُكَلّمُنَا الله} هلا يكلمنا كما يكلم الملائكة وكلم موسى استكباراً منهم وعتواً {أَوْ تَأْتِينَآ ءَايَةٌ} جحوداً لأن يكون ما أتاهم من آيات الله آيات واستهانه بها {كذلك قَالَ الذين مِن قَبْلِهِم مِّثْلَ قَوْلِهِمْ تشابهت قُلُوبُهُمْ} أي قلوب هؤلاء ومن قبلهم في العمى {قَدْ بَيَّنَّا الآيات لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} أي لقوم ينصفون فيوقنون أنها آيات يجب الاعتراف بها والإذعان لها والاكتفاء بها عن غيرها {إِنَّا أرسلناك بالحق بَشِيرًا} للمؤمنين بالثواب {وَنَذِيرًا} للكافرين بالعقاب {وَلاَ تُسْئَلُ عَنْ أصحاب الجحيم} ولا نسألك عنهم ما لهم لم يؤمنوا بعد أن بلّغت وبلغت جهدك في دعوتهم وهو حال ك {نذيراً} وبشيراً و{بالحق} أي وغير مسؤول أو مستأنف. قراءة نافع و{لا تسأل} على النهي ومعناه ما وقع فيه الكفار من العذاب كما تقول: كيف فلان سائلاً عن الواقع في بلية فيقال لك: لا تسأل عنه. وقيل: نهى الله نبيه عن السؤال عن أحوال الكفرة حين قال ليت شعري ما فعل أبواي.
{وَلَن ترضى عَنكَ اليهود وَلاَ النصارى حتى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} كأنهم قالوا لن نرضى عنك وإن أبلغت في طلب رضانا حتى تتبع ملتنا إقناطاً منهم لرسول الله عن دخولهم في الإسلام، فذكر الله عز وجل كلامهم. {قُلْ إِنَّ هُدَى الله} الذي رضي لعباده {هُوَ الهدى} أي الإسلام. وهو الهدى كله ليس وراءه هدى والذي تدعون إلى اتباعه ما هو هدى إنما هو هوى. ألا ترى إلى قوله {وَلَئِنِ اتبعت أَهْوَاءهُم} أي أقوالهم التي هي أهواء وبدع {بَعْدَ الذي جَاءكَ مِنَ العلم} أي من العلم بأن دين الله هو الإسلام أو من الدين المعلوم صحته بالبراهين الواضحة والحجج اللائحة {مالك مِنَ الله} من عذاب الله {مِن وَلِيّ وَلاَ نَصِيرٍ} ناصر.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال