سورة التوبة / الآية رقم 6 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

بَرَاءَةٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ المُشْرِكِينَ فَسِيحُوا فِي الأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الكَافِرِينَ وَأَذَانٌ مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِّنَ المُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِن تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّم مِّنَ المُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنقُصُوكُمْ شَيْئاً وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَداً فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الحُرُمُ فَاقْتُلُوا المُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوَهُمْ وَخُذُوَهُمْ وَاحْصُرُوَهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ المُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْلَمُونَ

التوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تابُوا وَأَقامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْلَمُونَ (6)} [التوبة: 9/ 5- 6].
تسمى الآية الأولى {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ...} آية السيف، إذ جاء فيها الأمر بالقتال العام، ومعناها إذا انقضت الأشهر الأربعة الحرم، أي التي حرم فيها القتال بين المسلمين والمشركين، وهي مدة الهدنة، من يوم النحر (الأضحى) إلى العاشر من ربيع الآخر، فافعلوا أيها المؤمنون مع المشركين ما يحقق المصلحة، ويهيئ للمسؤولية والمهام العظمى الملقاة على عاتق الأمة العربية، واتّخذوا معهم أحد التدابير الآتية:
إما القتال والقتل في أي مكان وجدوا فيه، من حرم مكة أو غيره، وإما أخذهم أسرى إن شئتم، وإما محاصرتهم في قلاعهم وحصونهم ومنعهم من الخروج منها حتى يسلموا، وإما القعود لهم في كل مرصد، أي مراقبتهم في كل موضع حتى يختاروا إما الإسلام أو القتال، وهذا خاص بمشركي العرب فقط. فإن تابوا عن الشرك الذي حملهم على قتال المسلمين وعداوتهم، وأعلنوا الإسلام وأدوا أركانه من إقام الصلاة وإيتاء الزكاة، فخلّوا سبيلهم، واتركوهم وشأنهم واعلموا أن اللّه غفور لمن استغفره، رحيم بمن تاب إليه، وهذا وعد بالمغفرة في صيغة الخبر عن أوصافه تعالى، لمن تاب وآمن وعمل صالحا.
والتنبيه بالذات على إقامة الصلاة، لأنها أشرف أركان الإسلام الذاتية بعد الشهادتين، وبعدها أداء الزكاة التي هي أشرف الأفعال الاجتماعية، التي تحقق مضمون التكافل أو التضامن الاجتماعي، وتعالج مشكلة الفقر، حتى تتقوى الأمة كلها. قال أنس بن مالك: هذا هو دين اللّه الذي جاءت به الرسل، وهو من آخر ما نزل قبل اختلاف الأهواء، وفيه قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فيما رواه ابن ماجه والحاكم عن أنس: «من فارق الدنيا على الإخلاص لله وحده لا شريك له، وأقام الصلاة، وآتى الزكاة، فارقها واللّه عنه راض».
وليست العلاقة مع البلاد الإسلامية مغلقة، تحكم من وراء ستار حديدي، وإنما هي مفتوحة، فمطالبة المشركين بعد انتهاء مهلة الهدنة أو الأمان مدة أربعة أشهر بالإسلام أو القتال، لا تعني عدم تمكين المشركين من سماع أدلة الإيمان، فلو طلب أحد من المشركين الدليل على الإيمان والحجة على الإسلام، أو جاء طالبا استماع القرآن، أو جاء برسالة أو سفارة لإمام المسلمين، أو أراد الدخول بقصد التجارة، فإنه لا يمنع ويجب إمهاله، ويحرم قتله، ويسمح له بالتنقل في ديار الإسلام، ويجب بعد انتهاء مدة أمانه إيصاله إلى مأمنه، أو دياره ووطنه، ليكون على بيّنة من أمره، مختارا حرا فيما يقرره لأن المهم نشر الدعوة الإسلامية بالطرق السلمية، وبالإقناع العقلي، والحجة والبرهان، لأنه ليس الهدف من تشريع الجهاد سفك الدماء، أو جلب الغنائم، وإنما المهم الوصول إلى الإيمان بالله وتوحيده، وترك الكفر والجحود، وإقرار السلم والأمن، ونشر ألوية الحرية، وتهيئة مناخ المعرفة والعلم، وإطلاق حرية الفكر والرأي. وهذا الاتجاه السلمي وإيثار الأمن والسلام وإعلان مبدأ التسامح والمحبة وترك التعصب والانغلاق بسبب أن هؤلاء المشركين قوم جهلة، لا يعلمون حقيقة الإسلام وما يدعو إليه، ومن جهل شيئا عاداه، فلا بد من إعطائهم الأمان حتى يسمعوا كلام اللّه، ويفهموا الحق الذي أنزله.
وهذه الآية آية منح الأمان لغير المسلمين ذات حكم عام تشمل جميع الأهداف الدينية والسياسية والتجارية، وتعلّم وسائل المعرفة والبراهين العلمية، والاسترشاد بالأدلة العقلية الناصعة.
أسباب البراءة من عهود المشركين:
لا نجد في شرعة الإسلام أي حكم تشريعي غير قائم على أسس عقلية سليمة، وحجج منطقية رصينة، فالإسلام كله دين المنطق والعقل والحكمة، فهو حين يقرر حكما نجده منسجما مع الفطرة والأصول الفكرية والمنهجية السديدة، وحين يشتد أحيانا على قوم فبسبب ظلم هؤلاء الناس وخروجهم على مقتضى الحكمة والمصلحة، بل إنهم يعادون أنفسهم حين يتركون ما يسعدها، ويسيرون في فلك أهوائهم وشهواتهم حين يعطلون مفاتيح المعرفة والإدراك والحواس، لذا أبان القرآن أسباب إعلان البراءة من معاهدات المشركين، ورتّب على ذلك قتالهم، وتتلخص تلك الأسباب في تهورهم ومبادرتهم لنقض عهودهم، قال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال