سورة التوبة / الآية رقم 7 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِندَ اللَّهِ وَعِندَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عَاهَدتُّمْ عِندَ المَسْجِدِ الحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ المُتَّقِينَ كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناًّ قَلِيلاً فَصَدُّوا عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُعْتَدُونَ فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ وَإِن نَّكَثُوا أَيْمَانَهُم مِّنْ بَعْدِ عَهْدِهِمْ وَطَعَنُوا فِي دِينِكُمْ فَقَاتِلُوا أَئِمَّةَ الكُفْرِ إِنَّهُمْ لاَ أَيْمَانَ لَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَنتَهُونَ أَلاَ تُقَاتِلُونَ قَوْماً نَّكَثُوا أَيْمَانَهُمْ وَهَمُّوا بِإِخْرَاجِ الرَّسُولِ وَهُم بَدَءُوكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَوْهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ

التوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ الَّذِينَ عاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ فَمَا اسْتَقامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7) كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْواهِهِمْ وَتَأْبى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ (8) اشْتَرَوْا بِآياتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ (9) لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُولئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10)} [التوبة: 9/ 7- 10].
هذه الآيات الكريمة بيان سبب البراءة من عهود المشركين وإمهالهم أربعة أشهر، ثم مناجزتهم بكل أنواع القتال، لتطهير الجزيرة العربية من الوثنية والفوضى والهمجية، والسبب واضح من جانب المشركين وهو نقضهم العهود ومعاملتهم بالمثل.
وجاء البيان على سبيل الاستفهام الإنكاري والتعجب والاستبعاد لأن يكون لهم عهد، وهم أعداء حاقدون، مضمرون الغدر، مشركون بالله، كافرون به وبرسوله، والشرك وكر الخرافات والأباطيل، ومهد التخلف والفوضى، أي محال أن يثبت لهم عهد، فلا تطمعوا أيها المؤمنون في ذلك. وعلى أي وجه يكون للمشركين عهد، وهم قد نقضوا العهود، وجاهروا بالتعدي.
ثم استثنى اللّه من نبذ العهد مع عموم المشركين: الذين عوهدوا عند المسجد الحرام، وهو الحرم كله، أي في ناحيته وجهته، وهم قبائل بني بكر وبني ضمرة الذين لم ينقضوا عهودهم المعقودة معهم يوم الحديبية، فهؤلاء حكمهم أنهم ما استقاموا لكم فاستقيموا لهم، أي حافظوا على عهدهم ما داموا محافظين عليه، قائمين على الوفاء به. فأما من لا عهد له، فقاتلوه حيث وجدتموه إلا أن يتوب.
ثم أكد اللّه تعالى ضرورة الحفاظ على العهد والوفاء بالعقد لهؤلاء بقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} أي يرضى عن الذين يوفون بالعهد، ويتقون الغدر ونقض العهد. وهذا تعليل لوجوب امتثال المؤمنين لما يأمرهم به ربهم، وتبيان بأن مراعاة العهد من باب التقوى، حتى وإن كان المعاهد مشركا.
وكرر اللّه تعالى في قوله: {كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ} استبعاد ثبات المشركين على العهد، فكيف يكون لهم عهد محترم، والحال أنهم إن يظفروا بكم، لم يراعوا حلفا ولا قرابة ولا عهدا، وهذا تحريض للمؤمنين على معاداتهم والتبري منهم، بل وأكثر من هذا، فمن خبثهم وضغينتهم أنهم قوم مخادعون، يظهرون الكلام الحسن بأفواههم، وقلوبهم مملوءة حقدا وحسدا وكراهية: {يَقُولُونَ بِأَلْسِنَتِهِمْ ما لَيْسَ فِي قُلُوبِهِمْ} [الفتح: 48/ 11] وأكثرهم فاسقون، أي متمردون لا عقيدة تزعهم، ولا مروءة تردعهم، خارجون من أصول الدين والمروءة والأخلاق. وعبر تعالى بقوله: {وَأَكْثَرُهُمْ فاسِقُونَ} لأن نقض العهد كان من الأكثرين.
وأردف اللّه تعالى بيان سببين آخرين للبراءة من عهود المشركين وإيجاب قتالهم وهما أولا- أنهم اشتروا بآيات اللّه ثمنا قليلا، أي استبدلوا بآيات اللّه الدالة على الحق والخير والتوحيد عوضا قليلا حقيرا من متاع الدنيا، وهو اتباع الأهواء والشهوات، والطمع بالأموال متاع الدنيا الخسيسة، فمنعوا الناس من اتباع الدين الحق فبئس العمل عملهم، وقبح ما ارتضوه لأنفسهم من الكفر والضلالة وترك الإيمان.
وثانيا- أنهم من أجل كفرهم لا يراعون في شأن مؤمن قدروا على الفتك به حلفا ولا قرابة ولا عهدا على الإطلاق، وأولئك هم المعتدون، أي المجاوزون الغاية في الظلم والشر، فأصبحوا لا يفهمون بغير لغة السيف، والخضوع للقوة، لا للعهد والذمة، والقيم والأخلاق والمبادئ.
مستقبل المشركين العرب:
أبان اللّه تعالى مصير المشركين العرب وحالهم في المستقبل بعد إعلان عداوتهم للإسلام، فإما أن يختاروا التوبة وقبول الإسلام، أو يلجأوا إلى القتال. ودخولهم في الإسلام إيثار للسلام وحقن للدماء وبناء مستقبل زاهر حافل بالأمجاد والمفاخر، واحتكامهم للقتال انتحار ودمار وتحطيم لقواهم المادية والمعنوية، قال اللّه تعالى مبينا كيفية معاملتهم في كلا الحالين:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال