سورة التوبة / الآية رقم 20 / تفسير تفسير النسفي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

قَاتِلُوَهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ وَيُذْهِبْ غَيْظَ قُلُوبِهِمْ وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِن دُونِ اللَّهِ وَلاَ رَسُولِهِ وَلاَ المُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَن يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ شَاهِدِينَ عَلَى أَنفُسِهِم بِالْكُفْرِ أُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ وَفِي النَّارِ هُمْ خَالِدُونَ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلاَّ اللَّهَ فَعَسَى أُوْلَئَكَ أَن يَكُونُوا مِنَ المُهْتَدِينَ أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الحَاجِّ وَعِمَارَةَ المَسْجِدِ الحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللَّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَائِزُونَ

التوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الحاج وَعِمَارَةَ المسجد الحرام كَمَنْ ءامَنَ بالله واليوم الأخر وجاهد فِى سَبِيلِ الله لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ الله والله لاَ يَهْدِى القوم الظالمين} السقاية والعمارة مصدران من سقى وعمر كالصيانة والوقاية، ولا بد من مضاف محذوف تقديره: أجعلتم أهل سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله. وقيل: المصدر بمعنى الفاعل يصدقه قراءة ابن الزبير {سقاة الحاج وعمرة المسجد الحرام} والمعنى إنكار أن يشبه المشركون بالمؤمنين وأعمالهم المحبطة بأعمالهم المثبتة وأن يسوي بينهم، وجعل تسويتهم ظلماً بعد ظلمهم بالكفر لأنهم وضعوا المدح والفخر في غير موضعهما. نزلت جواباً لقول العباس حين أسر فطفق علي رضي الله عنه يوبخه بقتال رسول الله صلى الله عليه وسلم وقطيعة الرحم تذكر مساوينا وتدع محاسننا. فقيل: أولكم محاسن؟ فقال: نعمر المسجد ونسقي الحاج ونفك العاني. وقيل: افتخر العباس بالسقاية وشيبة بالعمارة، وعلي رضي الله عنه بالإسلام والجهاد، فصدق الله تعالى علياً {الذين ءامَنُواْ وَهَاجَرُواْ وجاهدوا فِى سَبِيلِ الله بأموالهم وَأَنفُسِهِمْ} أولئك {أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ الله} من أهل السقاية والعمارة {وَأُوْلَئِكَ هُمُ الفائزون} لا أنتم والمختصون بالفوز دونهم {يُبَشّرُهُمْ رَبُّهُم} {يُبْشُرهم} حمزة {بِرَحْمَةٍ مّنْهُ ورضوان وجنات} تنكير المبشر به لوقوعه وراء صفة الواصف وتعريف المعرف {لَّهُمْ فِيهَا} في الجنات {نَعِيمٌ مُّقِيمٌ} دائم {خالدين فِيهَا أَبَداً إِنَّ الله عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} لا ينقطع. لما أمر الله النبي عليه السلام بالهجرة جعل الرجل يقول لابنه ولأخيه ولقرابته: إنا قد أمرنا بالهجرة، فمنهم من يسرع إلى ذلك ويعجبه، ومنهم من تتعلق به زوجته أو ولده فيقول تدعنا بلا شيء فنضيع فيجلس معهم ويدع الهجرة فنزل {ياأيها الذين ءامَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ ءابَاءكُمْ وإخوانكم أَوْلِيَاء إِنِ استحبوا الكفر عَلَى الإيمان} أي آثروه واختاروه {وَمَن يَتَوَلَّهُمْ مّنكُمْ} أي ومن يتولى الكافرين {فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظالمون}.
{قُلْ إِن كَانَ ءابَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وإخوانكم وأزواجكم وَعَشِيرَتُكُمْ} أقاربكم وعشيراتكم أبو بكر {وأموال اقترفتموها} اكتسبتموها {وتجارة تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا} فوات وقت نفاقها {ومساكن تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مّنَ الله وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حتى يَأْتِىَ الله بِأَمْرِهِ} وهو عذاب عاجل أو عقاب آجل أو فتح مكة {والله لاَ يَهْدِى القوم الفاسقين} والآية تنعي على الناس ما هم عليه من رخاوة عقد الدين واضطراب حبل اليقين، إذ لا تجد عند أورع الناس ما يستحب له دينه على الآباء والأبناء والأموال والحظوظ.
{لَقَدْ نَصَرَكُمُ الله فِى مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ} كوقعة بدر وقريظة والنضير والحديبية وخيبر وفتح مكة. وقيل: إن المواطن التي نصر الله فيها النبي عليه السلام والمؤمنين ثمانون موطناً، ومواطن الحرب مقاماتها ومواقفها {وَيَوْمَ} أي واذكروا يوم {حُنَيْنٍ} وادٍ بين مكة والطائف كانت فيه الوقعة بين المسلمين وهم اثنا عشر ألفاً، وبين هوازن وثقيف وهم أربعة آلاف، فلما التقوا قال رجل من المسلمين: لن نغلب اليوم من قلة، فساءت رسول الله عليه الصلاة والسلام {إِذْ} بدل من {يَوْمٍ} {أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ} فأدركت المسلمين كلمة الإعجاب بالكثرة وزل عنهم أن الله هو الناصر لا كثرة الجنود، فانهزموا حتى بلغ فلهم مكة وبقي رسول الله صلى الله عليه وسلم وحده وهو ثابت في مركزه ليس معه إلا عمه العباس آخذاً بلجام دابته، وأبو سفيان ابن الحارث بن عمه آخذاً بركابه فقال للعباس: (صح بالناس) وكان صيَّتاً، فنادى: يا أصحاب الشجرة فاجتمعوا وهم يقولون: لبيك، لبيك نزلت الملائكة عليهم الثياب البيض على خيول بلق، فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم كفأ من تراب فرماهم به ثم قال:
«انهزموا ورب الكعبة» فانهزموا وكان من دعائه عليه السلام يومئذ: «اللهم لك الحمد وإليك المشتكى وأنت المستعان» وهذا دعاء موسى عليه السلام يوم انفلاق البحر {فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأرض بِمَا رَحُبَتْ} {ما} مصدرية والباء بمعنى (مع) أي مع رُحبها وحقيقته ملتبسة برحبها على أن الجار والمجرور في موضع الحال كقولك (دخلت عليه بثياب السفر) أي متلبساً بها، والمعنى لم تجدوا موضعاً لفراركم عن أعدائكم فكأنها ضاقت عليكم {ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ} ثم انهزمتم {ثُمَّ أَنزَلَ الله سَكِينَتَهُ} رحمته التي سكنوا بها وأمنوا {على رَسُولِهِ وَعَلَى المؤمنين وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا} يعني الملائكة وكانوا ثمانية آلاف أو خمسة أو ستة عشر ألفاً {وَعذَّبَ الذين كَفَرُواْ} بالقتل والأسر وسبي النساء والذراري. {وذلك جَزَاء الكافرين}.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال