سورة التوبة / الآية رقم 39 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

إِنَّمَا النَّسِيءُ زِيَادَةٌ فِي الكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُحِلُّونَهُ عَاماً وَيُحَرِّمُونَهُ عَاماً لِّيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الكَافِرِينَ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ العُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ

التوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ما لَكُمْ إِذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ فَما مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا فِي الْآخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ (38) إِلاَّ تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39) إِلاَّ تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُما فِي الْغارِ إِذْ يَقُولُ لِصاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (40)} [التوبة: 9/ 38- 40].
لا خلاف في أن هذه الآيات نزلت عتابا على تخلف من تخلف عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم في غزوة تبوك، في السنة التاسعة من الهجرة بعد الفتح (فتح مكة) بعام واحد، غزا فيها الروم في عشرين ألفا بين راكب وراجل، وتخلف عنه قبائل من الناس منهم مؤمنون ومنهم منافقون، وقد اشترك مع الروم قبائل عربية متنصرة من لخم وجذام وغيرهم، حيث جهزوا جيشا كثيفا من أربعين ألفا لغزو المدينة.
لقد دعا الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم إلى غزوة تبوك، وكانوا في عشرة وضيق، وشدة حر، وقد حان قطاف التمر عندهم حين طابت الثمار، فشق ذلك عليهم، فأبان اللّه تعالى أنه لا يصح ترك سعادة الآخرة والخير الكثير الخالد، من أجل ترف الدنيا وطيباتها، فذلك جهل وسفه، وخص اللّه تعالى بالعتاب ثلاثة من المؤمنين: وهم كعب بن مالك، ومرارة بن الربيع، وهلال بن أمية، بسبب مكانهم من الصحبة، إذ هم من أهل بدر وممن يقتدى بهم، وكان تخلفهم لغير علة.
اشتد اللّه في عتاب المؤمنين المتخلفين عن الجهاد في غزوة تبوك قائلا لهم: يا أيها المؤمنون بالله ورسوله، ما لكم تثاقلتم وتباطأتم عن الجهاد، حين قال لكم الرسول الأمين: انفروا في سبيل اللّه لقتال الروم الذين تجهزوا لقتالكم ومهاجمتكم؟! فأي شيء يمنعكم عن الجهاد؟ أرضيتم بلذات الحياة الدنيا بدلا من الآخرة وسعادتها ونعيمها؟ إن كنتم فعلتم ذلك، فقد تركتم الخير الكثير في سبيل الشيء الحقير، فما تتمتعون به في الدنيا متاعا مقترنا بالهم والألم، ولفترة مؤقتة، إذا قيس بنعيم الآخرة الدائم، إلا شيء حقير قليل، لا يصلح عوضا عن العطاء الكثير في الآخرة.
قال النبي صلّى اللّه عليه وسلّم فيما رواه أحمد ومسلم والترمذي: «ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعل أحدكم أصبعه هذه في اليم، فلينظر بم يرجع؟».
وأشار بالسبابة.
ثم توعد اللّه تعالى من ترك الجهاد، فقال: { إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ} أي إن لم تخرجوا مع النبي صلّى اللّه عليه وسلّم إلى ما دعاكم إليه، يعذبكم اللّه عذابا مؤلما في الدنيا كالهلاك بالقحط وغلبة العدو، ويستبدل بكم قوما غيركم، لنصرة نبيه وإقامة دينه، كما قال تعالى: {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لا يَكُونُوا أَمْثالَكُمْ} [محمد: 47/ 38] إنكم بتوليكم عن الجهاد لا تضروا اللّه شيئا لأنه هو القاهر فوق عباده، واللّه قادر على الانتصار من الأعداء بدونكم.
ثم رغب اللّه المؤمنين في الجهاد مرة ثانية، وحثهم على مناصرة النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، مشيرا لنجاح الهجرة، فقال تعالى: {إِلَّا تَنْصُرُوهُ} أي إن لم تنصروا رسول اللّه، أو تركتم نصره ومؤازرته، فالله متكفل به، إذ قد نصره في موضع القلّة والانفراد وكثرة العدو، فنصره إياه اليوم يوم الهجرة أحرى منه حينئذ، وذلك حين أخرجه المشركون الكافرون من مكة إلى المدينة، وفعلوا من الأفاعيل ما أدى إلى خروجه وفي صحبته أبو بكر رضي اللّه عنه. إنهما في الطريق إلى المدينة دخلا في غار ثور ومكثا فيه مدة ثلاثة أيام، ليرجع الطلب- الباحثون عنه- إلى ديارهم، ثم يسيروا بعدها إلى المدينة، ففزع أبو بكر على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم لما رأى المشركين حانقين متجمهرين، حال كون النبي أحد اثنين، فقال لصاحبه أبي بكر: لا تخف ولا تحزن، إن اللّه معنا، يؤيدنا بنصره وعونه وحفظه ولطفه.
فأنزل اللّه طمأنينته وتأييده على رسوله، أو على أبي بكر، قيل: إن الضمير في {عَلَيْهِ} عائد على أبي بكر: لأن النبي صلّى اللّه عليه وسلّم لم يزل ساكن النفس ثقة بالله عز وجل.
وهذا قول من لم ير السكينة إلا سكينة النفس والجأش، وقال الجمهور: الضمير عائد على النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، وهذا أقوى، والمراد بالسكينة: ما ينزل اللّه على أنبيائه من الصيانة (أو الحياطة) لهم، والخصائص التي لا تصلح إلا لهم، والنصرة والفتوح عليهم.
وقد أيد اللّه نبيه وقواه وآزره أثناء الهجرة بالملائكة، وجعل كلمة الشرك والكفر هي السفلى، أي المغلوبة، وكلمة اللّه التي هي لا إله إلا اللّه أو الشرع بأسره هي العليا الغالبة، واللّه عزيز غالب في انتقامه وانتصاره، منيع الجناب، حكيم في أقواله وأفعاله.
النفير العام وتوبيخ المتخلفين عن غزوة تبوك:
كان من أهم أهداف الإسلام التربوية إعداد الأمة لتحمل مسئولياتها الكبرى في العزة والسيادة وإقرار السلام ودفع العدوان، وتتجلى طرق الإعداد في المواقف الحاسمة بالأمر بالنفير العام عند الحاجة والمصلحة، ولوم المنافقين الذين يتذرعون بأوهى الأسباب للتهرب من الجهاد، وهذا مرض خطير تأصل في نفوس المنافقين الانهزاميين، وأراد القرآن الكريم التخلص من هذا المرض، فقال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال