سورة التوبة / الآية رقم 55 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

فَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَلاَ أَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنكُمْ وَمَا هُم مِّنكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَئاً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَّوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ وَمِنْهُم مَّن يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِن لَّمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وَمِنْهُمُ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيـْرٍ لَّكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

التوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ إِنَّكُمْ كُنْتُمْ قَوْماً فاسِقِينَ (53) وَما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلا يَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسالى وَلا يُنْفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كارِهُونَ (54) فَلا تُعْجِبْكَ أَمْوالُهُمْ وَلا أَوْلادُهُمْ إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ بِها فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كافِرُونَ (55)} [التوبة: 9/ 53- 55].
نزلت الآية- كما روى ابن جرير الطبري عن ابن عباس قال: قال الجدّ بن قيس: إني إذا رأيت النساء لم أصبر حتى أفتتن، ولكن أعينك بمالي، قال: ففيه نزلت: {أَنْفِقُوا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً لَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ} أي لقوله: أعينك بمالي. فهذه الآية نزلة في الجدّ بن قيس حين تخلف عن غزوة تبوك وقال لرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: هذا مالي أعينك به، فاتركني.
والمعنى: قل أيها النبي للمنافقين: مهما أنفقتم من نفقة في سبيل اللّه ووجوه البر طائعين أو مكرهين، لن يتقبل منكم، لأنكم كفرتم بالله ورسوله، وما زلتم في شك مما جاء به الرسول من الدين والجزاء على الأعمال في الآخرة، ولأنكم قوم فاسقون، أي عتاة متمردون خارجون عن الإيمان، والأعمال إنما تصح بالإيمان و{إِنَّما يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 5/ 27].
وما منع قبول نفقات المنافقين إلا مجموع هذه الأمور الثلاثة: وهي الكفر بالله ورسوله، وعدم الإتيان بالصلاة إلا في حال الكسل، والإنفاق على سبيل الكراهية والبغض. فالمنافقون كفروا بالله ورسوله وبما جاء به بالفعل، والأعمال إنما تصح بالإيمان، وهم لا يصلون أمام الناس إلا وهم كسالى، لأنهم لا يرجون بصلاتهم ثوابا، ولا يخشون بتركها عقابا، فهي ثقيلة عليهم، كما قال تعالى: {وَإِنَّها}- أي الصلاة- {لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخاشِعِينَ} [البقرة: 2/ 45]. ولا ينفقون نفقة في سبيل الجهاد وغيره إلا وهم كارهون لها، لا تطيب بها أنفسهم، لأنهم لا ينفقون لغرض الطاعة، بل رعاية للمصلحة الظاهرة، وسترا للنفاق، ويعدون الإنفاق مغرما وخسارة بينهم.
فلا تعجبك أيها النبي وكل مشاهد أو سامع أموال المنافقين ولا أولادهم ولا سائر نعم اللّه عليهم، فإنما هي من أسباب المحن والآفات عليهم. والكلام بهذا الأسلوب أو اللفظ تحقير شأن المنافقين، فإن إعطاء اللّه لهم الأموال والأولاد بإرادته تعذيبهم بها.
أما أموالهم في الدنيا فهي سبب تعذيبهم بها حيث يتعبون في جمعها، ويصحبها الهم والقلق، ثم ينفقونها كارهين في الجهاد والزكاة وتقوية غيرهم وكذلك أولادهم ربما كانوا سبب ألم وكرب، وفي الآخرة يعذبون عذابا شديدا، حيث تزهق أنفسهم أي يموتون على الكفر الذي يحبط العمل الصالح، وتكون النتيجة أنهم خسروا الدنيا والآخرة، والحال أنهم ماتوا وهم كافرون، وذلك هو الخسران المبين. فما يظن المنافقون في صدر الإسلام أنه من منافع الدنيا هو في الحقيقة سبب لعذابهم وبلائهم.
والخلاصة: إن النفاق مرض خطير جالب لجميع الآفات في الدين والدنيا ومبطل لجميع الخيرات فيهما، وإن أفعال الكافر والمنافق إذا كانت برّا كصلة الرحم وإطعام الفقير والمسكين وإغاثة المظلوم ينتفع بها في الدنيا، فترد عنه بعض المصائب، أما أن ينتفع بها في الآخرة فلا دليل عليه، قالت عائشة أم المؤمنين للنبي صلّى اللّه عليه وسلّم: يا رسول اللّه، أرأيت عبد اللّه بن جدعان- وهو الذي تم في منزله في الجاهلية عقد حلف الفضول الإنساني- أينفعه ما كان يطعم ويصنع من خير؟ فقال: «لا، إنه لم يقل يوما: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين».
وأما أفعال الكافر والمنافق القبيحة فإنها تزيد في عذابه، وبذلك يكون التفاضل بين الكفار في عذاب جهنم بحسب قبح أفعالهم.
نموذج من صفات المنافقين وأخلاقهم:
طويت نفوس المنافقين وطبائعهم على أخس الصفات وأحط مظاهر الجبن والضعف والغدر لحماية موقفهم المتخاذل والتستر على كفرهم وترددهم بين الإسلام والجحود والإنكار وموالاة غير المسلمين، فأقدموا على الأيمان الكاذبة مرارا، ولم يتركوا فرصة إلا استغلوها للطعن بالنبي صلّى اللّه عليه وسلّم مثل أخذ النبي صلّى اللّه عليه وسلّم الصدقات من الأغنياء وتوزيعها بين المستحقين، متهمين النبي بالجور والمحاباة وعدم مراعاة العدل، وصف اللّه تعالى في قرآنه هذه الأخلاق بقوله سبحانه:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال