سورة التوبة / الآية رقم 82 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِن تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي القَوْمَ الفَاسِقِينَ فَرِحَ المُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَالُوا لاَ تَنفِرُوا فِي الحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَراًّ لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ فَإِن رَّجَعَكَ اللَّهُ إِلَى طَائِفَةٍ مِّنْهُمْ فَاسْتَئْذَنُوكَ لِلْخُرُوجِ فَقُل لَّن تَخْرُجُوا مَعِيَ أَبَداً وَلَن تُقَاتِلُوا مَعِيَ عَدُواًّ إِنَّكُمْ رَضِيتُم بِالْقُعُودِ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَاقْعُدُوا مَعَ الخَالِفِينَ وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِّنْهُم مَّاتَ أَبَداً وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ وَلاَ تُعْجِبْكَ أَمْوَالُهُمْ وَأَوْلادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُعَذِّبَهُم بِهَا فِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ وَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجَاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَئْذَنَكَ أُوْلُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقَالُوا ذَرْنَا نَكُن مَّعَ القَاعِدِينَ

التوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلافَ رَسُولِ اللَّهِ وَكَرِهُوا أَنْ يُجاهِدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقالُوا لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كانُوا يَفْقَهُونَ (81) فَلْيَضْحَكُوا قَلِيلاً وَلْيَبْكُوا كَثِيراً جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ (82)} [التوبة: 9/ 81- 82].
ذكر المفسرون روايات في بيان سبب نزول الآية، أخرج ابن جرير الطبري عن ابن عباس قال: أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم الناس أن ينبعثوا معه، وذلك في الصيف، فقال رجال: يا رسول اللّه، الحر شديد، ولا نستطيع الخروج، فلا ننفر في الحر، فأنزل اللّه: {قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كانُوا يَفْقَهُونَ}.
وأخرج ابن جرير أيضا عن محمد بن كعب القرظي قال: خرج رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم في حر شديد إلى تبوك، فقال رجل من بني سلمة: لا تنفروا في الحر، فأنزل اللّه: {قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا} الآية.
هذه آية تتضمن وصف حال المنافقين على جهة التوبيخ واللوم لهم، بسبب فرحهم بالقعود وكراهتهم الجهاد، وفي ضمنها وعيد.
وقد نزلت الآية أثناء السفر، بقصد الذم، والإخبار عن مصير المنافقين في الآخرة، وتلك عبرة لكل متخلف عن الجهاد.
والمعنى: فرح أولئك المنافقون المتخلفون، أي المتأخرون عن الجهاد القاعدون في المدينة في بيوتهم، بعد أن تركهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عند خروجه إلى غزوة تبوك. وسبب فرحهم عدم إيمانهم بأن في الجهاد خيرا، وسبب آخر هو كراهيتهم الجهاد مع النبي صلّى اللّه عليه وسلّم بأموالهم وأنفسهم في سبيل اللّه، والفرح بالإقامة يدل على كراهة الذهاب، أي أنهم فرحوا لأمرين: التخلف والبقاء في المدينة، وكراهة الذهاب إلى الجهاد. ومنشأ هذين الأمرين هو الشّحّ إذ لا يؤمنون بالثواب في سبيل اللّه، مما جعلهم يضنون بالدنيا.
ولم يقتصر الأمر على فرحهم بأنفسهم، بل أغروا غيرهم بعدم الخروج، وقال بعضهم لبعض: لا تخرجوا للجهاد لأن غزوة تبوك في شدة الحر، وقد طابت الثمار والظلال المتفيأ بها. فرد اللّه عليهم بقوله: {قُلْ نارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا} أي إن نار جهنم التي أعدت للعصاة أشد حرا مما فررتم منه من الحر، فلو كانوا يعقلون ذلك ويعتبرون به، لما خالفوا وقعدوا، ولما فرحوا بل حزنوا، فأقيمت عليهم الحجة بأن قيل لهم: فإذا كنتم تجزعون من حر القيظ، فنار جهنم التي هي أشد أحرى أن تجزعوا منها لو فهمتم.
والأولى بهم أن يضحكوا ويفرحوا قليلا، ويبكوا كثيرا، وهذا إشارة إلى مدة العمر في الدنيا، وإلى تأبيد الخلود في النار، أي إن ما هم عليه من الخطر مع اللّه وسوء الحال بحيث ينبغي أن يكون ضحكهم قليلا، وبكاؤهم من أجل ذلك كثيرا.
وهذا خبر عن حالهم وارد بصيغة الأمر: {فَلْيَضْحَكُوا} يقصد به التهديد وانتظار ما سيلاقون من عذاب شديد، جزاء على ما اقترفوه أو اكتسبوه من الجرائم والنفاق.
وقوله: {جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ} متعلق بالمعنى المقدر، وهو: وليبكوا كثيرا إذ هم معذّبون جزاء. وقوله: {يَكْسِبُونَ} نص في أن التكسب هو الذي يتعلق به الثواب والعقاب. وهذا غاية العدل الإلهي، فإن الجزاء على قدر العمل، وكل إنسان مجازي بعمله، إن خيرا فخير، وإن شرا فشر، ولا يحق لأحد الاعتراض ما دام العمل المكتسب هو أساس الجزاء، وميزان الأعمال، وسبب الثواب والعذاب.
معاملة النبي صلّى اللّه عليه وسلّم أهل النفاق:
إذا انكشف الموقف العدائي لقوم أو شخص، وجب الحذر منه، ومعاملته بما يستحق من اتخاذ موقف حاسم يدرأ الخطر، ويكشف العدو، ويمنع الاسترسال في عدوانه وأذاه. وإذا كان المنافقون في داخل الأمة أخطر من العدو الخارجي، وجب نبذهم وتحييدهم حتى لا يفسدوا غيرهم. ووجب إظهارهم أنهم غير مؤمنين، ولم يصح لأحد الاغترار بمظاهرهم الفاتنة في الدنيا من مال وثراء، أو ولد وجاه وغير ذلك، وهذه المواقف هي التي قررها القرآن في معاملة المنافقين، فقال اللّه تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال