سورة التوبة / الآية رقم 89 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ وَجَاءَ المُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلاَ عَلَى المَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى المُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ

التوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَإِذا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ أَنْ آمِنُوا بِاللَّهِ وَجاهِدُوا مَعَ رَسُولِهِ اسْتَأْذَنَكَ أُولُوا الطَّوْلِ مِنْهُمْ وَقالُوا ذَرْنا نَكُنْ مَعَ الْقاعِدِينَ (86) رَضُوا بِأَنْ يَكُونُوا مَعَ الْخَوالِفِ وَطُبِعَ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ (87) لكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جاهَدُوا بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولئِكَ لَهُمُ الْخَيْراتُ وَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (88) أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (89)} [التوبة: 9/ 86- 89].
ذم اللّه تعالى في هذه الآيات فريقا وامتدح فريقا آخر، ذم المتخلفين عن الجهاد مع القدرة عليه، وتوافر الثروة والغنى، فاستأذنوا الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم في القعود عن الجهاد، وأما المؤمنون فهم الذين يبادرون لخوض المعارك بهمة قعساء وعزيمة مضّاء.
لقد كانت عادة المنافقين التهرب من الجهاد، فكلما أنزلت سورة أو آية فيها الأمر بالإيمان والجهاد مع الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم، استأذن أولو الطول، أي أصحاب الغنى والسعة وأولو المقدرة على القتال والجهاد بالمال والنفس في التخلف بأعذار واهية، قائلين للنبي: اتركنا مع القاعدين في بيوتهم من النساء والصبيان والعجزة والضعفاء، وهذا غاية الجبن والمذلة والهوان، وطعن برجولتهم، ومساس بكرامتهم وعزتهم.
إنهم رضوا لأنفسهم بأن يكونوا مع الخوالف المتخلفة من النساء، وفي هذا تقريع شديد وتشنيع ولو واضح، إذ يأبى الرجل العزيز أن يكون مثل المرأة في مواقف الرجولة. واستحقوا بهذا أن يختم أو يطبع على قلوبهم حتى لا ينفذ إليها النور والعرفان والهداية والعلم، فأصبحوا لا يفقهون، أي لا يفهمون ما فيه صلاح لهم، فيفعلونه، ولا ما فيه مضرّة فيجتنبونه، ولا يدركون أسرار حكمة اللّه في الأمر بالجهاد.
ثم قارن اللّه تعالى وضع المنافقين الذين لم يجاهدوا بوضع المؤمنين، وهو أن الرسول وأهل الإيمان معه جاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل اللّه، وقاموا بواجبهم خير قيام، فنالوا الخيرات (أي المستحسن من كل شيء) في الدنيا كالنصر وهزيمة الكفر، وفي الآخرة بالاستمتاع في جنات الفردوس والدرجات العالية، وأولئك هم الفائزون بالسعادتين: سعادة الدنيا وسعادة الآخرة، على عكس المنافقين الذين حرموا منهما تماما. والسبب واضح: وهو إيمان المؤمنين الخالص المستقر في نفوسهم، وافتقاد ذلك في قلوب المنافقين، فاستحق المؤمنون الفلاح أي إدراك البغية من الجنة، وتعرض المنافقون للخسران والهلاك.
وأدى ذلك إلى أن يهيّئ اللّه الجنة والنعيم وأن يظفر المؤمنون بجنان الخلد التي تجري الأنهار من تحت أشجارها، ماكثين فيها على الدوام، متمتعين بالبقاء في عالم الأبد، وذلك هو الفوز العظيم، أي المرتبة العليا التي لا مرتبة فوقها والحصول على الأمل والبغية، وهم أهل السعادة الأبدية، كما أنهم في الدنيا أهل الفلاح بالاستمتاع بالنصر والعزة، والثروة والكرامة، وانتصار الإيمان على الكفر، والهداية على الضلالة.
والتفاوت الواضح بين مرتبة المؤمنين في الدنيا والآخرة ومرتبة المنافقين الكافرين منشؤه التضحية والعمل المشرّف، وهذا حق وعدالة، فلا يعقل أن يسوى بين المجدّ والمتقاعس، وبين العامل والقاعد، ومقتضى العدل في ميزان الشرع والعقل أن يكافأ المحسنون بأفضل أنواع الإحسان، وأن يهمل المسيئون ويتعرضوا لمختلف ألوان الذل والهزيمة والتعرض للعقاب الشديد لأن بناء الأمجاد وتحقيق السيادة لا يقومان إلا على سواعد العاملين المخلصين.
حكم أهل الأعذار في الجهاد:
ليس الجهاد فرضا إلا على القادرين على حمل السلاح، من الرجال البالغين الأشداء، أصحاب القوة البدنية والمالية، فهم المكلفون أصالة بهذا الواجب المقدس، أما أصحاب الأعذار من النساء والضعفاء والمرضى والعاجزين عن النفقة، فلا حرج عليهم بترك الجهاد، وهذا ما أبانه القرآن الكريم في قوله تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال