سورة التوبة / الآية رقم 93 / تفسير تفسير النسفي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ وَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الخَيْرَاتُ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ الفَوْزُ العَظِيمُ وَجَاءَ المُعَذِّرُونَ مِنَ الأَعْرَابِ لِيُؤْذَنَ لَهُمْ وَقَعَدَ الَّذِينَ كَذَبُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ سَيُصِيبُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلاَ عَلَى المَرْضَى وَلاَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى المُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنفِقُونَ إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَسْتَأْذِنُونَكَ وَهُمْ أَغْنِيَاءُ رَضُوا بِأَن يَكُونُوا مَعَ الخَوَالِفِ وَطَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ

التوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{إِنَّمَا السبيل عَلَى الذين يَسْتَئْذِنُونَكَ} في التخلف {وَهُمْ أَغْنِيَاءُ} وقوله {رَضُواْ} استئناف كأنه قيل: ما بالهم استأذنوا وهم أغنياء؟ فقيل: رضوا {بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الخوالف} أي بالانتظام في جملة الخوالف {وَطَبَعَ الله على قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ * يَعْتَذِرُونَ إِلَيْكُمْ} يقيمون لأنفسهم عذراً باطلاً {إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِمْ} من هذه السفرة {قُل لاَّ تَعْتَذِرُواْ} بالباطل {لَن نُّؤْمِنَ لَكُمْ} لن نصدقكم وهو علة للنهي عن الاعتذار لأن غرض المعتذر أن يصدق فيما يعتذر به {قَدْ نَبَّأَنَا الله مِنْ أَخْبَارِكُمْ} علة لانتفاء تصديقهم لأنه تعالى إذا أوحى إلى رسوله الإعلام بأخبارهم وما في ضمائرهم لم يستقم مع ذلك تصديقهم في معاذيرهم {وَسَيَرَى الله عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ} أتنيبون أم تثبتون على كفركم {ثُمَّ تُرَدُّونَ إلى عالم الغيب والشهادة} أي تردون إليه وهو عالم كل سر وعلانية {فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} فيجازيكم على حسب ذلك.
{سَيَحْلِفُونَ بالله لَكُمْ إِذَا انقلبتم إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُواْ عَنْهُمْ} لتتركوهم ولا توبخوهم {فَأَعْرِضُواْ عَنْهُمْ} فأعطوهم طلبتهم {إِنَّهُمْ رِجْسٌ} تعليل لترك معاتبتهم أي أن المعاتبة لا تنفع فيهم ولا تصلحهم لأنهم أرجاسٍ لا سبيل إلى تطهيرهم {وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمَ} ومصيرهم النار يعني وكفتهم النار عتاباً وتوبيخاً فلا تتكلفوا عتابهم {جَزَاءً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ} أي يجزون جزاء كسبهم {يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْاْ عَنْهُمْ} أي غرضهم بالحلف بالله طلب رضاكم لينفعهم ذلك في دنياهم {فَإِن تَرْضَوْاْ عَنْهُمْ فَإِنَّ الله لاَ يرضى عَنِ القوم الفاسقين} أي فإن رضاكم وحدكم لا ينفعهم إذا كان الله ساخطاً عليهم وكانوا عرضة لعاجل عقوبته وآجلها، وإنما قيل ذلك لئلا يتوهم أن رضا المؤمنين يقتضي رضا الله عنهم.
{الأعراب} أهل البدو {أَشَدُّ كُفْرًا وَنِفَاقًا} من أهل الحضر لجفائهم وقسوتهم وبعدهم عن العلم والعلماء {وَأَجْدَرُ أَلاَّ يَعْلَمُواْ} وأحق بأن لا يعلموا {حُدُودَ مَا أَنزَلَ الله على رَسُولِهِ} يعني حدود الدين وما أنزل الله من الشرائع والأحكام ومنه قوله عليه السلام: «إن الجفاء والقسوة في الفدادين» يعني الأكرة لأنهم يفدون أي يصيحون في حروثهم والفديد الصياح {والله عَلِيمٌ} بأحوالهم {حَكِيمٌ} في إمهالهم {وَمِنَ الأعراب مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ} أي يتصدق {مَغْرَمًا} غرامة وخسراناً لأنه لا ينفق إلا تقيّة من المسلمين ورياء لا لوجه الله وابتاء المثوبة عنده {وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ الدوآئر} أي دوائر الزمان وتبدل الأحوال بدور الأيام لتذهب غلبتكم عليه فيتخلص من إعطاء الصدقة {عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السوء} أي عليهم تدور المصائب والحروب التي يتوقعون وقوعها في المسلمين.
{السوء} مكي وأبو عمرو وهو العذاب، و{السوء} بالفتح ذم للدائرة كقولك (رجل سوء) في مقابلة قولك (رجل صدق) {والله سَمِيعٌ} لما يقولون إذا توجهت عليهم الصدقة {عَلِيمٌ} بما يضمرونه. {وَمِنَ الأعراب مَن يُؤْمِنُ بالله واليوم الآخر وَيَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ} في الجهاد والصدقات {قربات} أسباباً للقربة {عَندَ الله} وهو مفعول ثان ل {يَتَّخِذُ} {وصلوات الرسول} أي دعاءه لأنه عليه السلام كان يدعو للمتصدقين بالخير والبركة ويستغفر لهم كقوله: «اللهم صل على آل أبي أوفى» {أَلا إِنَّهَا} أي النفقة أو صلوات الرسول {قُرْبَةٌ لَّهُمْ} {قُرْبَةٌ} نافع. وهذا شهادة من الله للمتصدق بصحة ما اعتقد من كون نفقته قربات وصلوات، وتصديق لرجائه على طريق الاستئناف مع حرفي التنبيه، والتحقيق المؤذنين بثبات الأمر وتمكنه، وكذلك {سَيُدْخِلُهُمُ الله فِي رَحْمَتِهِ} أي جنته وما في السين من تحقيق الوعد، وما أدل هذا الكلام على رضا الله من المتصدقين، وأن الصدقة منه بمكان إذا خلصت النية من صاحبها {إِنَّ الله غَفُورٌ} يستر عيب المخل {رَّحِيمٌ} يقبل جهد المقل {والسابقون} مبتدأ {الأولون} صفة لهم {مِنَ المهاجرين} تبيين لهم وهم الذين صلوا إلى القبلتين، أو الذين شهدوا بدراً أو بيعة الرضوان {والأنصار} عطف على {المهاجرين} أي ومن الأنصار وهم أهل بيعة العقبة الأولى وكانوا سبعة نفر، وأهل العقبة الثانية وكانوا سبعين {والذين اتبعوهم بِإِحْسَانٍ} من المهاجرين والأنصار فكانوا سائر الصحابة. وقيل: هم الذين اتبعوهم بالإيمان والطاعة إلى يوم القيامة والخبر {رَّضِيَ الله عَنْهُمْ} بأعمالهم الحسنة {وَرَضُواْ عَنْهُ} بما أفاض عليهم من نعمته الدينية والدنيوية {وَأَعَدَّ لَهُمْ} عطف على {رَضِيَ} {جنات تَجْرِي تَحْتَهَا الأنهار} {مِن تَحْتِهَا}: مكي {خالدين فِيهَا أَبَداً ذلك الفوز العظيم}.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال