سورة التوبة / الآية رقم 126 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُم مِّنَ الكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ المُتَّقِينَ وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُم مَّن يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَاناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَاناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُم مِّنْ أَحَدٍ ثُمَّ انصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ

التوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةالتوبةيونس




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِيماناً فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِيماناً وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ (124) وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَى رِجْسِهِمْ وَماتُوا وَهُمْ كافِرُونَ (125) أَوَلا يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لا يَتُوبُونَ وَلا هُمْ يَذَّكَّرُونَ (126) وَإِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ نَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ هَلْ يَراكُمْ مِنْ أَحَدٍ ثُمَّ انْصَرَفُوا صَرَفَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ (127)} [التوبة: 9/ 124- 127].
نزلت هذه الآية في شأن المنافقين، وموقفهم من آيات القرآن وسوره، وهو موقف شنيع وخطير، يتمثل في استهزائهم بالقرآن وتهربهم من أحكامه حين سماعه، وطعنهم فيه كلما نزل جديد، فتراهم يتغامزون ويتضاحكون في سبيل الطعن والهزء من كل موضوع يمسهم أو لا يمسهم.
فإذا نزلت سورة وبلغت المنافقين، قال بعضهم لبعض: أيكم زادته هذه السورة إيمانا؟ أي تصديقا بأن القرآن من عند اللّه، وأن محمدا صادق في نبوته. والاستخفاف والتحقير لشأن السورة في قوله تعالى: «سورة».
فأما المؤمنون الصادقون فيزيدهم نزول القرآن يقينا وتصديقا وقوة دافعة إلى العمل به، ويفرحون بنزول السورة، لأنها تزكي أنفسهم، وترشدهم إلى سعادة الدنيا والآخرة. وهذا يدل على أن الإيمان يزيد وينقص، كما يرى أكثر العلماء. والواقع أن الإيمان الذي هو نفس التصديق لا يقبل الزيادة والنقص في ذاته، وإنما تقع الزيادة في المصدّق به، وما تضمنته السورة من أخبار وأمر ونهي، زائد على الذي كان عندهم قبل.
وتقع الزيادة أيضا في الأدلة الدالة على معرفة اللّه، فيكون المؤمن قد عرف اللّه بعدة أدلة، فإذا نزلت السورة زادت في أدلته، وهذه جهة أخرى من الزيادة، وكلها خارجة عن نفس التصديق، إذا حصل تاما، فإنه لا يبقى فيه موضع زيادة، هذا موقف المؤمنين من السور.
وأما الذين في نفوسهم شك وكفر ونفاق، فتزيدهم السورة كفرا ونفاقا مضموما إلى كفرهم ونفاقهم السابق، ويتحكم ذلك فيهم إلى أن يموتوا وهم كافرون بالقرآن وبالنبي صلّى اللّه عليه وسلّم، وهذا مناقض للهدف من إنزال السورة، فهي في الحقيقة هدى ونور، وشفاء لما في الصدور، وجلاء لما في القلوب، كما قال اللّه تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً (82)} [الإسراء: 17/ 82].
وبعد بيان كون المنافقين يموتون كفارا، أوضح اللّه تعالى أنهم يتعرضون أيضا لعذاب الدنيا كل عام مرة أو مرتين، حين يختبرون بالأمر بالجهاد وبأنواع الاختبار العديدة من محنة اجتماعية كالزكاة والقحط والمرض، وهي التي تذكر الإنسان بالله، وتجعله ميالا إلى الإيمان وترك الكفر، ولكنهم مع ذلك لا يتوبون من ذنوبهم السابقة، ولا يتعظون فيما يستقبل من أحوالهم، أفلا يزدجر هؤلاء الذين تفضح سرائرهم كل سنة مرة أو مرتين، ويتذكرون وعد اللّه ووعيده؟! وإذا أنزلت سورة قرآنية فيها فضيحة أسرارهم، تعجبوا وتأملوا وتسللوا من مجلس النبي صلّى اللّه عليه وسلّم، وتلفتوا متغامزين قائلين: هل يراكم الرسول أو المؤمنون إذا خرجتم؟! ثم ينصرفون عن طريق الاهتداء، ويتولون عن الحق، فهذا حالهم في الدنيا لا يثبتون عند الحق ولا يقبلونه ولا يفهمونه، ولا يفهمون شيئا عن اللّه ولا عن رسوله، ومن أعرض عن ساحة الإيمان والخير، أعرض اللّه عنه، وصرف اللّه قلوبهم عن الحق والإيمان، وعن الخير والنور، وهذا إما دعاء عليهم به، أو إخبار عن أحوالهم، وذلك الصرف الإلهي بسبب أنهم قوم لا يفهمون الآيات التي يسمعونها، ولا يريدون فهمها، ولا يتدبرون فيها حتى يفقهوا، بل هم في شغل عن الفهم ونفور منه، كما قال اللّه تعالى: {فَلَمَّا زاغُوا أَزاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ} [الصف: 61/ 5].
صفات الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم المتعلقة بأمته:
ليس من الوفاء ولا من الأخلاق أن يكون هناك تنكر أو مجافاة لدعوة النبي صلّى اللّه عليه وسلم من أمته العربية، فدعوته شرف خالد وعز دائم لهم، وقد جاء بلسانهم العربي، وبما يفهمونه من الأغراض، وبما يعشقونه من الفصاحة والبلاغة، فكان جديرا بهم أن يؤازروه ويبادروا إلى الدخول في دينه، ومناصرته والدفاع عنه، ولقد تميز أهل المدينة المنورة بهذا الموقف العقلاني الحكيم، وسارعوا إلى تأييد النبي صلّى اللّه عليه وسلّم ونشر دعوته والدفاع عنه ضد كل من يريده بسوء، أو يعرقل مسيرته في تبليغ الوحي الإلهي، وإسماع نداء القرآن العظيم، قال اللّه تعالى مبينا خصائص النبي صلّى اللّه عليه وسلّم المتعلقة بأمته، والتي هي مدعاة للإيمان برسالته:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال