سورة يونس / الآية رقم 33 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

لِّلَّذِينَ أَحْسَنُوا الحُسْنَى وَزِيَادَةٌ وَلاَ يَرْهَقُ وَجُوهَهُمْ قَتَرٌ وَلاَ ذِلَّةٌ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ مَّا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مِنْ عَاصِمٍ كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وَجُوهُهُمْ قِطَعاً مِّنَ اللَّيْلِ مُظْلِماً أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُوا مَكَانَكُمْ أَنتُمْ وَشُرَكَاؤُكُمْ فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَاؤُهُم مَّا كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ فَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ إِن كُنَّا عَنْ عِبَادَتِكُمْ لَغَافِلِينَ هُنَالِكَ تَبْلُو كُلُّ نَفْسٍ مَّا أَسْلَفَتْ وَرُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الحَقِّ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُوا يَفْتَرُونَ قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الحَيَّ مِنَ المَيِّتِ وَيُخْرِجُ المَيِّتَ مِنَ الحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ كَذَلِكَ حَقَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ

يونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونس




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّماءِ وَالْأَرْضِ أَمَّنْ يَمْلِكُ السَّمْعَ وَالْأَبْصارَ وَمَنْ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَنْ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللَّهُ فَقُلْ أَفَلا تَتَّقُونَ (31) فَذلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ (32) كَذلِكَ حَقَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ عَلَى الَّذِينَ فَسَقُوا أَنَّهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (33)} [يونس: 10/ 31- 33].
هذه الآيات مناقشة حادّة، وتوبيخ وإلزام في الحجة لأولئك المشركين الذين يقرّون بوجود الله، ولكنهم خطأ لا يعتقدون بوحدانية الله، قل أيها النّبي لمشركي مكّة وأمثالهم: من الذي ينزل المطر من السماء، فينبت به الزرع والشجر ومختلف النباتات والثمار والفاكهة، فيكون ذلك رزقا لكم أيها البشر، بسبب خيرات السماء وبركات الأرض، ومن الذي أوجد لكم السمع والأبصار، وهذا لفظ يعم جملة الإنسان ومعظمه، حتى إن ما عداهما تبع، ومن الّذي يهب الحياة، ويزيلها بالموت، فيخرج الحي من الميت كالجنين من النطفة، والطائر من البيضة، والنبات من الأرض، إذ له نمو شبيه بالحياة الحركية. ومن الذي يخرج الميت من الحي مثل البيضة من الطائر، والحبّ والنّوى من الزرع والشّجر، وهناك أمثلة علمية أخرى لإخراج الحيّ من الميت كالغذاء المحروق الذي يتناوله الإنسان، فيتولّد منه الدّم، وإخراج الميت من الحيّ كالخلايا الميتة في الدم والجلد التي يطرحها مع البخار والعرق. ومن الذي يدبّر أمور العالم ويسيطر على شؤون الكون، ويتصرّف في المخلوقات حسبما يشاء، من غير عوائق ولا موانع؟! هذه الأسئلة الخمسة لا يملك المشركون إلا أن يقولوا: إن الفاعل هو الله، فهو موجود من غير شكّ ولا مندوحة لهم عن هذا الإقرار، بسبب إيجاد الرزق، وإحياء الإنسان، وهبة الحياة، وإحداث الموت والفناء، وتدبير الأمور كلها. وإذا اعترف الإنسان بوجود الله، فما باله ينكر وحدانية الله؟ وقل لهم أيها الرسول: أفلا تتّقون أنفسكم عقاب الله بالإشراك وعبادة غير الله، أفلا تتّقون في افترائكم وجعلكم الأصنام آلهة؟! فذلكم المتّصف بالقدرة الخلاقة والإرادة المبدعة هو الله الخالق المربّي والمدبّر، وهو الحق الثابت بذاته الذي لا شك فيه، وهو الواحد القهار الذي لا يصلح معه مخلوق في الألوهية والرّبوبية، ومن كانت هذه صفاته هو الرّب الحقّ، أي المستوجب للعبادة والألوهية، وإذا كان ذلك فتشريك غيره ضلال وغير حق. وليس فيما وراء الحقّ إلا الضّلال والباطل، ومن يتجاوز الحق الذي هو عبادة الله وحده، وقع في الضّلال.
فكيف تصرفون عن الحق إلى الضّلال، وكيف تتحولون عن الحق إلى الباطل، وعن الهدى إلى الضلال؟ ذلك ما لا يقبله عقل ولا منطق.
وكما كانت صفات الله كما وصف، وعبادته واجبة كما تقرر، وحقت الرّبوبية لله والألوهية لله، أي ثبتت واستقرّت في الواقع، كذلك حقّت وثبتت كلمة الله وحكمه على الذين فسقوا، أي تمرّدوا في الكفر، وأصرّوا على الضّلال: أنهم لا يؤمنون، أي حقّ عليهم واستقرّ انتفاء الإيمان في قلوبهم، وتحقّق منهم البعد عن الإيمان الحق. وإذا لم يؤمنوا بالرغم من استقرار هذه الصفات الإلهية التي لا مجال لإنكارها، فإنهم يكونون من أصحاب النار.
والخلاصة: إن المنطق يقضي بالتّسوية بين الإقرار بوجود الله، وبين الاعتراف بوحدانية الله، ولا يعقل التفريق بينهما، ومن آمن بوجود الله، فعليه أن يؤمن بتوحيد الله، وهذا أسلوب في إثبات التوحيد من طريق العقل والفكر المجرد، لأن توحيد الألوهية والرّبوبية متلازمان.
إثبات البعث:
إن إثبات التوحيد لله يقتضي إثبات البعث من القبور، لأن من ابتدأ الخلق، قادر على إعادة الخلق، والإعادة أهون من الابتداء، ووجود البعث أمر ضروري لإقامة العدل المطلق بعد اختبار الناس في عالم الدنيا المملوء بالمظالم والانحرافات، فيكون إيجاد عالم الآخرة ضروريا للتناصف وإحقاق الحق، ودحر الباطل، وإنجاز الوعد الإلهي الحق بتحقيق الآمال، والظفر بدار الخلود.
قال الله تعالى مقيما الدليل على وجود البعث:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال