سورة يونس / الآية رقم 70 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

أَلاَ إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ لاَ تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الفَوْزُ العَظِيمُ وَلاَ يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ إِنَّ العِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً هُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ أَلاَ إِنَّ لِلَّهِ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ شُرَكَاءَ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِراً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحَانَهُ هُوَ الغَنِيُّ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ إِنْ عِندَكُم مِّن سُلْطَانٍ بِهَذَا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ فِي الدُّنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ العَذَابَ الشَّدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ

يونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونس




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{قالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً سُبْحانَهُ هُوَ الْغَنِيُّ لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ إِنْ عِنْدَكُمْ مِنْ سُلْطانٍ بِهذا أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (68) قُلْ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لا يُفْلِحُونَ (69) مَتاعٌ فِي الدُّنْيا ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذابَ الشَّدِيدَ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ (70)} [يونس: 10/ 68- 70].
إن القرآن العظيم أثبت عظمة الله تعالى بأدلة مختلفة، منها خلق السماوات والأرض ومن فيهما، ومنها أفعاله المبينة لعظمته كخلق الليل والنهار وإيجاد تعاقب بينهما. وما دامت العظمة المطلقة ثابتة لله سبحانه فلا بدّ من الإنكار على المشركين وغيرهم الذين ادّعوا أن لله تعالى ولدا. وموضوع الآيات هو هذا الإنكار الشديد على نسبة الولد لله سبحانه. ومعناها: زعم بعض المشركين أن الملائكة بنات الله، وزعم غيرهم أن رسولا نبيّا أو وليّا مقرّبا صالحا هو ابن الله. تنزه الله وتقدّس عن الولد والشريك، لأنه هو الغني بذاته عن كل ما سواه، وكل شيء فقير إليه، ولا حاجة له للولد.
وكيف يكون لله ولد مما خلق؟ وكل شيء مملوك له وعبد له، وهو خالق السماوات والأرض ومن فيهما، ولا شبيه له ولا نظير، ولا يحتاج لأحد من خلقه، ولا يشاركه في ملكه وسلطانه وتصرّفه وتدبيره أحد، فكيف يتخذ ولدا مخلوقا موهوبا له، محتاجا إليه في كل شيء مادّي كالرزق والمعيشة، أو معنوي كالإعانة والنّصرة؟! والولد جزء مما هو غني عنه، كما في قوله تعالى: {يا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَراءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ (15)} [فاطر: 35/ 15].
وليس عندكم أيها المشركون أي سلطان أو دليل على ادّعائكم وجود ولد لله، وما تقولونه محض الكذب والافتراء والبهتان، أتقولون على الله قولا لا حقيقة له، وتنسبون إليه تعالى ما لا يصح عقلا وواقعا نسبة الولد إليه؟! وقوله تعالى: {أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ} استفهام يراد به التوبيخ والتقريع، والتّهديد الشّديد.
ثم توعّد الله تعالى الكاذبين عليه المفترين الزّاعمين أن لله ولدا بأنهم قوم خاسرون، لا يفوزون بخير في الدنيا ولا في الآخرة، أما في الدنيا فيستدرجهم ربّهم ويمتّعهم قليلا، وأما في الآخرة فيضطرّهم إلى عذاب غليظ شديد، فهم لا يظفرون ببغية، ولا يبقون في نعمة.
وهذا ما قررته الآية هنا {مَتاعٌ فِي الدُّنْيا} أي لهم تمتع في الدنيا قليل ولمدة قصيرة، {ثُمَّ إِلَيْنا مَرْجِعُهُمْ} أي ثم بعد الموت يرجعون إلى ربّهم بالبعث يوم القيامة، وما فيه من أهوال المحشر والحساب والعقاب. {ثُمَّ نُذِيقُهُمُ الْعَذابَ الشَّدِيدَ بِما كانُوا يَكْفُرُونَ} أي ثم يلقون الشقاء المؤيّد، ويعذّبون في نار جهنّم العذاب المؤلم الموجع الشديد الألم، بسبب كفرهم وافترائهم وكذبهم على الله، فيما نسبوه إليه زورا وبهتانا. وهذا توعّد بحقّ.
وفي الآية دليل واضح على تعرّض الكافرين للخسارة المحققة، فإن ما يتوهّمون أنه نجاح في الدنيا بالحصول على المنافع المادّية والمعنوية، والثروة والجاه، لا قيمة ولا وزن له أصلا في مقابلة ما فاتهم في الآخرة من ثواب عظيم ونعيم مقيم في جنان الخلد، فإن الدنيا لا تساوي عند الله جناح بعوضة. وهذا يشعرنا بأن وجود الثروة أو المال والجاه عند بعض الجاحدين الكافرين لا يدلّ على حسن الحال، أو ارتقاب النّجاة والسّعادة في عالم الآخرة.
قصة نوح عليه السّلام مع قومه:
ليس هناك أناس صبروا على إيذاء أقوامهم، وجاهدوا في سبيل نشر دعوتهم، مثل الرّسل والأنبياء عليهم السّلام، ومن أسبقهم نوح عليه السّلام أبو البشر الثاني، وأول الرّسل أولي العزم، دعا قومه إلى توحيد الإله من غير أجر ولا مقابل، فكذّبوه وآذوه، فأنجاه الله ومن آمن معه، وأغرق المكذّبين بالطّوفان. وهذا ما قصد القرآن الكريم في الآيات التالية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال