سورة يونس / الآية رقم 78 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ نُوحٍ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي وَتَذْكِيرِي بِآيَاتِ اللَّهِ فَعَلَى اللَّهِ تَوَكَّلْتُ فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ وَشُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً ثُمَّ اقْضُوا إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونِ فَإِن تَوَلَّيْتُمْ فَمَا سَأَلْتُكُم مِّنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ المُسْلِمِينَ فَكَذَّبُوهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَمَن مَّعَهُ فِي الفُلْكِ وَجَعَلْنَاهُمْ خَلائِفَ وَأَغْرَقْنَا الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُنذَرِينَ ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا بِهِ مِن قَبْلُ كَذَلِكَ نَطْبَعُ عَلَى قُلُوبِ المُعْتَدِينَ ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِم مُّوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْماً مُّجْرِمِينَ فَلَمَّا جَاءَهُمُ الحَقُّ مِنْ عِندِنَا قَالُوا إِنَّ هَذَا لَسِحْرٌ مُّبِينٌ قَالَ مُوسَى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جَاءَكُمْ أَسِحْرٌ هَذَا وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ قَالُوا أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءَنَا وَتَكُونَ لَكُمَا الكِبْرِيَاءُ فِي الأَرْضِ وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ

يونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونس




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِ رُسُلاً إِلى قَوْمِهِمْ فَجاؤُهُمْ بِالْبَيِّناتِ فَما كانُوا لِيُؤْمِنُوا بِما كَذَّبُوا بِهِ مِنْ قَبْلُ كَذلِكَ نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ (74) ثُمَّ بَعَثْنا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسى وَهارُونَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ بِآياتِنا فَاسْتَكْبَرُوا وَكانُوا قَوْماً مُجْرِمِينَ (75) فَلَمَّا جاءَهُمُ الْحَقُّ مِنْ عِنْدِنا قالُوا إِنَّ هذا لَسِحْرٌ مُبِينٌ (76) قالَ مُوسى أَتَقُولُونَ لِلْحَقِّ لَمَّا جاءَكُمْ أَسِحْرٌ هذا وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُونَ (77) قالُوا أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِياءُ فِي الْأَرْضِ وَما نَحْنُ لَكُما بِمُؤْمِنِينَ (78)} [يونس: 10/ 74- 78].
هذا موكب النور الإلهي، بعث الله من بعد نوح عليه السّلام رسلا إلى أقوامهم، مثل هود وصالح وإبراهيم ولوط وشعيب عليهم السّلام بالمعجزات الدّالة على صدقهم، والبراهين الواضحة على صدق نبوّتهم ورسالتهم، فلم تؤمن تلك الأقوام بما جاءتهم به رسلهم بسبب تكذيبهم بالوحي والرسالة الإلهية، كما كذّب المتقدمون من قبلهم، ممن كانوا على شاكلتهم في الكفر {كَذلِكَ نَطْبَعُ عَلى قُلُوبِ الْمُعْتَدِينَ} أي هذا فعلنا بهؤلاء الذين تجاوزوا طورهم، واجترحوا ما لا يجوز لهم، كما فعلنا بأمثالهم، ختمنا على قلوب المعاندين، فلم يعد الخير نافذا إليها، ولا يتنظر إيمانهم حتى يروا العذاب الأليم. وهذا إنذار شديد لمشركي العرب بأنهم يستحقون عذابا مثل عذاب الأمم السابقة إذا استمروا في تكذيبهم الرّسل ومعارضة دعوة النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم.
ثم بعث الله تعالى من بعد أولئك الرّسل موسى وأخاه هارون عليهما السّلام إلى فرعون ملك مصر وأشراف قومه وأتباعهم، بعثهما الله بالآيات البيّنات الدّالة على صدقهما كالعصا واليد، فاستكبر فرعون وأتباعه عن قبول الحق والانقياد له، وعن الإيمان بموسى وهارون، وكانوا قوما مجرمين، أي معتادي الاجرام كفارا ذوي آثام عظام، والغين في الجريمة، ممعنين في الكفر والضلال.
فلما جاءهم موسى عليه السّلام بدليل الحق على الرّبوبية والألوهية لله تعالى، قالوا عنادا وعتوّا: إن هذا لسحر واضح، أي إن عصا موسى التي تنقلب حية، ويده التي تضيء كالشمس هما في زعم فرعون وملئه سحر بيّن.
فأجابهم موسى منكرا عليهم وموبّخا لهم: أتقولون للحق الواضح البعيد عن السحر الباطل: إنه سحر، والحال أنكم تعرفون أن السحر تخييل وتمويه، ولو كان هذا سحرا لانكشف واضمحلّ وزال، ولم يبطل سحر السحرة، فهو إذن معجزة إلهية، لا سحر وشعوذة ولا تمويه.
فقال قوم فرعون لموسى قول صاحب الحجة الضعيفة بالتمسك بالتقليد للآباء والأجداد: أجئتنا يا موسى لتصرفنا وتردّنا عن دين آبائنا وأجدادنا؟ ولتكون لكما، أي لك ولهارون أخيك الكبرياء في الأرض، أي الرياسة الدينية والسلطة الدنيوية وهي الملك والسلطان، وما نحن لكما بمصدّقين فيما تدّعيانه من دين جديد، يبطل دين الأسلاف والآباء.
وهذا إعلان صريح من فرعون وقومه بأنهم مكذبون برسالة موسى وأخيه هارون، إلا أنهم خاطبوا موسى أولا بقولهم: {أَجِئْتَنا لِتَلْفِتَنا عَمَّا وَجَدْنا عَلَيْهِ آباءَنا} لأنه كان هو الدّاعي لهم للإيمان بما جاء به، والإقرار بتوحيد الإله، ونبذ عبادة الأصنام والأوثان. ثم أشركوا معه أخاه في قولهم: {وَما نَحْنُ لَكُما بِمُؤْمِنِينَ} لأنه كان رسولا شريكا في الدعوة، وفي الإفادة من ثمراتها، وهي في زعمهم تحقيق النفوذ والسلطة والعظمة.
وهذه ذريعة للتكذيب برسالة موسى وأخيه هارون، وإغراء للمستفيدين من حكم فرعون بمقاومة هذه الرسالة، ومطاردة موسى وأخيه، حفاظا على كرسي الحكم الملكي والسلطة في أراضي مصر.
2- الاحتكام للسحرة في عهد فرعون:
زعم فرعون أو ظنّ أن ما جاء به موسى من معجزة العصا واليد مجرد سحر ظاهر، فدعا إلى الاحتكام للسّحرة ليبطل دعوة موسى عليه السّلام، ولينقذ موقفه أمام الناس، وليحافظ على هيلمانه وسلطانه، ولكن الله غالب، والمعجزة الإلهية هي التي ستبطل إفك السحرة، ويظهر الحق، وتعلو كلمة الله والإيمان به، حتى ولو كره المجرمون ذلك. وهذا ما صوّرته الآيات القرآنية التالية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال