سورة يونس / الآية رقم 89 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ البَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْياً وَعَدْواً حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ المُسْلِمِينَ آلآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ المُفْسِدِينَ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُوا حَتَّى جَاءَهُمُ العِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ فَإِن كُنتَ فِي شَكٍّ مِّمَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ فَاسْئَلِ الَّذِينَ يَقْرَءُونَ الكِتَابَ مِن قَبْلِكَ لَقَدْ جَاءَكَ الحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ المُمْتَرِينَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَتَكُونَ مِنَ الخَاسِرِينَ إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا العَذَابَ الأَلِيمَ

يونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونسيونس




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَقالَ مُوسى رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوالاً فِي الْحَياةِ الدُّنْيا رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ (88) قالَ قَدْ أُجِيبَتْ دَعْوَتُكُما فَاسْتَقِيما وَلا تَتَّبِعانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ (89)} [يونس: 10/ 88- 89].
غضب موسى عليه السّلام من أقباط مصر، فدعا عليهم، وقدم للدعاء تقرير نعم الله عليهم وكفرهم بها، قائلا: ربّنا آتيت فرعون وأشراف قومه من الدنيا والنعمة ما أبطرهم، وهو الزينة الشاملة من حلي ولباس وأثاث ورياش وأموال كثيرة ومتاع الدنيا ونحوها من الزروع والأنعام، وأدى التّرف والنعيم بهم أن تكون عاقبة أمرهم إضلال عبادك عن الدين، والطغيان في الأرض، والإسراف في الأمور كلها.
واللام في قوله تعالى: {رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ} تسمى لام العاقبة والصيرورة، أي إن النعمة آلت بهم وصارت إلى الضّلال والانحراف، مثل اللام في قوله تعالى: {فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً} والمعنى: آتيتهم تلك النّعم، فصار أمرهم إلى كذا، وكان عاقبة قوم فرعون من النّعم هو الضّلال والكفر وتأليه فرعون.
{رَبَّنَا اطْمِسْ عَلى أَمْوالِهِمْ} أي ربّنا أمحق وأزل آثار أموالهم وأهلكها، واختم على قلوبهم واجعلها قاسية، حتى لا تنشرح للإيمان، فيستحقّوا شديد العقاب، ولا يؤمنوا حتى يشاهدوا العذاب المؤلم الشديد الإيلام. وجعل موسى في دعائه رؤية العذاب نهاية وغاية، وذلك لعلمه من قبل الله تعالى أن المؤمن عند رؤية العذاب لا ينفعه إيمانه في ذلك الوقت ولا يخرجه من كفره، وكان دعاء موسى مشتملا على عقابين: مادي ومعنوي. أما المادي فهو تدمير أموالهم وإهلاكها. وأما المعنوي: فهو الطبع والختم على قلوب قوم فرعون بالكفر ومنع نفاذ الخير إليها.
ثم أجاب الله هذه الدعوة في فرعون نفسه وقومه معه، بالغرق، وروي عن ابن جريج ومحمد بن علي والضّحاك: أن الدعوة لم تظهر إجابتها إلا بعد أربعين سنة، وحينئذ كان أمر الغرق.
وروي أيضا أن هارون كان يؤمّن على دعاء موسى عليه السّلام فلذلك نسب الدعاء إليهما.
لقد أجيبت دعوتكما يا موسى وهارون، وقبلنا دعاءكما كما سألتما من تدمير آل فرعون، فاستقيما، أي فاثبتنا على ما أنتما عليه من الدعوة لدين الحق، وإلزام الحجة، ولا تستعجلا الأمر قبل ميقاته، فإن ما طلبتما كائن، ولكن في وقته، ولا تتبعانّ سبيل الذين لا يعلمون، أي طريق الجهلة في الاستعجال، أو عدم الثقة والاطمئنان بوعد الله تعالى، فإن وعدي لا خلف فيه.
ولا يدلّ هذا النّهي عن الجهل أن مقتضاه صدر من موسى وهارون عليهما السّلام، كما في خطاب نبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ} [الزّمر: 39/ 65] لا يدلّ على صدور الشّرك منه.
ومن المقرر أن إجابة الدعاء يصادف مقدورا، ودعاء موسى وهارون على هذا النحو، وهذا معنى إجابة الدعاء.
وإجابة الدعاء لها وقت مخصوص في علم الله وتقديره، وليس ذلك بحسب مراد العبد الداعي، وإنما بحسب مراد الله تعالى. فتعجل الإجابة جهل لا يليق مع الأدب مع الله تعالى. وهو أيضا شك في الثقة بوعد الله تعالى بإجابة الداعي إذا دعاه. لهذا أمر الله موسى وهارون عليهما السّلام بالاستقامة وترك سلوك طريق من لا يعلم حقيقة الوعد والوعيد.
لقد طويت صفحة الطاغية فرعون وقومه من التاريخ بتدبير من الله وعدل لأن ادّعاء الألوهية وممارسة ألوان البغي والجور، غير مقبول بحال في منهج الحكم الإلهي.
5- إغراق فرعون وإنجاء الإسرائيليين:
اشتطّ فرعون وقومه في الظلم، وبالغوا في إيذاء بني إسرائيل واستعبادهم وتسخيرهم في الأعمال الشاقة، ولكن البغي والجور لا يدوم في شرع الله وقدره.
وحينما آن وقت العذاب بحسب حكمة الله، صمم فرعون وجنوده على استئصال بني إسرائيل فتابعوهم حينما خرجوا من مصر، وصمموا على إبادتهم، وإنهاء دعوة موسى عليه السّلام، حتى لا يكون هناك مضايق أو معارض. وتحققت المعجزة الكبرى بتدبير الله، قال الله تعالى واصفا مصير فرعون وأتباعه وعاقبة بني إسرائيل:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال