سورة يوسف / الآية رقم 13 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

قَالَ يَا بُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنسَانِ عَدُوٌّ مُّبِينٌ وَكَذَلِكَ يَجْتَبِيكَ رَبُّكَ وَيُعَلِّمُكَ مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ وَيُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَعَلَى آلِ يَعْقُوبَ كَمَا أَتَمَّهَا عَلَى أَبَوَيْكَ مِن قَبْلُ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبَّكَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ لَقَدْ كَانَ فِي يُوسُفَ وَإِخْوَتِهِ آيَاتٌ لِّلسَّائِلِينَ إِذْ قَالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلَى أَبِينَا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبَانَا لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ اقْتُلُوا يُوسُفَ أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً يَخْلُ لَكُمْ وَجْهُ أَبِيكُمْ وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صَالِحِينَ قَالَ قَائِلٌ مِّنْهُمْ لاَ تَقْتُلُوا يُوسُفَ وَأَلْقُوهُ فِي غَيَابَةِ الجُبِّ يَلْتَقِطْهُ بَعْضُ السَّيَّارَةِ إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لاَ تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ قَالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَّخَاسِرُونَ

يوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{قالُوا يا أَبانا ما لَكَ لا تَأْمَنَّا عَلى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَناصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحافِظُونَ (12) قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غافِلُونَ (13) قالُوا لَئِنْ أَكَلَهُ الذِّئْبُ وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّا إِذاً لَخاسِرُونَ (14) فَلَمَّا ذَهَبُوا بِهِ وَأَجْمَعُوا أَنْ يَجْعَلُوهُ فِي غَيابَتِ الْجُبِّ وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِ لَتُنَبِّئَنَّهُمْ بِأَمْرِهِمْ هذا وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (15) وَجاؤُ أَباهُمْ عِشاءً يَبْكُونَ (16) قالُوا يا أَبانا إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنا يُوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ (17) وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعانُ عَلى ما تَصِفُونَ (18)} [يوسف: 12/ 11- 18].
هذا النّص القرآني واضح كل الوضوح، ولكنا نستلهم منه مواقف معينة وأخلاقا بشرية ملتوية، لا يرضاها أحد من البشر الأسوياء، وتسخط المولى عزّ وجلّ. أظهر إخوة يوسف أنهم ناصحون لأخيهم مشفقون محبّون للخير، فلم لا يرسله أبوه معهم للهو والتسلية، وتناول طيبات الفاكهة والبقول. وكان هذا التظاهر بالحبّ والشفقة وإعطاء العهد بالمحافظة عليه، في مقابل معرفتهم أن أباهم يحبّ يوسف، وأن هذا الحبّ يغضبهم، فما كان يطمئن لهم، وهم يعرفون حرص أبيهم على يوسف.
فبادرهم الأب الشيخ الكبير بإبداء المخاوف وإظهار الحزن على أخذهم يوسف للنزهة والاستجمام، واحتمال أكل الذئب له، فأجابوه بأساليب المكر والخداع بأنهم جماعة عشرة من الرجال الأشداء الأقوياء، فكيف يعجزون عن مقاومة الذئاب والوحوش الضارية؟! تضمن اعتذار يعقوب عليه السّلام أمرين: أن فراقه يوسف مما يحزنه، وخوفه عليه من الذئب إذا غفلوا عنه أثناء لهوهم. وكأنه لقّنهم الحجة والجواب، فلا يليق بهم التفريط بأخيهم، ولو حدث ذلك لكانوا خاسرين أي هالكين عاجزين، لا خير فيهم ولا نفع.
ولكنهم غفلوا عن إحاطة علم الله بأحوالهم، وحدثت المفاجأة أنهم لما صمموا على إلقاء يوسف في الجبّ، أي البئر المعروف لديهم، أوحى الله ليعقوب أنه ليخبرنهم بما فعلوا، وهم لا يشعرون بما أوحى الله لنبيّه، لهول الموقف، وقصر نظرهم، وقلّة وعيهم ومعرفتهم.
وينتهي المشهد المخزي والمفضوح، ويعود الإخوة الجناة في آخر اليوم إلى أبيهم، منتحلين الأعذار الكاذبة والواهية معا، فتباكوا في العشاء بالدموع الكاذبة، وكذبوا على أبيهم يعقوب أنهم أثناء لعبهم وتسابقهم وتركهم يوسف حارسا عند أمتعتهم، ودلّت أقوالهم بنحو سافر على كذبهم وسخفهم، وزعموا أن الذئب المفترس أكل أخاهم، وأحسّوا ضمنا بالكذب حين قالوا لوالدهم: {وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ}- أي مصدق- {لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ} قال المبرد: كأنهم أخبروا عن أنفسهم أنهم صادقون في هذه النازلة، فهو تماد منهم في الكذب.
وزادوا في التدليس والتمويه أنهم كما روي: أخذوا سخلة (ولد ضأن) أو جديا، فذبحوه ولطّخوا به قميص يوسف، وقالوا ليعقوب: هذا قميصه، فأخذه ولطّخ به وجهه وبكى. ثم تأمّله، فلم ير خرقا ولا أثر ناب، فاستدلّ بذلك على كذبهم، وقال لهم: متى كان الذئب حليما، يأكل يوسف، ولا يخرق قميصه؟ وهذا دليل على أن القرائن والأمارات معتبرة في الفقه والقضاء. وقوله تعالى: {بِدَمٍ كَذِبٍ} أي بدم ذي كذب، أو مكذوب عليه.
فقال يعقوب لهم: بل زيّنت لكم أنفسكم السّيئة أمرا منكرا غير ما تصفون وتذكرون، فسأصبر صبرا جميلا على هذا الأمر الذي اتّفقتم عليه، وأستعين بالله على وصفكم، حتى يأتي الفرج ويزول الكرب. وهذا تسليم لأمر الله تعالى وتوكل عليه.
والصبر الجميل: هو الذي لا شكوى معه. والصبر مفتاح الفرج، وطريق التغلب على المصاعب والمشاق والأزمات.
نجاة يوسف من الهلاك في البئر:
يخطئ البشر كثيرا حين يظنون أن تدابيرهم وخططهم لا تصطدم بشيء أقوى منهم، وبتدبير أحكم وأنفذ، فإن قدرة الله وإرادته وتدابيره تحيط بكل شيء، ولا يتحقق أمر في الكون إلا بمراد الله، فإرادته هي النافذة، ومشيئته هي الغالبة، وتدبيره هو المحكم لأنه القابض المهيمن على مقاليد السماوات والأرض. وهكذا خطّط إخوة يوسف للتخلص نهائيا من أخيهم، فباؤوا بالخيبة والفشل لأن الله تعالى هو الإله القادر المنفّذ لما يريد، قال الله تعالى واصفا كيفية نجاة يوسف عليه السّلام من الموت في البئر المظلمة العميقة:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال