سورة يوسف / الآية رقم 56 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَقَالَ المَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ اليَوْمَ لَدَيْنَا مَكِينٌ أَمِينٌ قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ وَكَذَلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاءُ وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ المُحْسِنِينَ وَلأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُوا عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ المُنزِلِينَ فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ قَالُوا سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُوا بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُوا إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُوا يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ

يوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسفيوسف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَما أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ ما رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53) وَقالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنا مَكِينٌ أَمِينٌ (54) قالَ اجْعَلْنِي عَلى خَزائِنِ الْأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ (55) وَكَذلِكَ مَكَّنَّا لِيُوسُفَ فِي الْأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْها حَيْثُ يَشاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنا مَنْ نَشاءُ وَلا نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (56) وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكانُوا يَتَّقُونَ (57)} [يوسف: 12/ 53- 57].
توّجت امرأة عزيز مصر أقوالها واعترافاتها أمام الملك بقولها المعبّر عن ضعف الإنسان وتورّطه بالمساوئ، وهو أنني لئن برّأت يوسف، فما أبرئ نفسي من الزّلل والخطأ، إن النفس ميّالة بالطبع إلى الشهوات والأهواء. وهو اعتذار عن وقوعها فيما يقع فيه البشر عادة من الشهوات، كأنها قالت: وما هذا ببدع ولا ذلك بنكير على البشر، فأبرئ أنا منه نفسي، والنفوس أمّارات بالسوء، مائلة إليه، إلا النفوس التي يرحمها الله، فيحميها من التورّط في الفواحش، وإن الله ربّي غفّار للذنوب، رحيم بالعصاة إذا تابوا وأنابوا إلى الله.
هذا قول جمهور المفسّرين، ويرى بعضهم أن هذا من قول يوسف عليه السّلام، لتذكّره ما كان هم به.
وأمام هذا الإعلان الصريح أمام الملك، قال: ائتوني بيوسف من السجن، أجعله من خلصائي ومستشاريّ، فلما خاطبه الملك واختبره، ورأى فضله وعلمه، ولمس أدبه وخلقه، قال له: إنك اليوم عندنا ذو مكانة ومنزلة، وموضع ثقة وأمانة، تؤتمن على كل شيء في شؤون الحكم وإدارة البلاد.
فقال يوسف للملك: اجعلني أيها الملك على مخازن الأرض التي تخزن فيها الغلال، أشرف عليها وأتصرّف بها، فأنقذ البلاد من المجاعة التي تهدّد أهلها، إني خازن أمين، ذو علم وبصيرة بما يتولاه. وهذا دليل على جواز المطالبة بالعمل، حرصا على انتشار العدل من يوسف عليه السّلام، وإنقاذا لأوضاع البلاد وتحقيق مصالح العباد. والخزائن: لفظ عام لجميع ما تختزنه المملكة من طعام ومال وغيره.
فأجابه الملك إلى طلبه، وجعله وزير المالية والخزانة، وأطلق له سلطة التصرف في شؤون الحكم، لرجاحة عقله وخبرته وحسن تصرّفه.
وتنفيذا لأمر الله وتقديره ومراده، وبيانا لجميل صنع الله بعباده وبنبيّه يوسف، ومثل هذا الإنعام الذي أنعم الله به على يوسف في تقريبه إلى قلب الملك، وإنجائه من السجن، أقدره الله على ما يريد، وجعل له مكانة ومنزلة في أرض مصر، وانتقل من حال العبودية إلى الملك والسلطان، والنفوذ والتفوق، يتبوأ في بلاد مصر المكانة العالية، والله سبحانه يصيب برحمته وإحسانه ونعمه من يشاء من عباده، ولا يضيّع في الدنيا والآخرة ثواب الذين يحسنون أعمالهم.
ولكن ثواب الآخرة للمؤمنين الأتقياء، وهو الظفر بجنان الخلد، خير وأعظم وأكثر من خير الدنيا وما فيها من مظاهر العزّ والسّلطان، والمال والزينة والرفعة.
وهذا يدلّ على أن ما ادّخره الله لنبيّه يوسف عليه السّلام في الآخرة أعظم مما أنعم عليه من التّصرف والنفوذ في الدنيا. ومن جمع الله له السعادتين في الدنيا والآخرة، كان فضل الله عليه أكثر، وعطاؤه أتم، للقيام بالطاعة، وترك المعصية.
ويدلّ هذا أيضا على أن إحسان الإنسان لعمله، والتزامه الطاعة لا يضيع عند الله، ولكن حال الآخرة أحمد، وأحرى أن يتخذ غرضا ومقصدا، وحال يوسف في الآخرة خير من حاله العظيمة في الدنيا.
وكل ذلك مرهون بالتّقيّد بالإيمان الصحيح، والتقوى والاستقامة، لأن الإيمان أساس لقبول العمل الصالح. والتقوى برهان الصدق، وثمرة الإيمان. والاستقامة دليل الرشد والعقل والحكمة. ومن كان ذا إيمان واعتقاد سليم، واتقى الله ربّه بالتزام ما أمر واجتناب ما نهى، واستقام على هذه الحال، كان أسعد الناس في الدنيا والآخرة. وفضل الله ورحمته وعدله وإحسانه شأن عام على كل العباد، وله مزيد من الخصوصية لأولياء الله الذين امتلأت قلوبهم خشية لله، وتفانت في إرضاء الله بالإقبال على الطاعة، وامتنعت من جميع أوضاع الانحراف والتقصير، واستمرت على هذا المنهج الحكيم. ولا غرابة في أن يهيئ الله لبعض عباده عزّا وسؤددا في الدنيا، بعد مهانة ومذلّة، وأن يمتّعهم بأفضال إلهية لا تنقطع في الآخرة، فتتحقق لهم سعادة الدارين، وتلك هي النعمة العظمى.
شراء القمح من مصر:
في السنوات السّبع الثانية التي عم فيها القحط والجدب، لا مصر وحدها، وإنما بلاد الشام أيضا، لم يجد أولاد يعقوب عليه السّلام، إخوة يوسف بدّا إلا التوجّه لأرض مصر لشراء القمح والقوت منها، لما بلغهم أن عزيز مصر يعطي الناس الطعام بثمنه. فسافروا إلى مصر ليتم اللقاء بين يوسف وإخوته، قال الله تعالى واصفا هذا اللقاء الأول:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال