سورة البقرة / الآية رقم 159 / تفسير تفسير النسفي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَلاَ تَقُولُوا لِمْن يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ وَلَنَبْلُوَنَّكُم بِشَيْءٍ مِّنَ الخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ البَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ إِلاَّ الَذيِنَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُوْلَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التُّوَّابُ الـرَّحِيم إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ خَالِدِينَ فِيهَا لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ العَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ

البقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرةالبقرة




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{إِنَّ الصفا والمروة} هما علمان للجبلين. {مِن شَعَائِرِ الله} من أعلام مناسكه ومتعبداته جمع شعيرة وهي العلامة {فَمَنْ حَجَّ البيت} قصد الكعبة {أَوِ اعتمر} زار الكعبة، فالحج: القصد، والاعتمار: الزيارة، ثم غلبا على قصد البيت وزيارته للنسكين المعروفين وهما في المعاني كالنجم والبيت في الأعيان. {فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ} فلا إثم عليه {أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا}، أي يتطوف فأدغم التاء في الطاء. وأصل الطوف المشي حول الشيء والمراد هنا السعي بينهما. قيل: كان على الصفا (إساف) وعلى المروة (نائلة) وهما صنمان يروى أنهما كانا رجلاً وامرأة زنيا في الكعبة فمسخا حجرين فوضعا عليهما ليعتبر بهما، فلما طالت المدة عبدا من دون الله. وكان أهل الجاهلية إذا سعوا مسحوهما فلما جاء الإسلام وكسرت الأوثان كره المسلمون الطواف بينهما لأجل فعل الجاهلية فرفع عنهم الجناح بقوله {فلا جناح}. وهو دليل على أنه ليس بركن كما قال مالك والشافعي رحمهما الله تعالى. وكذا قوله {وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا} أي بالطواف بهما مشعر بأنه ليس بركن. {ومن يطوع}: حمزة وعلي أي يتطوع فأدغم التاء في الطاء {فَإِنَّ الله شَاكِرٌ} مجاز على القليل كثيراً {عَلِيمٌ} بالأشياء صغيراً أو كبيراً. {إِنَّ الذين يَكْتُمُونَ} من أحبار اليهود {مَا أَنَزَلْنَا} في التوراة {مِنَ البينات} من الآيات الشاهدة على أمر محمد عليه السلام {والهدى} الهداية إلى الإسلام بوصفه عليه السلام {مِن بَعْدِ مَا بيناه} أوضحناه {لِلنَّاسِ فِي الكتاب} في التوراة لم ندع فيه موضع إشكال فعمدوا إلى ذلك المبين فكتموه {أولئك يَلْعَنُهُمُ الله وَيَلْعَنُهُمُ اللاعنون} الذين يتأتى منهم اللعن وهم الملائكة والمؤمنون من الثقلين {إِلاَّ الذين تَابُواْ} عن الكتمان وترك الإيمان {وَأَصْلَحُواْ} ما أفسدوا من أحوالهم وتداركوا ما فرط منهم {وَبَيَّنُواْ} وأظهروا ما كتموا {فأولئك أَتُوبُ عَلَيْهِمْ} أقبل توبتهم {وَأَنَا التواب الرحيم إِن الذين كَفَرُواْ وَمَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ} يعني الذين ماتوا من هؤلاء الكاتمين ولم يتوبوا {أولئك عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ الله والملائكة والناس أَجْمَعِينَ} ذكر لعنتهم أحياء ثم لعنتهم أمواتاً. والمراد بالناس المؤمنون أو المؤمنون والكافرون إذ بعضهم يلعن بعضاً يوم القيامة قال الله تعالى: {كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا} [الأعراف: 38]. {خالدين} حال من هم في {عليهم} {فِيهَا} في اللعنة أو في النار إلا أنها أضمرت تفخيماً لشأنها وتهويلاً {لاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ العذاب وَلاَ هُمْ يُنظَرُونَ} من الإنظار أي لا يمهلون أو لا ينتظرون ليعتذروا أو لا ينظر إليهم نظر رحمة {وإلهكم إله واحد} فرد في ألوهيته لا شريك له فيها ولا يصح أن يسمى غير إلها {لاَ إله إِلاَّ هُوَ} تقرير للوحدانية ينفي غيره وإثباته.
وموضع {هو} رفع لأنه بدل من موضع {لا إله} ولا يجوز النصب هنا لأن البدل يدل على أن الاعتماد على الثاني، والمعنى في الآية على ذلك والنصب يدل على أن الاعتماد على الأول. ورفع {الرحمن الرّحيم} أي المولى لجميع النعم أصولها وفروعها ولا شيء سواه بهذه الصفة فما سواه إما نعمة وإما منعم عليه على أنه خبر مبتدأ، أو على البدل من {هو} لا على الوصف لأن المضمر لا يوصف. ولما عجب المشركون من إله واحد وطلبوا آية على ذلك نزل {إِنَّ فِي خَلْقِ السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار} في اللون والطول والقصر وتعاقبهما في الذهاب والمجيء {والفلك التى تَجْرِى فِى البحر بِمَا يَنفَعُ الناس} بالذي ينفعهم مما يحمل فيها أو بنفع الناس و{من} في {وَمَا أَنزَلَ الله مِنَ السماء} لابتداء الغاية وفي {مِن مَّاءٍ} مطر لبيان الجنس لأن ما ينزل من السماء مطر وغيره. ثم عطف على {أنزل} {فَأَحْيَا بِهِ} بالماء {الأرض بَعْدَ مَوْتِهَا} يبسها ثم عطف على {فأحيا} {وَبَثَّ} وفرق {فِيهَا} في الأرض {مِن كُلِّ دَابَّةٍ} هي كل ما يدب {وَتَصْرِيفِ الرياح} {الريح}: حمزة وعلي. أي وتقليبها في مهابها قبولاً ودبوراً وجنوباً وشمالاً، وفي أحوالها حارة وباردة وعاصفة ولينة وعقماً ولواقح. وقيل: تارة بالرحمة وطوراً بالعذاب. {والسحاب المسخر} المذلل المنقاد لمشيئة الله تعالى فيمطر حيث شاء {بَيْنَ السماء والأرض} في الهواء {لآيات لّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} ينظرون بعيون عقولهم ويعتبرون فيستدلون بهذه الأشياء على قدرة موجدها وحكمة مبدعها ووحدانية منشئها. وفي الحديث: «ويل لمن قرأ هذه الآية فمج بها» أي لم يتفكر فيها ولم يعتبر بها.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال