سورة إبراهيم / الآية رقم 23 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعاً فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنتُم مُّغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِن شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنفُسَكُم مَّا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُم بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِي مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ

إبراهيمإبراهيمإبراهيمإبراهيمإبراهيمإبراهيمإبراهيمإبراهيمإبراهيمإبراهيمإبراهيمإبراهيمإبراهيمإبراهيمإبراهيم




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَقالَ الشَّيْطانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَما كانَ لِي عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطانٍ إِلاَّ أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ ما أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَما أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِما أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ (22) وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيها سَلامٌ (23)} [إبراهيم: 14/ 22- 23].
هذا تصريح خطير بضعف كيد الشيطان ووساوسه، وبكذبه وخيانته في الدنيا، واعترافه بتحمّل أتباعه مسئولية ذنبهم وخطيئتهم، فإنهم هم الذين استجابوا لدعوة الشيطان من غير وجود سلطان له عليهم، فهو أي إبليس يقوم خطيب السوء، ولكنه صادق بهذه الآية فيما يقول يوم القيامة. على عكس حوار البشر الضعفاء مع سادتهم، كان للسادة نوع من السلطة والنفوذ على أتباعهم، وكانوا أيضا مخطئين في الفهم والإدراك.
والمراد بالشيطان هنا: إبليس الأقدم نفسه، قال لأتباعه بعد أن تم القضاء بين العباد، فأدخل الله المؤمنين الجنة، وأسكن الكافرين النار: إن الله وعدكم بالبعث والجزاء وعد الحق الثابت الأكيد على ألسنة رسله، وأما أنا فوعدتكم ألا بعث ولا جزاء، ولا جنّة ولا نار، فأخلفتكم موعدي، إذ لم أقل إلا باطلا من القول وزورا.
ولم يكن لي عليكم فيما دعوتكم إليه سلطان، أي غلبة وقدرة وملك، أي ما أكرهتكم على شيء ولا خوّفتكم بقوة مني، بل عرضت عليكم شيئا، فأتى رأيكم عليه. فلا تلوموني، أي لا ذنب لي، ولوموا أنفسكم في سوء نظركم وقلة تثبتكم، فإنكم إنما أتيتم وصرتم أتباعي عن بصيرة منكم وتكسب ومصلحة، فأنتم الذين أسرعتم إلى إجابتي باختياركم، فيكون الذنب ذنبكم، لكونكم لم تسمعوا إلى دعاء ربكم الذي دعاكم دعوة الحق بالحجج والبينات، فخالفتم مقتضى العقل والحكمة والبرهان الداعي إلى الصواب.
ما أنا بمصرخكم ولا أنتم بمصرخي، أي ما أنا بمغيثكم ولا نافعكم ولا منقذكم من العذاب، وما أنتم بمغيثّي لا نافعيّ بإنقاذي مما أنا فيه من العذاب والنكال.
ويتابع الشيطان إبليس خطابه لأتباعه بقوله: إني كفرت، أي إني أنكرت وجحدت اليوم إشراككم إياي من قبل في الدنيا مع الله تعالى في الطاعة التي ينبغي أن يفرد الله بها. إن الظالمين، أي الكافرين في إعراضهم عن الحق، واتباعهم الباطل، لهم عذاب مؤلم.
والمقصود كما تبين: تنبيه الناس إلى تبرؤ الشيطان من وساوسه في الدنيا، وحضهم على الاستعداد ليوم الحساب، وتذكر أهوال الموقف يوم القيامة. وهذا حال الأشقياء.
وتذكيرا بأحوال السعداء، أتبع الله تعالى ذلك ببيان ما يلقونه من فضل إلهي في موقف الحساب والجزاء بين يدي الله تعالى، فقال سبحانه: { وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا} أي ويدخل الملائكة الذين صدّقوا بالله ورسوله، وأقروا بوحدانيته، واتبعوا أوامره، واجتنبوا نواهيه، يدخلونهم جنات (بساتين) فيها الأنهار الجارية في كل مكان، وهم ماكثون فيها إلى الأبد، لا يحوّلون عنها ولا يزولون منها، بإذن ربهم، أي بتوفيقه وفضله وأمره. وتحييهم الملائكة بالسلام بإذن ربهم، والإذن هنا عبارة عن القضاء والإمضاء. وتحية السلام من الملائكة تكريم للمؤمنين والمؤمنات، كما جاء في آيات أخرى، منها: {حَتَّى إِذا جاؤُها وَفُتِحَتْ أَبْوابُها وَقالَ لَهُمْ خَزَنَتُها سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِينَ} [الزمر: 39/ 73].
والسلام: رمز الأمان والاطمئنان، والإشعار بالنعمة والاستقرار، وإفادة الرضا والقبول من الله، والإظلال بالرحمة والفضل الإلهي.
الكلمة الطّيّبة والكلمة الخبيثة:
الكلمة أمانة، والمقصد الأسمى من التشريع الإلهي والوحي الرّباني: هو تهذيب الإنسان وتربيته، بالقول والفعل، فقوله أو كلامه ينبغي أن يكون طيّبا ليّنا مجاهرا بالحق، آمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر، وفعله يلزم أن يكون صالحا حسنا، يتفق مع أوامر الله تعالى، ويكون للكلمة الطيبة تأثير السّحر في النفس، ومفعولها دائم شامل، يصدر عنها كل فضيلة وخير وإحسان، وأما الكلمة الخبيثة فلها مردود عكسي وتأثير سلبي، تضرّ ولا تفيد، وهي كالوباء، ولا خير فيها ولا بقاء. والله سبحانه يثبّت أهل الحق، ويضلّ أصحاب الظّلم والجور، قال الله تعالى واصفا ومقارنا بين الكلمة الطيّبة كلمة الحق، والكلمة الخبيثة: كلمة الباطل ومبيّنا مثل كلّ منهما:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال