سورة إبراهيم / الآية رقم 48 / تفسير تفسير القرطبي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ وَأَنذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ العَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ نُّجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَ لَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَالٍ وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الأَمْثَالَ وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الجِبَالُ فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللَّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ ذُو انتِقَامٍ يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الوَاحِدِ القَهَّارِ وَتَرَى المُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وَجُوهَهُمُ النَّارُ لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الحِسَابِ هَذَا بَلاغٌ لِّلنَّاسِ وَلِيُنذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ

إبراهيمإبراهيمإبراهيمإبراهيمإبراهيمإبراهيمإبراهيمإبراهيمإبراهيمإبراهيمإبراهيمإبراهيمإبراهيمإبراهيمإبراهيم




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ (48) وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفادِ (49) سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ وَتَغْشى وُجُوهَهُمُ النَّارُ (50) لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ (51) هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ (52)}
قوله تعالى: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} أي أذكر يوم تبدل الأرض، فتكون متعلقة بما قبله.
وقيل: هو صفة لقوله: {يَوْمَ يَقُومُ الْحِسابُ} [إبراهيم: 41]. واختلف في كيفية تبديل الأرض، فقال كثير من الناس: إن تبدل الأرض عبارة عن تغير صفاتها، وتسوية آكامها، ونسف جبالها، ومد أرضها، ورواه ابن مسعود رضي الله عنه، خرجه ابن ماجه في سننه وذكره ابن المبارك من حديث شهر بن حوشب، قال حدثني ابن عباس قال: إذا كان يوم القيامة مدت الأرض مد الأديم وزيد في سعتها كذا وكذا، وذكر الحديث. وروي مرفوعا من حديث أبي هريرة أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم قال: «تبدل الأرض غير الأرض فيبسطها ويمدها مد الأديم العكاظي لا ترى فيها عوجا وأمتا ثم يزجر الله الخلق زجرة فإذا هم في الثانية في مثل مواضعهم من الأولى من كان في بطنها ففي بطنها ومن كان على ظهرها كان على ظهرها»ذكره الغزنوي. وتبديل السماء تكوير شمسها وقمرها، وتناثر نجومها، قاله ابن عباس.
وقيل: اختلاف أحوالها، فمرة كالمهل ومرة كالدهان، حكاه ابن الأنباري، وقد ذكرنا هذا الباب مبينا في كتاب التذكرة وذكرنا ما للعلماء في ذلك، وأن الصحيح إزالة هذه الأرض حسب ما ثبت عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. روى مسلم عن ثوبان مولى رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: كنت قائما عند رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجاءه حبر من أحبار اليهود فقال: السلام عليك، وذكر الحديث، وفية، فقال اليهودي أين يكون الناس يوم تبدل الأرض غير الأرض والسموات؟ فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم: «في الظلمة دون الجسر». وذكر الحديث. وخرج عن عائشة قالت: سئل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن قوله: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ} فأين يكون الناس يومئذ؟ قال«على الصراط». خرجه ابن ماجه بإسناد مسلم سواء، وخرجه الترمذي عن عائشة وأنها هي السائلة، قال: هذا حديث حسن صحيح، فهذه الأحاديث تنص على أن السموات والأرض تبدل وتزال، ويخلق الله أرضا أخرى يكون الناس عليها بعد كونهم على الجسر. وفى صحيح مسلم عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء كقرصة النقي ليس فيها علم لأحد».
وقال جابر: سألت أبا جعفر محمد بن على عن قول الله عز وجل: {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ} قال تبدل خبزة يأكل منها الخلق يوم القيامة، ثم قرأ: {وَما جَعَلْناهُمْ جَسَداً لا يَأْكُلُونَ الطَّعامَ}.
وقال ابن مسعود: إنها تبدل بأرض غيرها بيضاء لم يعمل عليها خطيئة.
وقال ابن عباس: بأرض من فضة بيضاء.
وقال على رضي الله عنه: تبدل الأرض يومئذ من فضة والسماء من ذهب وهذا تبديل للعين، وحسبك. {وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْواحِدِ الْقَهَّارِ} أي من قبورهم، وقد تقدم. قوله تعالى: {وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ} وهم المشركون. {يَوْمَئِذٍ} أي يوم القيامة. {مُقَرَّنِينَ} أي مشدودين {فِي الْأَصْفادِ} وهى الأغلال والقيود واحدها صفد وصفد. ويقال: صفدته صفدا أي قيدته والاسم الصفد، فإذا أردت التكثير قلت: صفدته تصفيدا، قال عمر بن كلثوم:
فآبوا بالنهاب وبالسبايا *** وأبنا بالملوك مصفدينا
أي مقيدينا.
وقال حسان:
من كل مأسور يشد صفاده *** صقر إذا لاقى الكريهة حام
أي غله، وأصفدته إصفادا أعطيته.
وقيل: صفدته وأصفدته جاريان في القيد والإعطاء جميعا، قال النابغة:
فلم أعرض أبيت اللعن بالصفد ***
فالصفد العطاء، لأنه يقيد ويعبد، قال أبو الطيب:
وقيدت نفسي في ذراك محبة *** ومن وجد الإحسان قيدا تقيدا
قيل: يقرن كل كافر مع شيطان في غل، بيانه قوله: {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْواجَهُمْ} يعني قرناءهم من الشياطين. وقيل أنهم الكفار يجمعون في الأصفاد كما اجتمعوا في الدنيا على المعاصي. {سَرابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرانٍ} أي قمصهم، عن ابن دريد وغيره، واحدها سربال، والفعل تسربلت وسربلت غيرى، قال كعب بن مالك:
تلقاكم عصب حول النبي لهم *** من نسج داود في الهيجا سراويل
{مِنْ قَطِرانٍ} يعني قطران الإبل الذي تهنأ به، قاله الحسن. وذلك أبلغ لاشتعال النار فيهم وفى الصحيح: إن النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران ودرع من جرب.
وروى عن حماد أنهم قالوا: هو النحاس. وقرأ عيسى بن عمر {قطران} بفتح القاف وتسكين الطاء. وفية قراءة ثالثة: كسر القاف وجزم الطاء، ومنه قول أبى النجم:
جون كأن العرق المنتوحا *** لبسه القطران والمسوحا
وقراءة رابعة: {مِنْ قَطِرانٍ} رويت عن ابن عباس وأبى هريرة وعكرمه وسعيد بن جبير ويعقوب، والقطر النحاس والصفر المذاب، ومنه قوله تعالى: {آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً}. والآن: الذي قد انتهى إلى حره، ومنه قوله تعالى: {وَبَيْنَ حَمِيمٍ آنٍ}. {وَتَغْشى} أي تضرب {وُجُوهَهُمُ النَّارُ} فتغشيها. {لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ ما كَسَبَتْ} أي بما اكتسبت. {إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسابِ} تقدم. قوله تعالى: {هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ} أي هذا الذي أنزلنا إليك بلاغ، أي تبليغ وعظه. {وَلِيُنْذَرُوا بِهِ} أي ليخوفوا عقاب الله عز وجل، وقرى. {ولينذروا} بفتح الياء والذال، يقال: نذرت بالشيء أنذر إذا علمت به فاستعددت له، ولم يستعملوا منه مصدرا كما لم يستعملوا من عسى وليس، وكأنهم استغنوا بأن والفعل كقولك: سرني أن نذرت بالشيء.
{وَلِيَعْلَمُوا أَنَّما هُوَ إِلهٌ واحِدٌ} أي وليعلموا وحدانية الله بما أقام من الحجج والبراهين. {وَلِيَذَّكَّرَ أُولُوا الْأَلْبابِ} أي وليتعظ أصحاب العقول. وهذه اللامات في {وَلِيُنْذِرُوا} {وَلِيَعْلَمُوا} {وَلِيَذَّكَّرَ} متعلقة بمحذوف، التقدير: ولذلك أنزلناه.
وروى يمان بن رئاب أن هذه الآية نزلت في أبى بكر الصديق رضي الله عنه. وسيل بعضهم هل لكتاب الله عنوان؟ فقال: نعم، قيل: وأين هو؟ قال قوله تعالى: {هذا بَلاغٌ لِلنَّاسِ وَلِيُنْذَرُوا بِهِ} إلى آخرها. تم تفسير سورة إبراهيم عليه السلام والحمد لله.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال