سورة الحجر / الآية رقم 19 / تفسير تفسير القرطبي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ وَحَفِظْنَاهَا مِن كُلِّ شَيْطَانٍ رَّجِيمٍ إِلاَّ مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُّبِينٌ وَالأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِن كُلِّ شَيْءٍ مَّوْزُونٍ وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَن لَّسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلاَّ بِقَدَرٍ مَّعْلُومٍ وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ وَإِنَّا لَنَحْنُ نُحْيِي وَنُمِيتُ وَنَحْنُ الوَارِثُونَ وَلَقَدْ عَلِمْنَا المُسْتَقْدِمِينَ مِنكُمْ وَلَقَدْ عَلِمْنَا المُسْتَأْخِرِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَأٍ مَّسْنُونٍ وَالْجَانَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَراً مِّن صَلْصَالٍ مِّنْ حَمَأٍ مَّسْنُونٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ فَسَجَدَ المَلائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ

الحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجر




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَالْأَرْضَ مَدَدْناها وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ (19) وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ (20)}
قوله تعالى: {وَالْأَرْضَ مَدَدْناها} هذا من نعمه أيضا، ومما يدل على كمال قدرته. قال ابن عباس: بسطناها على وجه الماء، كما قال: {وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذلِكَ دَحاها} أي بسطها. وقال: {وَالْأَرْضَ فَرَشْناها فَنِعْمَ الْماهِدُونَ}. وهو يرد على من زعم أنها كالكرة. وقد تقدم. {وَأَلْقَيْنا فِيها رَواسِيَ} جبالا ثابتة لئلا تتحرك بأهلها. {وَأَنْبَتْنا فِيها مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ} أي مقدر معلوم، قاله ابن عباس وسعيد بن جبير. وإنما قال: {مَوْزُونٍ} لان الوزن يعرف به مقدار الشيء. قال الشاعر:
قد كنت قبل لقائكم ذا مرة *** عندي لكل مخاصم ميزانه
وقال قتادة: موزون يعني مقسوم.
وقال مجاهد: موزون معدود. ويقال: هذا كلام موزون، أي منظوم غير منتثر. فعلى هذا أي أنبتنا في الأرض ما يوزن من الجواهر والحيوانات والمعادن. وقد قال الله عز وجل في الحيوان: {وَأَنْبَتَها نَباتاً حَسَناً}. والمقصود من الإنبات الإنشاء والإيجاد.
وقيل: {أَنْبَتْنا فِيها} أي في الجبال {مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ} من الذهب والفضة والنحاس والرصاص والقزدير، حتى الزرنيخ والكحل، كل ذلك يوزن وزنا. روى معناه عن الحسن وابن زيد.
وقيل: أنبتنا في الأرض الثمار مما يكال ويوزن.
وقيل: ما يوزن فيه الأثمان لأنه أجل قدرا وأعم نفعا مما لا ثمن له. {وَجَعَلْنا لَكُمْ فِيها مَعايِشَ} يعني المطاعم والمشارب التي يعيشون بها، واحدها معيشة بسكون الياء. ومنه قول جرير:
تكلفني معيشة آل زيد *** ومن لي بالمرقق والصناب
والأصل معيشة على مفعلة بتحريك الياء. وقد تقدم في الأعراف.
وقيل: إنها الملابس، قاله الحسن.
وقيل: إنها التصرف في أسباب الرزق مدة الحياة. قال الماوردي: وهو الظاهر. {وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ} يريد الدواب والأنعام، قاله مجاهد. وعنده أيضا هم العبيد والأولاد الذين قال الله فيهم: {نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ} ولفظ {مَنْ} يجوز أن يتناول العبيد والدواب إذا اجتمعوا، لأنه إذا اجتمع من يعقل وما لا يعقل، غلب من يعقل. أي جعلنا لكم فيها معايش وعبيدا وإماء ودواب وأولادا نرزقهم ولا ترزقونهم. ف {مَنْ} على هذا التأويل في موضع نصب، قال معناه مجاهد وغيره.
وقيل: أراد به الوحش. قال سعيد: قرأ علينا منصور {وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرازِقِينَ} قال: الوحش. ف {مَنْ} على هذا تكون لما لا يعقل، مثل {فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلى بَطْنِهِ} الآية. وهى في محل خفض عطفا على الكاف والميم في قوله: {لَكُمْ}. وفية قبح عند البصريين، فإنه لا يجوز عندهم عطف الظاهر على المضمر إلا بإعادة حرف الجر، مثل مررت به وبزيد. ولا يجوز مررت به وزيد إلا في الشعر. كما قال:
فاليوم قربت تهجونا وتشتمنا *** فاذهب فما بك والأيام من عجب
وقد مضى هذا المعنى في البقرة وسورة النساء.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال