سورة الحجر / الآية رقم 89 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

قَالَ هَؤُلاءِ بَنَاتِي إِن كُنتُمْ فَاعِلِينَ لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُشْرِقِينَ فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ وَإِنَّهَا لَبِسَبِيلٍ مُّقِيمٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَإِن كَانَ أَصْحَابُ الأَيْكَةِ لَظَالِمِينَ فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ وَإِنَّهُمَا لَبِإِمَامٍ مُّبِينٍ وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الحِجْرِ المُرْسَلِينَ وَآتَيْنَاهُمْ آيَاتِنَا فَكَانُوا عَنْهَا مُعْرِضِينَ وَكَانُوا يَنْحِتُونَ مِنَ الجِبَالِ بُيُوتاً آمِنِينَ فَأَخَذَتْهُمُ الصَّيْحَةُ مُصْبِحِينَ فَمَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ وَمَا خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلاَّ بِالْحَقِّ وَإِنَّ السَّاعَةَ لآتِيَةٌ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الخَلاَّقُ العَلِيمُ وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعاً مِّنَ المَثَانِي وَالْقُرْآنَ العَظِيمَ لاَ تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِـينَ وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ المُبِـينُ كَمَا أَنزَلْنَا عَلَى المُقْتَسِمِـينَ

الحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجرالحجر




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَلَقَدْ آتَيْناكَ سَبْعاً مِنَ الْمَثانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ (87) لا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلى ما مَتَّعْنا بِهِ أَزْواجاً مِنْهُمْ وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَناحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ (88) وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (89) كَما أَنْزَلْنا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ (90) الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ (91) فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ (93)} [الحجر: 15/ 87- 93].
يمتن الله تعالى على نبيّه، فيذكر له، تالله لقد أعطيناك وأنزلنا عليك أيها الرسول السّبع المثاني والقرآن العظيم. والسّبع المثاني على الراجح: هي الفاتحة المكونة من سبع آيات، تثنى وتكرر في كل ركعات الصلاة، والبسملة هي الآية السابعة، وقد خصّ الله أهل القرآن بها.
أخرج البخاري من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: «أمّ القرآن هي السّبع المثاني والقرآن العظيم». وخرّج التّرمذي من حديث أبي هريرة بلفظ آخر: «الحمد لله: أمّ القرآن، وأمّ الكتاب، والسّبع المثاني».
وترتيبا على هذا العطاء الإلهي السّخي العظيم لا تطمح أيها الرسول إلى ما متّعنا به أصنافا من الناس: وهم الأغنياء بزينة الحياة الدنيا ومتعها، فمن وراء ذلك عقاب شديد، واستغن بما آتاك الله من القرآن العظيم عما هم فيه من المتاع والزهرة الفانية، وفاخر بما أوحي إليك، وقدّر عظمة نعمة الله عليك، ولا تنظر إلى الدنيا وزينتها، ولا تتأسّف على المشركين إذا لم يؤمنوا، لتقوية الإسلام والمسلمين، ولا لهلاكهم، وألن جانبك وتواضع للمؤمنين، ولا تجافهم ولا تقس عليهم، واصرف وجهك وعنايتك لمن آمن بك، كما جاء في آية أخرى: {فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 3/ 159].
ثم أمر الله نبيّه بإعلان مهمته وهي الإنذار المبين، فقال له: {وَقُلْ إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ (89)}
أي قل يا محمد للناس: إني منذر ومخوف من عذاب أليم شديد الوجع، أنذر كل من كذّب برسالتي وأعرض عن دعوتي، وتمادى في غيّه وضلاله، حتى لا يتعرّض لانتقام وتعذيب من الله كما فعل بالأمم المتقدمة.
وحدّد الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم جهة الإنذار وعيّن المنذرين، وهم أهل الكتاب الذين فرّقوا دينهم، واقتسموا القرآن إلى أجزاء، فآمنوا ببعضه الموافق للتوراة والإنجيل، وكفروا ببعضه المخالف لهما، فاقتسموه إلى حقّ وباطل، وهم أيضا القرشيّون الذين اقتسموا طرق مكة، يصدّون الناس عن الإيمان برسول الله صلّى اللّه عليه وسلم، وعددهم حوالي أربعين، أو ستة عشر رجلا، بعثهم الوليد بن المغيرة أيام موسم الحج، فاقتسموا طرق مكة يقولون لمن يسلكها: لا تغتروا بالخارج منّا، والمدّعي للنّبوة، فإنه مجنون، وكانوا ينفّرون الناس عنه واصفين إياه: بأنه ساحر، أو كاهن، أو شاعر، فأنزل الله تعالى بهم خزيا، فماتوا شرّ ميتة، هؤلاء الفريقان: الكتابيّون والقرشيّون هم الذين جعلوا القرآن عضين، أي أجزاء متفرّقة، آمنوا ببعض وكفروا ببعض. وجعلوا القرآن سحرا وشعرا وكهانة، أي صيّروه بألسنتهم ودعواهم.
وكان جزاؤهم وعيدا محضا، يأخذ الله كل أحد منهم بحسب جرمه وعصيانه، يسألهم الله سؤال توبيخ وتأنيب عن أقوالهم وأعمالهم، ويجازيهم على أفعالهم الجزاء التّام. فالكافر يسأل عن (لا إله إلا الله) وعن الرّسل، وعن كفره وقصده. وكذلك يسأل المؤمن العاصي عن تضييع القرآن، ويسأل الإمام عن رعيّته، وكل مكلف عما كلّف القيام به، فيكون الضمير في قوله تعالى: {فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92)} ضميرا عامّا يشمل جميع الناس المؤمنين والكافرين، كلّ بحسب جرمه وعمله. ويكون الإنذار أيضا لجميع الناس، سواء من اقتسم الكتاب الإلهي وجزّأه، فآمن ببعضه وكفر بالبعض الآخر، ومن ضيّع القرآن، فأخذ ببعضه وترك البعض الآخر.
الجهر بالدّعوة الإسلامية:
كانت الدعوة الإسلامية في مبدأ الأمر سرّية إلى حدّ ما، خشية الأذى، وتخلّصا من مضايقات القرشيين في مكة، الذين وقفوا بالمرصاد أمام نشر الدعوة الجديدة، وتفنّنوا في أنواع الأذى بالمؤمنين المستضعفين، ثم أمر الله نبيّه بالجهر بدعوته، وإعلانها، مهما كانت الظروف والصّعاب لأن الله تعالى عاصم نبيّه من السوء، وكاف له من شرور المعادين المستكبرين، وملحق الدمار والهلاك بالآفات بكل من قاوم الدعوة، وحاول تطويقها وصدّ الناس عنها، قال الله تعالى واصفا هذه المرحلة الجديدة من إعلان الدعوة:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال