سورة النحل / الآية رقم 111 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُون وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَداً مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْهُمْ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمُ العَذَابُ وَهُمْ ظَالِمُونَ فَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلالاً طَيِّباً وَاشْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ المَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ وَلاَ تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا مَا قَصَصْنَا عَلَيْكَ مِن قَبْلُ وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ

النحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحلالنحل




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ثُمَّ جاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (110) يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجادِلُ عَنْ نَفْسِها وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ ما عَمِلَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ (111)} [النحل: 16/ 110- 111].
بعد أن أبان القرآن الكريم في الآيات السابقة الجزاء المستحق للمشركين المفترين الكاذبين، وللمرتدين عن الإسلام، فتح باب التوبة والأمل أمام فئة المعذّبين المستضعفين بمكة، من بعد ما فتنهم المشركون أو الشيطان، فوافقوا عتاة الشرك الظلمة، فيما أرادوا منهم من النطق بالكفر، والرجوع عن الإسلام ثم تمكنوا من الخلاص، بالهجرة إلى المدينة المنورة، تاركين بلادهم وأهليهم، ابتغاء رضوان الله وغفرانه، وانتظموا في سلك المؤمنين، وجاهدوا في الله حق جهاده في صف الإيمان، ضد جند الكفر وأعوان الشيطان، وصبروا على الأذى والبأس والشدة في المعارك، فأخبر الله تعالى أنه من بعد تلك الفعلة وهي الإجابة إلى الفتنة، لغفور لهم، رحيم بهم يوم المعاد. والله دائما يقبل توبة التائبين، ويعفو عن المقصرين، ويرحم المسترحمين والضعفاء الأذلين. ويكون المقصد من الآية: أن من يفتن في دينه، فيتكلم بكلمة الكفر مكرها أو مضطهدا، وصدره غير منشرح للكفر، إذا صلح عمله، وجاهد في سبيل الله، وصبر على المكاره، فالله غفور له، رحيم به. وعبر الله تعالى عن هذه الفئة بكلمة: (ثم) لبيان بعد مرتبة هؤلاء الذين فتنوا في دينهم، وجاهدوا وصبروا، عن مرتبة المفتونين في الدين، ولم يصبروا، ولم يجاهدوا.
ثم نبّه الله على ما يتعرض له كل إنسان مؤمن أو كافر يوم القيامة من محاولة الدفاع عن نفسه، والجدال: وهو الاعتذار عن أموره وأقواله وأفعاله، إنه اليوم الذي تأتي فيه كل نفس تجادل عن نفسها أو ذاتها، كل يقول: نفسي نفسي، كما جاء في آية أخرى: {لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37)} [عبس: 80/ 37]. وفي ذلك اليوم الرهيب تعطى كل نفس جزاء ما عملت من خير أو شر، فيجازى المحسن بإحسانه، والمسيء بإساءته، والناس كلهم لا يظلمون، أي لا ينقص أحد من ثواب الخير، ولا يزاد على جزاء الشر، ولا يتعرض أحد لظلم مهما قل، صغيرا كان أم كبيرا.
وسبب نزول آية المغفرة للمفتونين: هو ما روى ابن سعد في (الطبقات) عن عمر ابن الحكم قال: كان عمار بن ياسر يعذّب، حتى لا يدري ما يقول، وكان صهيب يعذب، حتى لا يدري ما يقول، وكان أبو فكيهة يعذب حتى لا يدري ما يقول، وبلال وعامر بن فهيرة وقوم من المسلمين، وفيهم نزلت هذه الآية: {ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هاجَرُوا مِنْ بَعْدِ ما فُتِنُوا ثُمَّ جاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِها لَغَفُورٌ رَحِيمٌ}.
وروى ابن أبي حاتم عن قتادة: أن عياشا رضي الله عنه (وكان أخا أبي جهل من الرضاعة) وأبا جندل بن سهيل، وسلمة بن هشام، وعبد الله بن سلمة الثقفي، فتنهم المشركون، وعذّبوهم، فأعطوهم بعض ما أرادوا، ليسلموا من شرهم، ثم إنهم بعد ذلك هاجروا، وجاهدوا، فنزلت فيهم هذه الآية.
تدلنا السيرة المشرفة لهؤلاء على أن الصمود في وجه الظلم والظلمة الذين يفتنون الناس عن دينهم، والتمسك بجوهر العقيدة في مواقف المحنة، هو واجب المؤمن والمؤمنة، فلا تخور عزيمته، ولا يرتد عن دينه، مهما كانت الصعاب.
عاقبة الكفر بالنعم:
يحذّر الله تعالى عباده دائما من إهمال شكر النعمة الإلهية، وينذرهم بما قد يتعرضون له من عاقبة وخيمة، بسبب جحود النعم وإنكار فضل الله تعالى، وضرب الله لنا المثل بمكة المكرمة قبل مجيء الإسلام، حيث كانت آمنة مطمئنة، فلا يغزوها ولا يغير عليها أحد، وكانت الأرزاق الوفيرة تجلب إليها، وأنعم الله عليها برسوله صلّى اللّه عليه وسلّم، فلما كفرت بهذه النعم، تعرضت لآفات الدنيا من الوقوع في الجوع والخوف، وهذا المثل عبرة دائمة للأجيال، في أحب البلاد إلى الله تعالى، قال الله سبحانه:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال