سورة الإسراء / الآية رقم 110 / تفسير تفسير القرطبي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُوا إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا العِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّداً وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعاً قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَياًّ مَّا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً وَقُلِ الحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَلَمْ يَكُن لَّهُ وَلِيٌّ مِّنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَل لَّهُ عِوَجاً قَيِّماً لِّيُنذِرَ بَأْساً شَدِيداً مِّن لَّدُنْهُ وَيُبَشِّرَ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْراً حَسَناً مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَداً وَيُنذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَداً

الإسراءالإسراءالإسراءالإسراءالإسراءالإسراءالإسراءالإسراءالإسراءالكهفالكهفالكهفالكهفالكهفالكهف




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً (110)}
قوله تعالى: {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى} سبب نزول هذه الآية أن المشركين سمعوا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يدعوا«يا الله يا رحمان» فقالوا: كان محمد يأمرنا بدعاء إله واحد وهو يدعو إلهين، قاله ابن عباس.
وقال مكحول: تهجد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليلة فقال في دعائه: «يا رحمان يا رحيم» فسمعه رجل المشركين، وكان باليمامة رجل يسمى الرحمن، فقال ذلك السامع: ما بال محمد يدعو رحمان اليمامة. فنزلت الآية مبينة أنهما اسمان لمسمى واحد، فإن دعوتموه بالله فهو ذاك، وإن دعوتموه بالرحمن فهو ذاك.
وقيل: كانوا يكتبون في صدر الكتب: باسمك اللهم، فنزلت {إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمانَ وَإِنَّهُ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ} فكتب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ«بسم الله الرحمن الرحيم» فقال المشركون: هذا الرحيم نعرفه فما الرحمن، فنزلت الآية.
وقيل: إن اليهود قالت: ما لنا لا نسمع في القرآن اسما هو في التوراة كثير، يعنون الرحمن، فنزلت الآية. وقرأ طلحة بن مصرف {أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى} أي التي تقتضي أفضل الأوصاف وأشرف المعاني. وحسن الأسماء إنما يتوجه بتحسين الشرع، لإطلاقها والنص عليها. وإنضاف إلى ذلك أنها تقتضي معاني حسانا شريفة، وهى بتوقيف لا يصح وضع اسم لله ينظر إلا بتوقيف من القرآن أو الحديث أو الإجماع. حسبما بيناه في الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى. قوله تعالى: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها} فيه مسألتان: الأولى: اختلفوا في سبب نزولها على خمسة أقوال: الأول- ما روى ابن عباس في قوله تعالى: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها} قال: نزلت ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ متوار بمكة، وكان إذا صلى بأصحابه رفع صوته بالقرآن، فإذا سمع ذلك المشركون سبوا القرآن ومن أنزله ومن جاء به، فقال الله تعالى: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ} فيسمع المشركون قراءتك {وَلا تُخافِتْ بِها} عن أصحابك. أسمعهم القرآن ولا تجهر ذلك الجهر. {وَابْتَغِ بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلًا} قال: يقول بين الجهر والمخافتة، أخرجه البخاري ومسلم والترمذي وغيرهم. واللفظ لمسلم. والمخافتة: خفض الصوت والسكون، يقال للميت إذا برد: خفت. قال الشاعر:
لم يبق إلا نفس خافت *** ومقلة إنسانها باهت
رثى لها الشامت مما بها *** يا ويح من يرثى له الشامت
الثاني- ما رواه مسلم أيضا عن عائشة في قوله عز وجل: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخافِتْ بِها} قالت: أنزل هذا في الدعاء.
الثالث- قال ابن سيرين: كان الاعراب يجهرون بتشهدهم فنزلت الآية في ذلك. قلت: وعلى هذا فتكون الآية متضمنة لإخفاء التشهد، وقد قال ابن مسعود: من السنة أن تخفى التشهد، ذكره ابن المنذر.
الرابع- ما روى عن ابن سيرين أيضا أن أبا بكر رضي الله عنه كان يسر قراءته، وكان عمر يجهر بها، فقيل لهما في ذلك، فقال أبو بكر: إنما أناجي ربى، وهو يعلم حاجتي إليه.
وقال عمر: أنا أطرد الشيطان وأوقظ الوسنان، فلما نزلت هذه الآية قيل لابي بكر: ارفع قليلا، وقيل لعمر اخفض أنت قليلا، ذكره الطبري وغيره.
الخامس- ما روى عن ابن عباس أيضا أن معناها ولا تجهر بصلاة النهار، ولا تخافت بصلاة الليل، ذكره يحيى بن سلام والزهراوى. فتضمنت أحكام الجهر والاسرار بالقراءة في النوافل والفرائض، فأما النوافل فالمصلي مخير في الجهر والسر في الليل والنهار، وكذلك روى عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه كان يفعل الأمرين جميعا. وأما الفرائض فحكمها في القراءة معلوم ليلا ونهارا وقول سادس- قال الحسن: يقول الله لا ترائى بصلاتك تحسنها في العلانية ولا تسيئها في السر.
وقال ابن عباس: لا تصل مرائيا للناس ولا تدعها مخافة الناس.
الثانية: عبر تعالى بالصلاة هنا عن القراءة كما عبر بالقراءة عن الصلاة في قوله: {وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كانَ مَشْهُوداً} لان كل واحد منهما مرتبط بالآخر، لان الصلاة تشتمل على قراءة وركوع وسجود فهي من جملة أجزائها، فعبر بالجزء عن الجملة وبالجملة عن الجزء على عادة العرب في المجاز وهو كثير، ومنه الحديث الصحيح: «قسمت الصلاة بيني وبين عبدى» أي قراءة الفاتحة على ما تقدم.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال