سورة طه / الآية رقم 7 / تفسير التفسير القرآني للقرآن / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُداًّ فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ المُتَّقِينَ وَتُنذِرَ بِهِ قَوْماً لُّداًّ وَكَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّن قَرْنٍ هَلْ تُحِسُّ مِنْهُم مِّنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِكْزاً بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
طه مَا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ القُرْآنَ لِتَشْقَى إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَى تَنزِيلاً مِّمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ العُلَى الرَّحْمَنُ عَلَى العَرْشِ اسْتَوَى لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى وَإِن تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الأَسْمَاءُ الحُسْنَى وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ مُوسَى إِذْ رَأَى نَاراً فَقَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِقَبَسٍ أَوْ أَجِدُ عَلَى النَّارِ هُدًى فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا رَبُّكَ فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ المُقَدَّسِ طُوًى

مريممريممريممريمطهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطه




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{طه (1) ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى (2) إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى (3) تَنْزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى (4) الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى (5) لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى (6) وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى (7) اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى (8)}.
التفسير:
قوله تعالى: {طه}.
قيل: إن طه، منادى، ومعناه: يا رجل.. وقيل: إن {طه} بمعنى رجل هو في اللغة النّبطية، وقيل في السّريانية.. وقيل في لغة بعض القبائل العربية، واستدلّ القائلون بهذا، بأشعار أوردوها.
والرأى عندنا، أن {طه} حرفان، هى: الطاء والهاء، وقد بدئت السورة بهما، على ما بدئت به بعض السّور.. مثل: حم، ويس.
ولعل أقرب مفهوم لهذين الحرفين هنا، هو أنهما من السهولة، والوضوح، بحيث لا يخفى أمرهما على ناطق باللسان العربي.. وهكذا شأن القرآن الكريم، في آياته وسوره، وفيما حمل إلى الناس من أحكام، وشرائع، ومواعظ.
وهذا ما يشير إليه قوله تعالى في آخر سورة مريم: {فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ}.
فهو ميسّر للذكر والفهم، كتيسير طاء وهاء، في وضوحهما ويسرهما، نطقا، ومدلولا.
قوله تعالى: {ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى}.
فى هذه الآية الكريمة نفحة من نفحات السّماء، وروح من رحمة الرّحمن، يتلقاهما النبىّ الكريم، من ربّه، وهو في هذا المعترك الصاخب بينه وبين قومه، الذين لج بهم العناد، وأعماهم الضلال، فركبوا رءوسهم، وأبوا إلا خلافا عليه، وسخرية به، وإيذاء له.. وهو البارّ بهم، الحدب عليهم، الحريص على هدايتهم، واستنقاذهم من الضلال والهلاك.
وليس يدرك ما كان يجد النبىّ من خلاف قومه عليه، من أسى وحسرة، إلا من يستمع إلى قوله تعالى في وصف اللّه سبحانه للرسول بقوله: {لَقَدْ جاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ ما عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ} [128: التوبة].
وليس يتصور مدى ما كان يحمل النبىّ من آلام، وما يكابد من مشقات، وهو يدور حول هؤلاء السفهاء من قومه، ليجد منفذا ينفذ منه إلى مواقع الهدى منهم ومواطن الاستجابة فيهم- ليس يتصور هذا، إلا من يستمع إلى قوله تعالى، ناصحا لنبيه داعيا إياه إلى الرفق بنفسه، والمصالحة مع كيانه، الذي كاد يتمزق ألما وضيقا وحسرة عليهم.
إذ يقول سبحانه وتعالى له: {فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَراتٍ} [8: فاطر] ويقول جل شأنه: {وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ} [137: النحل] ويقول جل من قائل: {فَلَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ عَلى آثارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهذَا الْحَدِيثِ أَسَفاً} [6: الكهف] ويقول سبحانه: {أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ} [99: يونس].
هكذا كان يعيش النبىّ مع قومه، في عطفه ورحمته، وهم في غلظتهم وسفاهتهم.. وهكذا كانت تنزل عليه آيات ربه، تدعوه إلى الترفق بنفسه، والتخفف من حرصه.. وهو- صلوات اللّه وسلامه عليه- بما ملأ اللّه به قلبه من رحمة، لا يكاد يمسك من نفسه هذا التيار المتدفق من الرحمة والحنان، حتى تغلبه رحمته، وإذا هو على هذا الطريق المسدود.. يهتف ولا مجيب، وينادى ولا مستمع!- وفى قوله تعالى: {ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى} أكثر من نصح للنبىّ، إلى الرفق بنفسه.. بل إنه شيء أقرب إلى العتاب واللوم.. ولكنه عتاب في مقام الفضل والإحسان، ولوم في موطن المبالغة في الفضل والإحسان، شبيه بقوله تعالى: {يا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضاتَ أَزْواجِكَ} [1: التحريم].
فالقرآن الكريم هو رحمة اللّه المنزلة على عباده.. فكيف يشقى به النبىّ، ويحمل منه هذا العبء الثقيل الذي تنوء به الجبال؟ كيف هذا، وهو الذي من حقّه أن يأخذ من هذه الرحمة النصيب الأوفى، والحظ الأعظم؟
إن اللّه سبحانه وتعالى، ما أنزل عليه القرآن الكريم، ولا اختصه به، إلا ليسكن به في قلبه السكينة والمسرة، وإلا ليملأ به كيانه روحا، وأنسا..!
فكيف يشقى به، ويحمل منه هذا العناء الشديد؟
{ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقى} فرفقا بنفسك، ودع هؤلاء الغواة الضالين وشأنهم، بعد أن بلغتهم رسالة ربك.
قوله تعالى: {إِلَّا تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشى}.
تذكرة مفعول لأجله، للفعل في قوله تعالى: {ما أَنْزَلْنا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ} أي ما أنزلنا عليك القرآن إلا تذكرة لمن يخشى، لا لتشقى به وتحمل نفسك هذا العناء الشديد المتصل، الذي أنت فيه.
فمن كان عنده استعداد لقبول الهدى، فإنه لأول لقاء له مع القرآن الكريم، جدير به أن يؤمن، ويستجيب للّه وللرسول.. وأما من كان ممن ختم اللّه على قلبه، وجعل على سمعه وبصره غشاوة، فإنه لن يهتدى أبدا، ولو قضيت العمر كله، تأتيه من كل جانب. وتلقاه بكل سبيل.
واختصاص أهل الخشية بالتذكرة والانتفاع بالقرآن، لأنهم هم الذين ينظرون إلى عواقب الأمور، ولا يعيشون ليومهم كما يعيش أهل السفاهة والضلال.. فإن من خشى العواقب استعمل عقله، وقلّب وجوه الأمور التي تعرض له..، فاستبان له وجه الحق منها.
قوله تعالى: {تَنْزِيلًا مِمَّنْ خَلَقَ الْأَرْضَ وَالسَّماواتِ الْعُلى}.
تنزيلا مفعول مطلق لفعل محذوف تقديره تنزل، أي تنزل هذا القرآن الذي أنزله اللّه عليك تنزيلا ممن خلق الأرض والسموات العلى.
والمراد بالتنزيل أنه نزل منجما، مفرقا، لا دفعة واحدة.. وهذا من أمارات الرفق بالنبيّ الكريم، كما يقول سبحانه: {كَذلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤادَكَ}.
قوله تعالى: {الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى}.
هو بيان لقدرة اللّه تعالى، وبسطة سلطانه على هذا الوجود الذي أوجده.
فهو سبحانه قد استوى على عرش هذا الوجود، وانفرد بمقام الملك والحكم فيه، لا ينازعه أحد، ولا يشاركه شريك من صاحبة أو ولد!.
وقد كثر القول بين أصحاب المقولات، من فرق المعتزلة، والقدرية، والمجسّدة، وغيرهم- كثر القول والخلاف في تأويل العرش، والاستواء على العرش.. وخير ما قيل في هذا المقام قول الإمام مالك وقد سئل عن تأويل الآية، فقال للسائل: {الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والسؤال عنه بدعة.. وما أراك إلا مبتدعا}.
فمن ذا الذي يعلم العرش؟ ثم من ذا الذي يعرف ذات ربّ العرش؟ وإن كان ذلك فوق العقل، فكيف يعرف شأن ذات لا سبيل إلى أن تعرف؟.
قوله تعالى: {لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ وَما بَيْنَهُما وَما تَحْتَ الثَّرى} هو بيان، لقدرة اللّه، وسعة سلطانه، ونفوذ أمره إلى كل موجود في هذا الوجود، علوه وسفله.. وهذا لا يكون إلا لمن ملك هذا الوجود ملك قدرة وحكمة وعلم، بحيث يقوم الوجود كله على ميزان مستقيم، لا يهتزّ أية هزّة، وإلا لما كان لهذا المالك أن يستوى على العرش، وأن يستقرّ عليه، وأن يدوم له استقرار!.
قوله تعالى: {وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى اللَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى}.
ومن دلائل ما للّه سبحانه وتعالى من علم، أنه يعلم الجهر من القول ويعلم ما تنطوى عليه الصدور، وما تتلبس به المشاعر.
والمعنى: إن تجهر بالقول، سمعك السميع العليم، وإن تسرّ به، أو تطوه في صدرك، فإنه يسمعه ويعلمه.. {فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفى} أي وما هو أخفى من السرّ، وهو حديث القلب وهجسات الخاطر.. وذلك هو اللّه الذي لا إله إلّا هو.. {لَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى} أي له من الأسماء كل ما هو كمال كله، وحسن جميعه.. {قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى}.
فأى اسم يفرد اللّه بالكمال والجلال، ويخصّه بالربوبية والألوهية، فهو من أسمائه، التي يدعى بها، ويتعبّد له بذكرها.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال