سورة طه / الآية رقم 45 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى أَنِ اقْذِفِيهِ فِي التَّابُوتِ فَاقْذِفِيهِ فِي اليَمِّ فَلْيُلْقِهِ اليَمُّ بِالسَّاحِلِ يَأْخُذْهُ عَدُوٌّ لِّي وَعَدُوٌّ لَّهُ وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى مَن يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنَاكَ إِلَى أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلاَ تَحْزَنَ وَقَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنَاكَ مِنَ الغَمِّ وَفَتَنَّاكَ فُتُوناً فَلَبِثْتَ سِنِينَ فِي أَهْلِ مَدْيَنَ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى وَاصْطَنَعْتُكَ لِنَفْسِي اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآيَاتِي وَلاَ تَنِيَا فِي ذِكْرِي اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَّيِّناً لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَن يَطْغَى قَالَ لاَ تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى فَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلاَ تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِّن رَّبِّكَ وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الهُدَى إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ العَذَابَ عَلَى مَن كَذَّبَ وَتَوَلَّى قَالَ فَمَن رَّبُّكُمَا يَا مُوسَى قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى قَالَ فَمَا بَالُ القُرُونِ الأُولَى

طهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطه




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآياتِي وَلا تَنِيا فِي ذِكْرِي (42) اذْهَبا إِلى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغى (43) فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشى (44) قالا رَبَّنا إِنَّنا نَخافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا أَوْ أَنْ يَطْغى (45) قالَ لا تَخافا إِنَّنِي مَعَكُما أَسْمَعُ وَأَرى (46) فَأْتِياهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنا بَنِي إِسْرائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْناكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى (47) إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا أَنَّ الْعَذابَ عَلى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (48)} [طه: 20/ 42- 48].
هذه جملة من الأوامر والنواهي الصادرة من الله لموسى وأخيه هارون. مضمونها:
اذهب يا موسى مع أخيك إلى فرعون وقومه بآياتي ومعجزاتي الدالة على وجودي وقدرتي ووحدانيتي، التي جعلتها لك آية وعلامة على النبوة، وهي الآيات التسع التي أنزلت عليك، ولا تضعفا ولا تفترا أو تبطئا عن ذكر الله، ولا عن تبليغ الرسالة إلى فرعون وملئه. وخاطب موسى وحده بقوله: {اذْهَبْ أَنْتَ} تشريفا له. وآياتي:
علاماتي التي أعطيتكما من معجزة وآية وحي وأمر ونهي كالتوراة.
اذهبا إلى فرعون، وأبطلا ألوهيته بالحجة والبرهان، لأنه تجاوز الحد في الكفر والتمرد والطغيان، والتجبر والعصيان، وبدأ بفرعون لأنه الحاكم الذي إذا آمن، تبعه الناس.
فقولا له كلاما لينا رقيقا لا خشونة فيه، لعله يتذكر حقيقته أو يخشى ربه، وهذا الأسلوب من اللين واللطف: هو شأن الرسول الداعية الناجح، حتى لا ينفر فرعون وأمثاله من دعوة موسى إلى تمجيد الله وتوحيده، فإن العبارة اللطيفة أجلب للمراد.
فأجاب موسى وهارون بقولهما: يا ربنا، إننا نخاف من فرعون وبطشه إن دعوناه لتوحيدك وعبادتك، أن يشتط في الغضب ويمعن في عقوبتنا أو يتجاوز الحد في التجبر والطغيان، والأذى والاعتداء، فقوله: {أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنا} معناه: أن يحمله حامل على التسرع إلينا بمكروه.
قال الله لموسى وهارون: لا تخافا من فرعون، فإنني معكما بالنصر والتأييد، والحفظ والعون، وإنني سميع لما يجري بينكما وبينه، ولست بغافل عنكما، وأرى كل ما يقع، فأصرف شره عنكما، فقوله تعالى: {إِنَّنِي مَعَكُما} أي بالنصر والمعونة والقدرة على فرعون. و{أَسْمَعُ وَأَرى} عبارة عن الإدراك الذي لا تخفى معه خافية، تبارك الله رب العالمين، والمراد أن الله تعالى حث موسى وهارون على التبليغ بجرأة وحكمة.
فأتيا فرعون، فأعلماه أنكما رسولان إليه، وقولا له: {إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ} وهذا إشارة إلى الرب الحقيقي وهو الله، والتحقير لفرعون، إذ كان يدعي الربوبية بما لا معنى له.
ثم أمر الله موسى وهارون بدعوة فرعون إلى أن يبعث معهما بني إسرائيل، ويخرجهم من خدمة القبط، أي أطلق سراحهم، وخلّ عنهم، ولا تعذبهم بتذبيح أبنائهم، واستحياء نسائهم، وتكليفهم ما لا يطيقون من السخرة في أعمال البناء والحفر ونقل الأحجار. وتعذيب بني إسرائيل كان ذبح أولادهم وإذلالهم.
لقد كانت دعوة موسى وهارون لفرعون كاملة، تضمنت شيئين: الدعوة إلى الإيمان بالله ووحدانيته، وإرسال بني إسرائيل. والظاهر أن رسالة موسى إلى فرعون ليست على حد إرساله إلى بني إسرائيل: {وَالسَّلامُ عَلى} على بمعنى اللام، أي السلامة لمن اتبع الهدى.
لقد أتيناك بآية على رسالتنا وهي العصا واليد، والسلامة والتحية والأمن من سخط الله وعذابه على من اتبع هدى ربه، فآمن برسله، واسترشد بآياته الداعية إلى الحق والخير وترك الظلم والضلال. وفي هذا توبيخ لفرعون وقومه، وإشعار بأن فرعون لم يكن مهتديا إلى الصواب.
إننا قد أوحي إلينا من ربنا: أن العذاب الحق الخالص لمن كذب بآيات الله، وبما ندعو إليه من توحيده، وتولى عن طاعته، وذلك كما جاء في آية أخرى: {فَأَمَّا مَنْ طَغى (37) وَآثَرَ الْحَياةَ الدُّنْيا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوى (39)} [النازعات: 79/ 37- 39]. وقوله تعالى: {فَأَنْذَرْتُكُمْ ناراً تَلَظَّى (14) لا يَصْلاها إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16)} [الليل: 92/ 14- 16].
هذه المهام في رسالة موسى وأخيه هارون إلى فرعون وقومه، في غاية الوسطية والاعتدال، والتنبيه إلى الواقع، فإن فرعون لم ولن يكون إلها أو ربّا، وإن استمرار الظلم منه لبني إسرائيل لن يحالفه النجاح، وسيكون هو الخاسر الذي لا يجد فرصة أخرى بغير الإيمان لجبر خسارته، والنجاة بين يدي ربه.
حوار موسى وفرعون حول الربوبية:
اشتد أوار الحوار بين موسى وفرعون حول إثبات الربوبية لله الخالق، وإبطال ربوبية فرعون المزعومة، فقد سأل فرعون موسى عن حقيقة رب موسى وهارون، فكان جواب موسى ضرورة الانصراف عن البحث في الذات الإلهية إلى التأمل بصفات الله التي تمنع تشريك فرعون في الألوهية بأي وجه كان، حقيقي أو مجازي.
وذلك سلب مطلق لألوهية بشر، وإثبات قاطع حاسم لألوهية الله وربوبيته، والإذعان لخالق الأرض والسماء، قال الله تعالى واصفا بنود هذا الحوار:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال