سورة طه / الآية رقم 69 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هاَرُونَ وَمُوسَى قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الحَيَاةَ الدُّنْيَا إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَى وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ العُلَى جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَن تَزَكَّى

طهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطه




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{قالُوا يا مُوسى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقى (65) قالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذا حِبالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّها تَسْعى (66) فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى (67) قُلْنا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الْأَعْلى (68) وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى (69)} [طه: 20/ 65- 69].
خيّر السحرة موسى عليه السلام في أن يبتدئ بالإلقاء أو يتأخر بعدهم، وكان عددهم بالآلاف، والروايات في تحديد عددهم متفاوتة بين خمسة عشر ألف وتسع مائة ألف، وكان مع كان رجل منهم حبل وعصيّ، قد استعمل فيها السحر.
وهذا التخيير لموسى من السحرة أدب حسن وتواضع جم، ألهمهم الله به، ورزقوا الإيمان ببركته، فقابلهم موسى عليه السلام أدبا بأدب.
وقال لهم: بل ألقوا أنتم أولا، لنرى سحركم وتظهر حقيقة أمركم، ولتكون معجزته أظهر إذا ألقوا هم ما معهم، فإذا ألقى عصاه تبتلع كل ما ألقوه، وليظهر عدم المبالاة بسحرهم.
فألقى السحرة ما معهم من الحبال والعصي، فتوهم موسى ومن رآهم من الناس أنها تتحرك بسرعة كالأفاعي. وقوله تعالى: {فَإِذا حِبالُهُمْ} إذا للمفاجاة، كما تقول: خرجت، فإذا زيد. وهي التي تليها الأسماء.
والظاهر من الآيات والقصص في كتب المفسرين: أن الحبال والعصي كانت تتحرك وتنتقل بحيل السّحر، وبدسّ الأجسام الثقيلة المباعة فيها، وكان تحركها كتحرك من له إرادة كالحيوان.
{فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسى (67)} أي تملّكه الخوف، وهو عبارة عما يعتري نفس الإنسان إذا وقع ظنه في أمر على شيء يسوؤه. وظاهر الأمر كله الصلاح، وكان خوف موسى عليه السلام على الناس أن يضلوا لهول ما رأى. وخاف في الجملة، وبقي ينتظر الفرج، إنك يا موسى أنت الغالب على من ناوأك في هذا المقام، إنك أنت المستعلي عليهم بالظفر والغلبة.
وألق يا موسى العصا التي في يمينك، تبتلع أو تتلقف بعد صيرورتها جميع ما صنعوه من الحبال والعصي، ولا يفوز الساحر حيث أتى من الأرض، أو حيث احتال، ولا يحصل مقصوده بالسحر، خيرا كان أو شرا. وأبهمت العصا ولم تذكر هنا في الآية تهويلا لأمرها، وأنها ليست من جنس العصي المعروفة، فبعد أن ألقاها وصارت ثعبانا، مدّ موسى عليه السلام يده إليها، فرجعت عصا كما كانت. فقامت المعجزة، واتضح البرهان، وظهر الحق، وبطل السحر، ودهش الناس الذين ينظرون، ونظر السحرة وعلموا الحق، ورأوا ضياع وابتلاع الحبال والعصي، وأن هذا خارج عن طاقة البشر، وهو من فعل الإله الخالق، فآمنوا بالله ربا إلها واحدا، رضي الله عنهم.
وكان إيمانهم المفاجئ أخطر من المبارزة نفسها. وبهت فرعون وقومه، وأحسوا بالإفلاس والخسارة وهزيمة المعارضة بين موسى والسحرة، فطاش صوابه، ولجأ إلى تهديد السحرة ووعيدهم، معتمدا على إرهابه وسلطته، ولكنه خاب وفشل مرة أخرى لأن إيمان السحرة زرع في قلوبهم كالجبال الرواسي، وهان عليهم العذاب من أجل مرضاة الله ولقائه وهو عنهم راض.
لقد تغير وجه التاريخ بهذه المبارزة، وبدأ صوت الإيمان يعلو في أرجاء مصر، وبدأ عرش فرعون في اهتزاز واضطراب، والله يؤيد بنصره من يشاء. والواقع أن احتمال غلبة أحد المتبارزين على الآخر أمر محتمل في كل منافسة أو مبارزة، لكن الذي لم يتوقعه أحد إنما هو إيمان السحرة برب موسى وهارون، وهذه معجزة إلهية تدل على أن الله غالب على كل شيء.
إيمان السحرة برب موسى وهارون:
حينما ألقى موسى عليه السلام عصاه وانقلبت حية، والتقمت كل ما جاء به السحرة من الحبال والعصي، ثم رجعت إلى حالتها، أيقنوا بنبوة موسى عليه السلام، وأن الأمر ليس سحرا، وإنما الأمر من عند الله تعالى، وهذا كان له تأثير الصاعقة على فرعون وحاشيته، فلجأ إلى تهديد السحرة بتقطيع الأيدي والأرجل والتصليب في جذوع النخل، فما كان منهم إلا أن أعلنوا تحديهم لفرعون، وآثروا عليه السلامة والنجاة، لما رأوا من حجة الله تعالى وآياته البينات، قال الله تعالى واصفا هذا الحدث الجلل:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال