سورة طه / الآية رقم 76 / تفسير تفسير النسفي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِن سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُّوسَى قُلْنَا لاَ تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلاَ يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هاَرُونَ وَمُوسَى قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ فَلأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وَأَبْقَى قَالُوا لَن نُّؤْثِرَكَ عَلَى مَا جَاءَنَا مِنَ البَيِّنَاتِ وَالَّذِي فَطَرَنَا فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الحَيَاةَ الدُّنْيَا إِنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لاَ يَمُوتُ فِيهَا وَلاَ يَحْيَى وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ العُلَى جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَن تَزَكَّى

طهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطه




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{قَالُواْ لَن نُّؤْثِرَكَ} لن نختارك {على مَا جَاءنَا مِنَ البينات} القاطعة الدالة على صدق موسى {والذى فَطَرَنَا} عطف على {مَا جَاءنَا} أي لن نختارك على الذي جاءنا ولا على الذي خلقنا، أو قسم وجوابه {لَن نُّؤْثِرَكَ} مقدم على القسم {فاقض مَا أَنتَ قَاضٍ} فاصنع ما أنت صانع من القتل والصلب قال:
وعليهما مسرودتان قضاهما ***
أي صنعهما أو احكم ما أنت حاكم {إنما تقضي هذه الحياة الدنيا} أي في هذه الحياة الدنيا فانتصب على الظرف أي إنما تحكم فينا مدة حياتنا.
{أَنَاْ ءامَنَّا بِرَبّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خطايانا وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ} (ما) موصولة منصوبة بالعطف على {خطايانا} {مِنَ السحر} حال من (ما)، روي أنهم قالوا لفرعون: أرنا موسى نائماً ففعل فوجدوه تحرسه عصاه فقالوا: ما هذا بسحر الساحر إذا نام بطل سحره فكرهوا معارضته خوف الفضيحة فأكرههم فرعون على الإتيان بالسحر وضر فرعون جهله به ونفعهم علمهم بالسحر فكيف بعلم الشرع {والله خَيْرُ} ثواباً لمن أطاعه {وأبقى} عقاباً لمن عصاه وهو رد لقول فرعون {وَلَتَعْلَمُنَّ أَيُّنَا أَشَدُّ عَذَاباً وأبقى}.
{أَنَّهُ} هو ضمير الشأن {مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً} كافراً {فَإِنَّ لَهُ} للمجرم {جَهَنَّمَ لاَ يَمُوتُ فِيهَا} فيستريح بالموت {وَلاَ يحيى} حياة ينتفع بها {وَمَن يَأْتِهِ مُؤْمِناً} مات على الإيمان {قَدْ عَمِلَ الصالحات} بعد الإيمان {فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدرجات العلى} جمع العليا {جنات عَدْنٍ} بدل من {الدرجات} {تَجْرِى مِنْ تَحْتِهَا الأنهار خالدين فِيهَا} دائمين {وذلك جَزَاء مَن تزكى} تطهر من الشرك بقول لا إله إلا الله. قيل: هذه الآيات الثلاث حكاية قولهم. وقيل: خبر من الله تعالى لا على وجه الحكاية وهو أظهر {وَلَقَدْ أَوْحَيْنَا إلى موسى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِى} لما أراد الله تعالى إهلاك فرعون وقومه أمر موسى أن يخرج بهم من مصر ليلاً ويأخذ بهم طريق البحر {فاضرب لَهُمْ طَرِيقاً فِى البحر} اجعل لهم من قولهم ضرب له في ماله سهماً {يَبَساً} أي يابساً وهو مصدر وصف به يقال: يبس يَبسا ويُبسا {لاَّ تَخَافُ} حال من الضمير في {فاضرب} أي اضرب لهم طريقاً غير خائف. {لاَ تَخَفْ} حمزة على الجواب {دَرَكاً} هو اسم من الإدراك أي لا يدركك فرعون وجنوده ولا يلحقونك {وَلاَ تخشى} الغرق وعلى قراءة حمزة {وَلاَ تخشى} استئناف أي وأنت لا تخشى أو يكون الألف للإطلاق كما في {وَتَظُنُّونَ بالله الظنونا} [الأحزاب: 10] فخرج بهم موسى من أول الليل وكانوا سبعين ألفاً وقد استعاروا حليهم فركب فرعون في ستمائة ألف من القبط فقص أثرهم فذلك قوله {فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ بِجُنُودِهِ} هو حال أي خرج خلفهم ومعه جنوده {فَغَشِيَهُمْ مّنَ اليم} أصابهم من البحر {مَا غَشِيَهُمْ} هو من جوامع الكلم التي تستقل مع قلتها بالمعاني الكثيرة أي غشيهم ما لا يعلم كنهه إلا الله عز وجل: {وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ} عن سبيل الرشاد {وَمَا هدى} وما أرشدهم إلى الحق والسداد وهذا رد لقوله: {وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرشاد} [غافر: 29]. ثم ذكر منته على بني إسرائيل بعد ما أنجاهم من البحر وأهلك فرعون وقومه بقوله {يابنى إسراءيل} أي أوحينا إلى موسى أن أسر بعبادي وقلنا يا بني إسرائيل {قَدْ أنجيناكم مّنْ عَدُوّكُمْ} أي فرعون {وواعدناكم} بإيتاء الكتاب {جَانِبِ الطور الأيمن} وذلك أن الله عز وجل وعد موسى أن يأتي هذا المكان ويختار سبعين رجلاً يحضرون معه لنزول التوراة. وإنما نسب إليهم المواعدة لأنها كانت لنبيهم ونقبائهم وإليهم رجعت منافعها التي قام بها شرعهم ودينهم. و{الأيمن} نصب لأنه صفة {جَانِبٍ} وقرئ بالجر على الجواز {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ المن والسلوى} في التيه وقلنا لكم.
{كُلُواْ مِن طيبات} حلالات {مَا رزقناكم} {أنجيتكم} {وواعدتكم} {ورزقتكم} كوفي غير عاصم {وَلاَ تَطْغَوْاْ فِيهِ} ولا تتعدوا حدود الله فيه بأن تكفروا النعم وتنفقوها في المعاصي أو لا يظلم بعضكم بعضاً {فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِى} عقوبتي {وَمَن يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِى فَقَدْ هوى} هلك أو سقط سقوطاً لا نهوض بعده، وأصله أن يسقط من جبل فيهلك وتحقيقه سقط من شرف الإيمان إلى حفرة من حفر النيران. قرأ علي {فَيَحِلَّ} {ويحلل} والباقون بكسرهما. فالمكسور في معنى الوجوب من حل الدين يحل إذا وجب أداؤه، والمضموم في معنى النزول {وَإِنّى لَغَفَّارٌ لّمَن تَابَ} عن الشرك {وَءامَنَ} وحد الله تعالى وصدقه فيما أنزل {وَعَمِلَ صالحا} أدى الفرائض {ثُمَّ اهتدى} ثم استقام وثبت على الهدى المذكور وهو التوبة والإيمان والعمل الصالح.
{وَمَا أَعْجَلَكَ} أي وأي شيء عجل بك {عَن قَومِكَ ياموسى} أي عن السبعين الذين اختارهم وذلك أنه مضى معهم إلى الطور على الموعد المضروب ثم تقدمهم شوقاً إلى كلام ربه وأمرهم أن يتبعوه قال الله تعالى: {وَمَا أَعْجَلَكَ} أي وأي شيء أوجب عجلتك استفهام إنكار و{مَا} مبتدأ و{أَعْجَلَكَ} الخبر {قَالَ هُمْ أُوْلاء على أَثَرِى} أي هم خلفي يلحقون بي وليس بيني وبينهم إلا مسافة يسيرة. ثم ذكر موجب العجلة فقال: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبّ} أي إلى الموعد الذي وعدت {لترضى} لتزداد عني رضاً وهذا دليل على جواز الاجتهاد.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال