سورة طه / الآية رقم 106 / تفسير تفسير القرطبي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْراً مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ القِيَامَةِ وِزْراً خَالِدِينَ فِيهِ وَسَاءَ لَهُمْ يَوْمَ القِيَامَةِ حِمْلاً يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ وَنَحْشُرُ المُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْراً نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْماً وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً فَيَذَرُهَا قَاعاً صَفْصَفاً لاَ تَرَى فِيهَا عِوَجاً وَلاَ أَمْتاً يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لاَ عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً يَوْمَئِذٍ لاَّ تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً وَعَنَتِ الوُجُوهُ لِلْحَيِّ القَيُّومِ وَقَدْ خَابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِياًّ وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً

طهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطهطه




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ فَقُلْ يَنْسِفُها رَبِّي نَسْفاً (105) فَيَذَرُها قاعاً صَفْصَفاً (106) لا تَرى فِيها عِوَجاً وَلا أَمْتاً (107) يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ لا عِوَجَ لَهُ وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ لِلرَّحْمنِ فَلا تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً (108) يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً (109) يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَما خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً (110)}
قوله تعالى: {وَيَسْئَلُونَكَ عَنِ الْجِبالِ} 20: 105 أي عن حال الجبال يوم القيامة. {فَقُلْ} فقد جاء هذا بفاء وكل سؤال في القرآن {قل} بغير فاء إلا هذا، لان المعنى إن سألوك عن الجبال فقل، فتضمن الكلام معنى الشرط. وقد علم الله أنهم يسألونه عنها، فأجابهم قبل السؤال، وتلك أسئلة تقدمت سألوا عنها النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فجاء الجواب عقب السؤال، فلذلك كان بغير فاء، وهذا سؤال لم يسألوه عنه بعد، فتفهمه. {يَنْسِفُها} 20: 105 يطيرها. {نَسْفاً 20: 97} قال ابن الاعرابي وغيره: يقلعها قلعا من أصولها ثم يصيرها رملا يسيل سيلا، ثم يصيرها كالصوف المنفوش تطيرها الرياح هكذا وهكذا. قال: ولا يكون العهن من الصوف إلا المصبوغ، ثم كالهباء المنثور. {فَيَذَرُها} 20: 106 أي يذر مواضعها {قاعاً صَفْصَفاً} 20: 106 القاع الأرض الملساءبلا نبات ولا بناء، قاله ابن الاعرابي.
وقال الجوهري: والقاع المستوي من الأرض والجمع أقوع وأقواع وقيعان صارت الواو ياء لكسر ما قبلها.
وقال الفراء: القاع مستنقع الماء والصفصف القرعاء. الكلبي: هو الذي لا نبات فيه.
وقيل: المستوي من الأرض كأنه على صف واحد في استوائه، قاله مجاهد. والمعنى واحد في القاع والصفصف، فالقاع الموضع المنكشف، والصفصف المستوي الأملس. وأنشد سيبويه:
وكم دون بيتك من صفصف *** ودكداك رمل وأعقادها
و{قاعاً 20: 106} نصب على الحال والصفصف. {لا تَرى} 20: 107 في موضع الصفة. {فِيها عِوَجاً} 20: 107 قال ابن الاعرابي: العوج التعوج في الفجاج. والأمت النبك.
وقال أبو عمرو: الأمت النباك وهي التلال الصغار واحدها نبك، أي هي أرض مستوية لا انخفاض فيها ولا ارتفاع. تقول: امتلأ فما به أمت، وملأت القربة مليا لا أمت فيه، أي لا استرخاء فيه. والأمت في اللغة المكان المرتفع.
وقال ابن عباس: {عوجا} ميلا. قال: والأمت الأثر مثل الشراك. وعنه أيضا {عِوَجاً} واديا {وَلا أَمْتاً 20: 107} رابية. وعنه أيضا: العوج الانخفاض والأمت الارتفاع وقال قتادة: {عِوَجاً} صدعا. {وَلا أَمْتاً} 20: 107 أي أكمة.
وقال يمان: الأمت الشقوق في الأرض.
وقيل: الأمت أن يغلظ مكان في الفضاء أو الجبل ويدق في مكان، حكاه الصولي. قلت: وهذه الآية تدخل في باب الرقي، ترقى بها الثآليل وهي التي تسمى عندنا {بالبراريق} واحدها {بروقه}، تطلع في الجسد وخاصة في اليد: تأخذ ثلاث أعواد من تبن الشعير، يكون في طرف كل عود عقدة، تمر كل عقدة على الثآليل وتقرأ الآية مرة، ثم تدفن الأعواد في مكان ندي، تعفن وتعفن الثآليل فلا يبقى لها أثر، جربت ذلك في نفسي وفي غيري فوجدته نافعا إن شاء الله تعالى. قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ يَتَّبِعُونَ الدَّاعِيَ} 20: 108 يريد إسرافيل عليه السلام إذا نفخ في الصور {لا عِوَجَ لَهُ} 20: 108 أي لا معدل لهم عنه، أي عن دعائه لا يزيغون ولا ينحرفون بل يسرعون إليه ولا يحيدون عنه. وعلى هذا أكثر العلماء.
وقيل: {لا عوج له} أي لدعائه.
وقيل: يتبعون الداعي اتباعا لا عوج له، فالمصدر مضمر، والمعنى: يتبعون صوت الداعي للمحشر، نظيره: {واستمع يوم يناد المنادي من مكان قريب} [ق: 41] الآية. وسيأتي. {وَخَشَعَتِ الْأَصْواتُ} 20: 108 أي ذلت وسكنت، عن ابن عباس قال: لما أتى خبر الزبير تواضعت سور المدينة والجبال الخشع، فكل لسان ساكت هناك للهيبة. {لِلرَّحْمنِ} أي من أجله. {فَلا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْساً} 20: 108 الهمس الصوت الخفي، قاله مجاهد. عن ابن عباس: الحس الخفي. الحسن وابن جريج: هو صوت وقع الاقدام بعضها على بعض إلى المحشر، ومنه قول الراجز:
وهن يمشين بنا هميسا ***
يعني صوت أخفاف الإبل في سيرها. ويقال للأسد الهموس، لأنه يهمس في الظلمة، أي يطأ وطئا خفيا. قال رؤبة يصف نفسه بالشدة:
ليث يدق الأسد الهموسا *** والاقهبين الفيل والجاموسا
وهمس الطعام، أي مضغه وفوه منضم، قال الراجز:
لقد رأيت عجبا مذ أمسا ***
عجائزا مثل السعالي خمسا ***
يأكلن ما أصنع همسا همسا ***
وقيل: الهمس تحريك الشفة واللسان. وقرأ أبي بن كعب: {فلا ينطقون إلا همسا}. والمعنى متقارب، أي لا يسمع لهم نطق ولا كلام ولا صوت أقدام. وبناء هـ م س أصله الخفاء كيفما تصرف، ومنه الحروف المهموسة، وهي عشرة يجمعها قولك: حثه شخص فسكت وإنما سمي الحرف مهموسا لأنه ضعف الاعتماد من موضعه حتى جرى معه النفس. قوله تعالى: {يَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ} 20: 109 {مَنْ} في موضع نصب على الاستثناء الخارج من الأول، أي لا تنفع الشفاعة أحدا إلا شفاعة من أذن له الرحمن. {وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا} 20: 109 أي رضي قوله في الشفاعة.
وقيل: المعنى، أي إنما تنفع الشفاعة لمن أذن له الرحمن في أن يشفع له، وكان له قول يرضى. قال ابن عباس: هو قول لا إله إلا الله.
قوله تعالى: {يَعْلَمُ ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ} أي من أمر الساعة. {وَما خَلْفَهُمْ} من أمر الدنيا قاله قتادة.
وقيل: يعلم ما يصيرون إليه من ثواب أو عقاب {وَما خَلْفَهُمْ} ما خلفوه وراءهم في الدنيا. ثم قيل: الآية عامة في جميع الخلق.
وقيل: المراد الذين يتبعون الداعي. والحمد لله. قوله تعالى: {وَلا يُحِيطُونَ بِهِ عِلْماً} 20: 110 الهاء في {بِهِ} لله تعالى، أي أحد لا يحيط به علما، إذ الإحاطة مشعرة بالحد ويتعالى الله عن التحديد.
وقيل: تعود على العلم، أي أحد لا يحيط علما بما يعلمه الله.
وقال الطبري: الضمير في {أَيْدِيهِمْ} و{خَلْفَهُمْ} و{يُحِيطُونَ} يعود على الملائكة، أعلم الله من يعبدها أنها لا تعلم ما بين أيديها وما خلفها.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال