سورة الأنبياء / الآية رقم 102 / تفسير تفسير البيضاوي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنفُسُهُمْ خَالِدُونَ لاَ يَحْزُنُهُمُ الفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ المَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ إِنَّ فِي هَذَا لَبَلاغاً لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُلْ آذَنتُكُمْ عَلَى سَوَاءٍ وَإِنْ أَدْرِي أَقَرِيبٌ أَم بَعِيدٌ مَّا تُوعَدُونَ إِنَّهُ يَعْلَمُ الجَهْرَ مِنَ القَوْلِ وَيَعْلَمُ مَا تَكْتُمُونَ وَإِنْ أَدْرِي لَعَلَّهُ فِتْنَةٌ لَّكُمْ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ قَالَ رَبِّ احْكُم بِالْحَقِّ وَرَبُّنَا الرَّحْمَنُ المُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ

الأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالأنبياءالحج




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{واقترب الوعد الحق} وهو القيامة. {فَإِذَا هِىَ شاخصة أبصار الذين كَفَرُواْ} جواب الشرط و{إذا} للمفاجأة تسد مسد الفاء الجزائية كقوله تعالى: {إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ} فإذا جاءت الفاء معها تظاهرتا على وصل الجزاء بالشرط فيتأكد، والضمير للقصة أو مبهم يفسره الأبصار. {يَا وَيْلَنَا} مقدر بالقول واقع موقع الحال من الموصول. {قَدْ كُنَّا فِى غَفْلَةٍ مّنْ هذا} لم نعلم أنه حق. {بَلْ كُنَّا ظالمين} لأنفسنا بالإِخلال بالنظر وعدم الاعتداد بالنذر.
{إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله} يحتمل الأوثان وإبليس وأعوانه لأنهم بطاعتهم لهم في حكم عبدتهم، لما روي أنه عليه الصلاة والسلام لما تلا الآية على المشركين قال له ابن الزبعري: قد خصمتك ورب الكعبة أليس اليهود عبدوا عزيراً والنصارى عبدوا المسيح وبنو مليح عبدوا الملائكة، فقال صلى الله عليه وسلم: «بل هم عبدوا الشياطين التي أمرتهم بذلك» فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الذين سَبَقَتْ لَهُمْ مّنَّا الحسنى} الآية. وعلى هذا يعم الخطاب ويكون {مَا} مؤولاً ب {مِنْ} أو بما يعمه، ويدل عليه ما روي أن ابن الزبعري قال: هذا شيء لآلهتنا خاصة أو لكل من عبد من دون الله فقال صلى الله عليه وسلم: «بل لكل من عبد من دون الله» ويكون قوله: {إِنَّ الذين} بياناً للتجوز أو للتخصيص فأخر عن الخطاب. {حَصَبُ جَهَنَّمَ} ما يرمي به إليها وتهيج به من حصبه يحصبه إذا رماه بالحصباء وقرئ بسكون الصاد وصفاً بالمصدر. {أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ} استئناف أو بدل من {حَصَبُ جهنم} واللام معوضة من على للاختصاص والدلالة على أن ورودهم لأجلها.
{لَوْ كَانَ هَؤُلاءِ ءََالِهَةً مَّا وَرَدُوهَا} لأن المؤاخذ بالعذاب لا يكون إلهاً. {وَكُلٌّ فِيهَا خالدون} لا خلاص لهم عنها.
{لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ} أنين وتنفس شديد وهو من إضافة فعل البعض إلى الكل للتغلب إن أريد {مَا تَعْبُدُونَ} الأصنام. {وَهُمْ فِيهَا لاَ يَسْمَعُونَ} من الهول وشدة العذاب. وقيل: {لاَ يَسْمَعُونَ} ما يسرهم.
{إِنَّ الذين سَبَقَتْ لَهُمْ مِّنَّا الحسنى} أي الخصلة الحسنى وهي السعادة أو التوفيق بالطاعة أو البشرى بالجنة. {أُوْلَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ} لأنهم يرفعون إلى أعلى عليين. روي أن علياً كرم الله وجهه خطب وقرأ هذه الآية ثم قال: أنا منهم وأبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وسعد وسعيد وعبد الرحمن بن عوف وابن الجراح، ثم أقيمت الصلاة فقام يجر رداءه ويقول: {لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيَسَهَا} وهو بدل من {مُبْعَدُونَ} أو حال من ضميره سيق للمبالغة في إبعادهم عنها، والحسيس صوت يحس به. {وَهُمْ فِيمَا اشتهت أَنفُسُهُمْ خالدون} دائمون في غاية التنعم وتقديم الظرف للاختصاص والاهتمام به.
{لاَ يَحْزُنُهُمُ الفزع الأكبر} النفخة الأخيرة لقوله تعالى: {وَيَوْمَ يُنفَخُ فِى الصور فَفَزِعَ مَنْ فِى السموات وَمَن فِى الأرض} أو الانصراف إلى النار أو حين يطبق على النار أو يذبح الموت. {وتتلقاهم الملئكة} تستقبلهم مهنئين لهم. {هذا يَوْمُكُم} يوم ثوابكم وهو مقدر بالقول. {الذى كُنتُمْ تُوعَدُونَ} في الدنيا.
{يَوْمَ نَطْوِى السماء} مقدر باذكر أو ظرف ل {لاَ يَحْزُنُهُمُ}، أو {تتلقاهم} أو حال مقدرة من العائد المحذوف من {تُوعَدُونَ}، والمراد بالطي ضد النشر أو المحو من قولك اطو عني هذا الحديث، وذلك لأنها نشرت مظلة لبني آدم فإذا انتقلوا قوضت عنهم، وقرئ بالياء والبناء للمفعول. {كَطَىِّ السجل لِلْكِتَابِ} طياً كطي الطومار لأجل الكتابة أو لما يكتب أو كتب فيه، ويدل عليه قراءة حمزة والكسائي وحفص على الجمع أي للمعاني الكثيرة المكتوبة فيه. وقيل: {السجل} ملك يطوي كتب الأعمال إذا رفعت إليه أو كاتب كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم. وقرئ: {السجل} كالدلو و{السجل} كالعتل وهما لغتان فيه. {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ} أي نعيد ما خلقناه مبتدأ إعادة مثل بدئنا إياه في كونهما إيجاداً عن العدم، أو جمعاً بين الأجزاء المتبددة والمقصود بيان صحة الإِعادة بالقياس على الإِبداء لشمول الإِمكان الذاتي المصحح للمقدورية. وتناول القدرة القديمة لهما على السواء، و{ما} كافة أو مصدرية وأول مفعول ل {بَدَأْنَا} أو لفعل يفسره {نُّعِيدُهُ} أو موصولة والكاف متعلقة بمحذوف يفسره {نُّعِيدُهُ} أي نعيد مثل الذي بدأنا وأول خلق ظرف ل {بَدَأْنَا} أو حال من ضمير الموصول المحذوف. {وَعْداً} مقدر بفعله تأكيداً ل {نُّعِيدُهُ} أو منتصب به لأنه عدة بالإِعادة. {عَلَيْنَا} أي علينا إنجازه. {إِنَّا كُنَّا فاعلين} ذلك لا محالة.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال