سورة المؤمنون / الآية رقم 44 / تفسير تفسير الثعالبي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

التفسير : تفسير ابن عبد السلام تفسير أبي السعود تفسير البيضاوي تفسير ابن عجيبة تفسير البغوي تفسير السيوطي تفسير أبي حيان تفسير الثعالبي تفسير الجلالين تفسير الخازن تفسير الرازي تفسير القشيري تيسير التفسير أيسر التفاسير تفسير الألوسي تفسير ابن الجوزي تفسير الزمخشري تفسير الشوكاني في ظلال القرآن تفسير ابن عطية تفسير البقاعي تفسير الماوردي تفسير الواحدي تفسير ابن كثير تفسير المنتخب تفسير الشعراوي التفسير الوسيط تفسير ابن جزي التفسير القرآني للقرآن التفسير الميسر تفسير النسفي تفسير التستري تفسير الثعلبي تفسير القرطبي نيل المرام تفسير ابن القيم روائع البيان الآية : 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59

{إن في ذلك} يعني الذي ذكر من أمر نوح والسفينة وإهلاك أعداء الله {لآيات} يعني دلالات على قدرتنا {وإن كنا} يعني وما كنا {لمبتلين} يعني إلا مختبرين إياهم بإرسال نوح ووعظه وتذكيره لننظر ما هم عاملون قبل نزول العذاب بهم. قوله تعالى: {ثم أنشأنا من بعدهم} يعني من بعد إهلاكهم {قرناً آخرين} يعني عاداً {فأرسلنا فيه رسولاً منهم} يعني هوداً قاله أكثر المفسرين وقيل القرن ثمود والرسول صالح والأول أصح {إن اعبد وا الله ما لكم من إله غيره أفلا تتقون} يعني هذه الطريقة التي أنتم عليها مخافة العذاب {وقال الملأ من قومه الذين كفروا وكذبوا بلقاء الآخرة} يعني بالمصير إليها {وأترفناهم} يعني نعمناهم ووسعنا عليهم {في الحياة الدنيا ما هذا إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون ويشرب مما تشربون} يعني من مشاربكم {ولئن أطعتم بشراً مثلكم إنكم إذاً لخاسرون} يعني لمغبونون {أيعدكم أنكم إذا متم وكنتم تراباً وعظاماً أنكم مخرجون} يعني من قبوركم أحياء {هيهات هيهات} قال ابن عباس أي بعيد بعيد {لما توعدون} استبعد القوم بعثهم بعد الموت إغفالاً منهم للتفكر في بدء أمرهم وقدرة الله على إيجادهم وأرادوا بهذا الاستبعاد أنه لا يكون أبداً {إن هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا} قيل معناه نحيا ونموت لأنهم كانوا ينكرون البعث وقيل يموت الآباء ويحيا الأبناء وقيل معناه يموت قوم ويحيا قوم {وما نحن بمبعوثين} يعني بعد الموت {إن هو} يعنون رسولهم {إلا رجل افترى على الله كذباً وما نحن له بمؤمنين} يعني بمصدقين بالبعث بعد الموت {قال رب انصرني بما كذبون قال عمّا قليل ليصبحن} يعني ليصيرن {نادمين} على كفرهم وتكذيبهم {فأخذتهم الصيحة بالحق} يعني صيحة العذاب وقيل صاح بهم جبريل فتصدعت قلوبهم وقيل أراد بالصيحة الهلاك {فجعلناهم غثاء} هو ما يحمله السيل من حشيش وعيدان الشجر، والمعنى صيرناهم هلكى فيبسوا يبس الغثاء من بنات الأرض {فبعداً} يعني ألزمنا بعداً من الرحمة {للقوم الظالمين}. قوله عز وجل: {ثم أنشأنا من بعدهم قروناً آخرين} يعني أقواماً آخرين {ما تسبق من أمة أجلها} يعني وقت هلاكها {وما يستأخرون} يعني عن وقت هلاكهم {ثم أرسلنا رسلنا تترى} يعني مترادفين يتبع بعضهم بعضاً غير متواصلين لأن بين كل رسولين زمناً طويلاً {كلما جاء أمة رسولها كذبوه فأتبعنا بعضهم بعضاً} يعني بالهلاك فأهلكنا بعضهم في أثر بعض {وجعلناهم أحاديث} يعني سمراً وقصصاً يتحدث من بعدهم بأمرهم وشأنهم {فبعداً لقوم لا يؤمنون}.

تفسير السورة