سورة المؤمنون / الآية رقم 76 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَلَوْ رَحِمْنَاهُمْ وَكَشَفْنَا مَا بِهِم مِّنضُرٍّ لَّلَجُّوا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ وَلَقَدْ أَخَذْنَاهُم بِالْعَذَابِ فَمَا اسْتَكَانُوا لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ حَتَّى إِذَا فَتَحْنَا عَلَيْهِم بَاباً ذَا عَذَابٍ شَدِيدٍ إِذَا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالأَبْصَارَ وَالأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ وَهُوَ الَّذِي ذَرَأَكُمْ فِي الأَرْضِ وَإِلَيْهِ تُحْشَرُونَ وَهُوَ الَّذِي يُحْيِي وَيُمِيتُ وَلَهُ اخْتِلافُ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ بَلْ قَالُوا مِثْلَ مَا قَالَ الأَوَّلُونَ قَالُوا أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَاباً وَعِظَاماً أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ لَقَدْ وَعِدْنَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا هَذَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ قُل لِّمَنِ الأَرْضُ وَمَن فِيهَا إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلاَ يُجَارُ عَلَيْهِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ

المؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنونالمؤمنون




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَلَوْ رَحِمْناهُمْ وَكَشَفْنا ما بِهِمْ مِنْ ضُرٍّ لَلَجُّوا فِي طُغْيانِهِمْ يَعْمَهُونَ (75) وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ (76) حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ إِذا هُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (77)} [المؤمنون: 23/ 75- 77].
هذا وصف دقيق لحال غريبة هي حال المشركين في مكة، فإنه لا حق لهم على الإطلاق في معاداة دعوة النبي محمد بن عبد الله صلّى اللّه عليه وسلّم وكفرهم به، وبالقرآن الذي أنزل عليه، تشريفا لهم وتكريما، وهداية لهم، ونورا، وتبيانا.
وهم في أسوأ موقف، لا ينفعهم الترغيب والإنعام، ولا يرهبهم التهديد بالعذاب، فقد أخبر الله تعالى عنهم أنهم لو أزال عنهم القحط، ومنّ عليهم بالخصب، ورحمهم وأمدهم بالنعم، وأفهمهم القرآن، لما آمنوا به، ولما انقادوا له، ولتمادوا في ضلالهم، واستمروا في عنادهم وطغيانهم، وظلوا متحيرين مترددين، لا يعرفون ماذا يصنعون. كما قال الله تعالى فيهم: {وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23)} [الأنفال: 8/ 23].
وهذه الآية نزلت في المدة التي أصابت فيها قريشا السنون الجدبة والجوع الذي دعا به رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم في قوله: «اللهم سبعا كسني يوسف»، وهو متفق عليه بلفظ: «اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف».
أخبر الله تعالى عن المشركين أنهم أيضا لا يرهبهم التهديد بالعذاب، فلقد ابتليناهم بالمصائب والشدائد، ونالهم من الجوع والقحط، فظلوا في استكبارهم وطغيانهم، فما تركوا الكفر والمخالفة، وما عدلوا عن غيهم وضلالهم، وما خشعوا لربهم ولا خضعوا له ولا تواضعوا لعظمته، وما دعوا ولا تذللوا، كما جاء في آية أخرى: {فَلَوْلا إِذْ جاءَهُمْ بَأْسُنا تَضَرَّعُوا وَلكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ} [الأنعام: 6/ 43].
وقوله تعالى: {وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ} هو الجوع والجدب الذي نزل بهم، حتى أكلوا الجلود وما جرى مجراها، وقوله سبحانه: {فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ} معناه: ما انخفضوا وتواضعوا، أي فما طلبوا أن يكونوا لربهم أهل طاعة، وعبيد خير. روي عن الحسن البصري رحمه الله أنه قال: «إذا أصاب الناس من قبل الشيطان بلاء، فإنما هي نعمة، فلا تستقبلوا نعمة الله بالحميّة، ولكن استقبلوها بالاستغفار، واستكينوا وتضرعوا إلى الله» وقرأ هذه الآية: {وَلَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ فَمَا اسْتَكانُوا لِرَبِّهِمْ وَما يَتَضَرَّعُونَ}.
ثم أخبر الله تعالى بخبر ثالث عن المشركين، فذكر أنه إذا جاءهم أمر الله، وجاءتهم الساعة فجأة، فنالهم من العذاب ما لم يكونوا يحتسبون، أيسوا من كل خير، ومن كل راحة، وانقطعت آمالهم، وخاب رجاؤهم. والمبلسون: الآيسون المتحيرون الذين لا يدرون ماذا يصنعون.
وقوله سبحانه: {حَتَّى إِذا فَتَحْنا عَلَيْهِمْ باباً ذا عَذابٍ شَدِيدٍ} ذكر بعضهم أنه يوم بدر حيث انهالت عليهم السيوف، والصواب: أنه توعد بعذاب غير معين، لأن إصابة قريش بالمجاعة والجدب إنما كان بعد وقعة بدر.
وهذه الأخبار الثلاثة التي تضمنتها الآيات الكريمة تصور ألوان العناد والاستكبار الذي استبد بعقول قريش، فإنه لا يفلح معهم أي لون من ألوان التربية، لا بالخير والإحسان، ولا بالشر والانتقام، فتراهم إذا أنعم الله عليهم ورحمهم، تمادوا في طغيانهم، ولو كشف الله ما بهم من ضر، أي قحط وجوع، لتمادوا في ضلالهم أيضا، ولقد تعرضوا للعذاب بالجوع والمرض والحاجة، فما خضعوا لربهم وما خشعوا له، وما تضرعوا بالدعاء لله تعالى في الشدائد التي تصيبهم، إنهم قوم متمردون، وأناس مستبدون، وقوم مصرون على الكفر والشرك والضلال، فلا غرابة إن عذّبوا أشد العذاب.
التذكير بالنعم الإلهية:
تتعدد الأساليب التربوية التي انتهجها القرآن الكريم في حمل الناس على الإيمان بالله وحده لا شريك له، وترك عبادة الأصنام والأوثان، وتتكرر بين حين وآخر المذكّرات بألوان النعم التي هي في الوقت نفسه دليل باهر على عظيم قدرة الله تعالى، وأن هذه القدرة لا يعظم عنها أمر البعث، وجمع المخلوقات في محشر واحد، للحساب والجزاء، ونصب ميزان العدالة المطلق بين الناس جميعا، من غير بخس ولا زيادة، ولا حرص على العذاب والانتقام، وإنما من أجل إحقاق الحق، وإبطال الباطل، قال الله تعالى في تعداد نعمه على الناس وموقف الناس منها، وإنكارهم قدرة الله على البعث:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال