سورة النور / الآية رقم 57 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ البَلاغُ المُبِينُ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الفَاسِقُونَ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَأْوَاهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ المَصِيرُ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الحُلُمَ مِنكُمْ ثَلاثَ مَرَّاتٍ مِّن قَبْلِ صَلاةِ الفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُم مِّنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلاةِ العِشَاءِ ثَلاثُ عَوْرَاتٍ لَّكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلاَ عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُم بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ

النورالنورالنورالنورالنورالنورالنورالنورالنورالنورالنورالنورالنورالنورالنور




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (55) وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (56) لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَأْواهُمُ النَّارُ وَلَبِئْسَ الْمَصِيرُ (57)} [النور: 24/ 55- 57].
سبب نزول هذه الآيات: هو ما رواه الحاكم والطبراني عن أبي بن كعب قال: لما قدم رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم وأصحابه المدينة، وآوتهم الأنصار، رمتهم العرب عن قوس واحدة، وكانوا لا يبيتون إلا بالسلاح، ولا يصبحون إلا فيه، فقالوا: ترون أنّا نعيش حتى نبيت آمنين مطمئنين، لا نخاف إلا الله، فنزلت آية: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ} الآية.
لا يصح للمؤمنين المجاهدين أن يضجروا من مكافحة الأعداء، ولا ييأسوا من الحظوة بمظلة الإيمان، والبعد من الخوف على أنفسهم، حتى وإن استمروا في حمل السلاح، لأنه في النهاية ستتحقق لهم الثمرة اليانعة، وهي الاستخلاف في الأرض، فقد وعد الله الذين آمنوا بحق، وعملوا صالح الأعمال أن يستخلفهم في الأرض، واستخلافهم: هو أن يملّكهم البلاد، ويجعلهم أهلها، كما جرى في الشام والعراق وخراسان والمغرب، بدءا من خلافة الخلفاء الراشدين: أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم، لأنهم أهل الإيمان وعمل الصالحات.
وذلك كاستخلاف الذين سبقوهم في الإيمان والصلاح على الأرض، كداود وسليمان عليهما السلام، وقد تحقق هذا الوعد الإلهي، لأن وعد الله منجّز، ففتحت الفتوحات الواسعة، في البلاد المختلفة، في مسيرة الفتح الإسلامي الظافر، ووعد الله المؤمنين أيضا التمكين لدينهم الذي ارتضاه لهم، وهو جعل دين الإسلام مكينا ثابتا في الأرض، قويا عزيزا، مهيبا في كل مكان، مرهوب الجانب من الأعداء، منصورا على الأعداء.
ووعد ثالث: هو تحقيق الأمن ونشر ألوية السلام في ربوعهم، وتغيير حالهم من الخوف إلى الأمن والاستقرار، والسعة والرخاء.
ثم ذكر الله تعالى أحوال أمة القرآن بعد تحقيق العزة والسيادة والأمن، وأول هذه الأحوال: أنهم يعبدون الله وحده لا شريك له، فلا يخالط إيمانهم أيّ لون من الشرك الظاهر أو الخفي، أما من كفر النعمة، وجحد فضل الله، بعد هذه النعم، فأولئك هم المتصفون بالفسق البعيدون عن الرحمة، الغارقون في الضلال والعصيان.
وثاني أحوالهم في سلطانهم: أنهم يؤدون الصلاة في أوقاتها تامة الأركان والشروط، ويعطون الزكاة المفروضة عليهم، حتى يكون الجميع أقوياء غير فقراء، ويطيعون الرسول فيما أمر به أو نهى عنه، وذلك كله ليرحمهم ربهم، وينجّيهم من عذاب شديد الألم. وقوله تعالى: {لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} أي في حقكم ومعتقدكم، وإطاعة الرسول عامة لجميع الطاعات.
وأما المتنكرون لطاعة الله ورسوله، فهم في خطر وخسران ومصير سيء، فلا تظنن أيها الرسول أن الذين جحدوا برسالتك وكذبوك، يعجزون الله، ويفرون من سلطانه إذا أراد إهلاكهم، بل الله قادر عليهم، ومصيرهم إلى النار الحامية، وبئس هذا المصير مصيرهم، وقبح أو ساء هذا المرجع والخاتمة أو القرار والمهاد مرجعهم، وقوله تعالى: {مُعْجِزِينَ} معناه فائتين غير مقدور عليهم. والمصير: المرجع.
وهذا تنبيه وتقريع للكفرة، فإنهم ليسوا بمفلتين من عذاب الله تعالى خلافا لما يظنون أو يتوهمون.
استئذان أفراد الأسرة الواحدة:
للإنسان أحوال من صحو وانتعاش، وجدية وانهماك في العمل، واسترخاء وإيثار للراحة من بعد العناء، ولا شك أن حال الإنسان وقت العمل يختلف عن حالته وقت الراحة والنوم، ويؤثر كل إنسان عنده حياء وإيمان ألا يطلع عليه أحد ولو من أولاده، على حالته الخاصة، وظرفه غير المعتاد، لذا أمر الله تعالى الأولاد سواء في حال الصغر أو بعد بلوغ الحلم أن يستأذنوا على آبائهم وأمهاتهم في أوقات ثلاثة: في وقت النوم والراحة قبل صلاة الفجر، وأثناء القيلولة في الظهيرة، وبعد صلاة العشاء، وخفف الله تعالى عن العجائز بترك ارتداء الثياب الظاهرة في البيت.
قال الله تعالى مبينا هذه الأحكام:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال