سورة الفرقان / الآية رقم 15 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُّقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً لاَ تَدْعُوا اليَوْمَ ثُبُوراً وَاحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً قُلْ أَذَلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الخُلْدِ الَتِي وُعِدَ المُتَّقُونَ كَانَتْ لَهُمْ جَزَاءً وَمَصِيراً لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَى رَبِّكَ وَعْداً مَّسْئُولاً وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ وَمَا يَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَقُولُ أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنبَغِي لَنَا أَن نَّتَّخِذَ مِن دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِن مَّتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْماً بُوراً فَقَدْ كَذَّبُوكُم بِمَا تَقُولُونَ فَمَا تَسْتَطِيعُونَ صَرْفاً وَلاَ نَصْراً وَمَن يَظْلِم مِّنكُمْ نُذِقْهُ عَذَاباً كَبِيراً وَمَا أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ المُرْسَلِينَ إِلاَّ إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً

الفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقان




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً (11) إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً (12) وَإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً (13) لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً (14) قُلْ أَذلِكَ خَيْرٌ أَمْ جَنَّةُ الْخُلْدِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ كانَتْ لَهُمْ جَزاءً وَمَصِيراً (15) لَهُمْ فِيها ما يَشاؤُنَ خالِدِينَ كانَ عَلى رَبِّكَ وَعْداً مَسْؤُلاً (16)} [الفرقان: 25/ 11- 16].
ليس المهم في تكذيب المشركين لرسالتك أيها النبي مشيك في الأسواق، بل إنهم كفرة رافضون الحق، منكرون يوم القيامة، فذلك هو الذي يحملهم على أقوالهم الساقطة، لأن من لا يؤمن بالقيامة وبالحساب والجزاء فيها، يتسرع في التورط بتكذيب الوحي الإلهي، من غير تقدير للعواقب، ولقد هيأنا لمن كذب بالقيامة وما فيها من حساب وجزاء نارا شديدة الاستعار أو الالتهاب. وأهوال نار القيامة ذات صفتين غريبتين:
الأولى: إذا كانت النار في مرأى الناظر من بعيد، سمعوا صوت غليانها الدال على التغيظ، لشدة التهابها، وصوت الزفير: وهو صوت ممدود كصوت الحمار المرجّع في نهيقه، والتغيظ: احتدامات في النار كنار الدنيا.
الصفة الثانية: إذا ألقي الكفار في النار في مكان ضيق، مقرّنين، أي مربوط بعضهم إلى بعض، صاحوا واستغاثوا قائلين: يا ثبورنا أي يا ويلنا، ويا هلاكنا احضر، فهذا وقتك، والمقصود بالمكان الضيق من النار: التضييق عليهم من المكان في النار، وذلك نوع من التعذيب.
قال عليه الصلاة والسلام فيما رواه ابن أبي حاتم: «والذي نفسي بيده إنهم ليستكرهون في النار، كما يستكره الوتد في الحائط».
أي يدخلون كرها وعنفا. وقوله تعالى: {دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً} الثبور: الهلاك أو الويل، وهو مصدر، ومفعول: «دعوا» محذوف، تقديره: دعوا من لا يجيبهم. لذا قال الله تعالى: {لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً واحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً (14)} أي يقال لهم على معنى التوبيخ والاعلام بأنهم مخلّدون: لا تقتصروا على حزن واحد، بل أحزنوا كثيرا، لأنكم أهل لذلك. وإنكم إن وقعتم في الهلاك، فليس هو هلاكا واحدا، وإنما أنواع كثيرة من الهلاك، إما لتنوع ألوان العذاب، أو لأنهم كلما نضجت جلودهم بدّلوا غيرها. والمقصود تيئيسهم من الخلاص من العذاب بالهلاك، والتنبيه إلى أن عذابهم أبدي، لا خلاص منه.
وإذا كانت هذه أوصاف العذاب الأخروي للكفار، فقل يا محمد لهؤلاء الكفرة الذين سيتعرضون لهذه الأحوال من النار، على جهة التوبيخ واللوم، والتوقيف والتهكم والتحسر: أهذا العذاب الذي وصفت لكم أفضل وأكرم أم نعيم جنة الخلد الذي يدوم إلى الأبد، وقد وعدها المتقون الأبرار، الذين أطاعوا الله فيما أمر به، وانتهوا عما نهى عنه، وكانت تلك الجنة لهم جزاء طاعتهم في الدنيا، ومصيرهم أو مآلهم الحسن.
وللمتقين في جنة الخلد ما يشتهون من الملاذ المادية من طعام وشراب ومسكن ومركب ومنظر، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، ورضوان من الله أكبر من كل ذلك، وهم في النعيم خالدون إلى الأبد، بلا انقطاع ولا زوال، وهذا دليل على تحقيق الرغبات كلها. وكان تحقيق هذا الجزاء الذي تفضل الله به عليهم، وأحسن به إليهم وعدا منجزا من الله، لابد من وقوعه، ووعدا واجبا، وجديرا بأن يسأل ويطلب، كتبه الله على نفسه، وحق لنا طلب إنجازه، كما قال الله تعالى: {رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ (194)} [آل عمران: 3/ 194].
حشر المشركين مع آلهتهم:
إن أصعب شيء على الإنسان في تحقيق مراده هو خيبة الآمال، وانقطاع الرجاء، وانعدام النصراء لتحقيق المطلوب، ويؤدي ذلك إلى نوع من القلق والحيرة، والتعذيب النفسي، والإحباط ومحاولة البحث عن البديل، وكان من الإنصاف والإخبار بالحق: أن الله تعالى أخبر عن مفاجأة الكفار بالإحباط يوم القيامة، حيث يحشرون مع آلهتهم المزعومة، لمناقشتهم أمامهم عن الذي أضل الآخر، فيتبرأ المعبودون المتبوعون من العبدة الأتباع، ويفاجأ العابدون بأنهم لن يجدوا بديلا ولا نصيرا لهم، قال الله تعالى مصورا هذا الموقف المؤلم.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال