سورة الفرقان / الآية رقم 26 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْنَا المَلائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُواًّ كَبِيراً يَوْمَ يَرَوْنَ المَلائِكَةَ لاَ بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَّحْجُوراً وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُوراً أَصْحَابُ الجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَراًّ وَأَحْسَنُ مَقِيلاً وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ المَلائِكَةُ تَنزِيلاً المُلْكُ يَوْمَئِذٍ الحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْماً عَلَى الكَافِرِينَ عَسِيراً وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِلإِنسَانِ خَذُولاً وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا القُرْآنَ مَهْجُوراً وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُواًّ مِّنَ المُجْرِمِينَ وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلا نُزِّلَ عَلَيْهِ القُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً

الفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقان




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً (22) وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً (23) أَصْحابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً (24) وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنْزِيلاً (25) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمنِ وَكانَ يَوْماً عَلَى الْكافِرِينَ عَسِيراً (26) وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ يَقُولُ يا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً (27) يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً (28) لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِي وَكانَ الشَّيْطانُ لِلْإِنْسانِ خَذُولاً (29)} [الفرقان: 25/ 22- 29].
هذه أخبار تتضمن تهديدا شديدا لأهل الضلال والظلمة والمجرمين، فإن هؤلاء المشركين في مكة الذين تمنوا نزول الملائكة لا يعرفون ما قدّر الله تعالى في ذلك، فإنهم يوم يرون الملائكة لا يرونهم في حال خير، وإنما في حال شر وسوء، ولا بشرى لهم بما يفرح، وإنما تبشرهم الملائكة بالنار وغضب الجبار، ولهم الخسار ولقيا المكروه، ويومئذ لا خير ولا بشرى، ويقول الملائكة: «حجرا محجورا» أي منعا ممنوعا عليكم البشرى، أي حراما محرّما، أو يقول الكفرة المجرمون هذا القول كما تقول العرب ذلك إذا كرهوا شيئا. والراجح أن هذا من قول الملائكة لهم، يراد به: حرام محرم عليكم البشرى بالمغفرة والجنة، وبما يبشر به المتقون.
ثم أخبر الله تعالى عن إحباط أعمال الكفار، حكاية عن يوم القيامة، والمعنى:
قصدنا في بيان حكمنا وإنفاذنا إلى محاسن أعمال الكفار في الدنيا، التي هي في الحقيقة لا تزن شيئا، إذ لا نية معها، ولا ركيزة لها من الإيمان، فجعلناها مبدّدة، لا نفع فيها ولا خير، كالغبار المتناثر الذي لا جدوى معه ولا فائدة، والمراد: وصيرناها هباء منثورا، أي شيئا لا تحصيل له، ولا تعدل شيئا، لفقدانها شرط القبول: وهو الإخلاص لله، ومتابعة شرع الله عز وجل.
وفي مقابل هذه الصورة القائمة لمصير أعمال الكافرين، يخبر الله تعالى عن حال أهل الجنة المؤمنين الصالحين، فهم خير مأوى ومنزلا، وأتم استقرارا، في مكان ثابت مستقر، يعني أن مستقر أهل الجنة خير من مستقر أهل النار.
وفي خبر ثالث تضمنته الآيات يأمر الله نبيه بأن يذكر يوم تتشقق السماء عن الغمام وتتفتح عنه، ويكون الملك الحق الثابت المبين للرحمن، ويتبدل نظام الكون، وهو يوم القيامة عند انفطار السماء، ونزول الملائكة، ووقوع الجزاء بحقيقة الحساب، فتنزل الملائكة، وفي أيديهم صحائف أعمال العباد، لتكون حجة وشاهدا عليهم، ويكون ذلك اليوم شديدا على الكافرين. والغمام: سحاب رقيق أبيض جميل لم يره البشر بعد إلا ما جاء في تظليل بني إسرائيل. وذلك كما جاء في آية أخرى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَالْمَلائِكَةُ} [البقرة: 2/ 210]. وكان ذلك اليوم يوم القيامة على الكافرين يوما شديدا صعبا، لأنه يوم عدل وقضاء فصل أي محاكمة حاسمة، كما في آية أخرى: {فَذلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10)} [المدثر: 74/ 9- 10].
وفي خبر رابع، اذكر أيها الرسول يوم القيامة الذي يعض المشرك وكل ظالم على يديه ندما وحسرة، وأسفا على ما فرط في حياته، يقول: يا ليتني اتخذت مع رسول الله محمد صلّى اللّه عليه وسلّم طريقا إلى النجاة والسلامة. يا ويلتي، أي يا هلاكي احضر، فهذا أوانك، ليتني لم أتخذ فلانا الذي أضلني خليلا، أي صديقا حميما، أرداني اتباعه، وصرفني عن الهدى، وأخذ بي إلى دائرة الضلال.
لقد أضلني وحرفني عن ذكر الله والإيمان والقرآن، بعد بلوغه إلي، وكان من شأن الشيطان أن يخذل الإنسان الكافر عن الحق، ويصرفه عنه، ويدعوه إلى الباطل، ويستعمله فيه.
وآية {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ...} نزلت في عقبة بن أبي معيط، حين مال إلى الإسلام أو أسلم، لكن خليله الذي صادقة وهو أبي بن خلف قد نهاه عن الإسلام، فقبل نهيه. وأبيّ هذا قتله الرسول صلّى اللّه عليه وسلّم بيده يوم أحد، فنزلت الآية في عقبة وأبيّ، فالظالم:
عقبة، وفلان: أبيّ، في قوله تعالى: {يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلًا (28)}.
والظاهر أن كلمة «الظالم» لفظ عام، وأن مقصد الآية تعظيم يوم، يتبرأ فيه الظالمون من خلّانهم الذين أمروهم بالظلم، وكلمة «فلان» معناه واحد من الناس، وليس من ظالم إلا وله في دنياه خليل يعينه، ويحرضه على الظلم في الأغلب.
هجر المشركين القرآن:
لقد أصيب مشركو مكة بالذعر الشديد، والاضطراب الكبير حين نزول القرآن وإعلان النبي صلّى اللّه عليه وسلّم دعوته، تمسكا بهيمنتهم وسلطانهم في مكة، ولفرض نفوذهم على الحجيج وعلى القبائل العربية، وأداهم ذلك كله إلى التخبط والحيرة، فكانت ردود أفعالهم متفاوتة ومضطربة، فمرة يرفضون ما جاء به القرآن، ومرة يتأثرون ببلاغته، فينصاعون لنداءاته، ثم أدى بهم الصلف والتكبر إلى هجر القرآن كليا، ومواجهة الدعوة الإسلامية مواجهة عنيفة، وطالبوا بمطالب تعجيزية أو جعل الوحي القرآني يتنزل على وفق أهوائهم ورغباتهم دفعة واحدة حتى يروا رأيهم، فلا يكشف القرآن مواقفهم، وإنما يحبط مساعيهم في مفاجأته، ونزوله التدرجي، قال الله تعالى واصفا هذه المواقف لقريش:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال