سورة الفرقان / الآية رقم 34 / تفسير تفسير أبي السعود / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً الَّذِينَ يُحْشَرُونَ عَلَى وَجُوهِهِمْ إِلَى جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيراً فَقُلْنَا اذْهَبَا إِلَى القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَدَمَّرْنَاهُمْ تَدْمِيراً وَقَوْمَ نُوحٍ لَّمَّا كَذَّبُوا الرُّسُلَ أَغْرَقْنَاهُمْ وَجَعَلْنَاهُمْ لِلنَّاسِ آيَةً وَأَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ عَذَاباً أَلِيماً وَعَاداً وَثَمُودَ وَأَصْحَابَ الرَّسِّ وَقُرُوناً بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيراً وَكُلاًّ ضَرَبْنَا لَهُ الأَمْثَالَ وَكُلاًّ تَبَّرْنَا تَتْبِيراً وَلَقَدْ أَتَوْا عَلَى القَرْيَةِ الَتِي أُمْطِرَتْ مَطَرَ السَّوْءِ أَفَلَمْ يَكُونُوا يَرَوْنَهَا بَلْ كَانُوا لاَ يَرْجُونَ نُشُوراً وَإِذَا رَأَوْكَ إِن يَتَّخِذُونَكَ إِلاَّ هُزُواً أَهَذَا الَّذِي بَعَثَ اللَّهُ رَسُولاً إِن كَادَ لَيُضِلُّنَا عَنْ آلِهَتِنَا لَوْلا أَن صَبَرْنَا عَلَيْهَا وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ العَذَابَ مَنْ أَضَلُّ سَبِيلاً أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنْتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلاً

الفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقان




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{الذين يُحْشَرُونَ على وُجُوهِهِمْ إلى جَهَنَّمَ} أي يُحشرون كائنين على وجوهِهم يُسحبون عليها ويُجرُّون إلى جهنَّمَ وقيل: مقلوبين وجوهُهم على قفاهم وأرجلُهم إلى فوقٍ. رُوي عنه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ: «يُحشر النَّاسُ يومَ القيامةِ على ثلاثةِ أثلاثٍ ثلثٌ على الدَّوابِّ، وثُلثٌ على وجوهِهم، وثُلثٌ على أقدامِهم ينسِلون نَسلاً» وأما ما قيل: متعلقةً قلوبهم بالسُّفليَّاتِ متوجِّهةً وجوهُهم إليها فبعيد لأنَّ هول ذلك اليومِ ليس بحيث يبقى لهم عنده تعلُّقٌ بالسُّفليَّاتِ أو توجُّه إليها في الجملة ومحلُّ الموصول إمَّا النَّصبُ أو الرَّفعُ على الذمِّ أو الرَّفعُ على الابتداء وقوله تعالى: {أولئك} بدلٌ منه أو بيانٌ له وقوله تعالى: {شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضَلُّ سَبِيلاً} خبر له أو اسم الإشارة مبتدأ ثانٍ وشرُّ خبرُه والجملة خبرٌ للموصول ووصف السَّبيلِ بالضَّلالِ من باب الإسناد المجازيِّ للمبالغة والمفضل عليه الرَّسولُ عليه الصَّلاة والسَّلام على منهاجِ قوله تعالى: {قُلْ هَلْ أُنَبّئُكُمْ بِشَرّ مّن ذلك مَثُوبَةً عِندَ الله مَن لَّعَنَهُ الله وَغَضِبَ عَلَيْهِ} كأنَّه قيل إنَّ حاملهم على هذه الاقتراحات تحقيرُ مكانِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ بتضليل سبيله ولا يعلمون حالَهم ليعلموا أنَّهم شرٌّ مكاناً وأضلُّ سبيلاً وقيل: هو متَّصلٌ بقوله تعالى: {أصحاب الجنة يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرّاً وَأَحْسَنُ مَقِيلاً} {وَلَقَدْ ءاتَيْنَا موسى الكتاب} جملةٌ مستأنفةٌ سيقتْ لتأكيد ما مرَّ من التَّسليةِ والوعد بالهداية والنَّصرِ في قوله تعالى: {وكفى بِرَبّكَ هَادِياً وَنَصِيراً} بحكايةِ ما جرى بينَ مَن ذُكر من الأنبياء عليهم الصَّلاةُ والسَّلامُ وبين قومِهم حكايةً إجماليَّةً كافيةً فيما هو المقصود. واللامُ جوابٌ لقسمٍ محذوفٍ أي وبالله ولقد آتينا مُوسى التَّوراةَ أي أنزلناها عليه بالآخرةِ {وَجَعَلْنَا مَعَهُ} الظَّرف متعلِّق بجعلنا وقوله تعالى: {أَخَاهُ} مفعولٌ أوَّلٌ له وقوله تعالى: {هارون} بدلٌ من أخاه أو عطفُ بيانٍ له على عكس ما وقع في سورةِ طه وقوله تعالى: {وَزِيراً} مفعولٌ ثانٍ له وقد مرَّ ثمَّة معنى الوزير أن جعلناه في أوَّلِ الأمر وزيراً له.
{فَقُلْنَا} لهما حينئذٍ {اذهبا إِلَى القوم الذين كَذَّبُواْ بئاياتنا} هم فرعونُ وقومه، والآياتُ هي المعجزات التِّسعُ المفصَّلاتُ الظَّاهرُة على يَدَيْ موسى عليه السَّلامُ ولم يُوصفِ القومُ لهما عند إرسالِهما إليهم بهذا الوصف ضرورةَ تأخُّرِ تكذيب الآيات عن إظهارِها المتأخِّر عن ذهابهما المتأخِّر عن الأمر به بل إنَّما وُصفوا بذلك عند الحكايةِ لرَّسولِ الله صلى الله عليه وسلم بياناً لعلَّة استحقاقِهم لما يُحكى بعده من التَّدميرِ أي فذهبا إليهم فأرياهُم آياتنا كلَّها فكذَّبوها تكذيباً مُستمرَّاً {فدمرناهم} إثرَ ذلك التَّكذيبِ المستمرِّ {تَدْمِيرًا} عجيباً هائلاً لا يُقادرُ قَدرُه ولا يُدرك كُنهُه فاقتصر على حاشيتي القصَّةِ اكتفاءً بما هو المقصودُ وحَملُ قوله تعالى: فدمَّرناهم على معنى فحكمنا بتدميرِهم مع كونِه تعسُّفاً ظاهراً مما لا وجَه له إذ لا فائدةَ يُعتدُّ بها في حكاية الحكم بتدميرِهم قد وقع وانقضى، والتَّعرضُ في مطلع القصَّةِ لإيتاء الكتاب مع أنَّه كان بعد مهلكِ القوم ولم يكن له مدخلٌ في هلاكهم كسائرِ الأيات للإيذانِ من أوَّلِ الأمر ببلوغِه عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ غايةَ الكمالِ ونيله نهايةَ الآمالِ التي هي إنجاءُ بني إسرائيلَ من ملكة فرعونَ وإرشادُهم إلى طريق الحقِّ بما في التَّوراة من الأحكام إذ به يحصُلُ تأكيدُ الوعدِ بالهدايةِ على الوجه الذي مرَّ بيانُه.
وقرئ: {فدمَّرتُهم} و{فدمَّرنَّاهم} على التَّأكيد بالنُّون الثَّقيلةِ.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال