سورة الفرقان / الآية رقم 66 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّراً وَنَذِيراً قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلاَّ مَن شَاءَ أَن يَتَّخِذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً وَتَوَكَّلْ عَلَى الحَيِّ الَّذِي لاَ يَمُوتُ وَسَبِّحْ بِحَمْدِهِ وَكَفَى بِهِ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيراً الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى العَرْشِ الرَّحْمَنُ فَاسْئَلْ بِهِ خَبِيراً وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُوراً تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَراًّ وَمُقَاماً وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً

الفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقانالفرقان




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَعِبادُ الرَّحْمنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا سَلاماً (63) وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِياماً (64) وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذابَها كانَ غَراماً (65) إِنَّها ساءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقاماً (66) وَالَّذِينَ إِذا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكانَ بَيْنَ ذلِكَ قَواماً (67)} [الفرقان: 25/ 63- 67].
هذه خمس صفات من تسع لعباد الرحمن- وهم المؤمنون حقا- تجمع بين غرر الأخلاق أو الآداب، وبين مصداقية العبادة، واعتدال النفقة، حتى لا يقع المؤمن في ضائقة، قد تصرفه عن واجباته نحو الله تعالى، أو توقعه في قلق وحيرة، وضرر وشدة.
1- أما الصفة الأولى من هذه الصفات: فهي التواضع وسمو النفس، فإن عباد الرحمن هم الذين يمشون في الأرض بسكينة ورفق ووقار، من غير ترفع ولا تعاظم، ويعاشرون الناس معاشرة حسنة لينة، من غير غلظة ولا قسوة، مع الاحتفاظ بسمو النفس وعزتها، وترفعها عن الدنايا، ومن غير استضعاف ولا ذلة، وإذا أساء إليهم الجهلة، لم يقابلوهم بالإساءة، وإنما عفوا وصفحوا، ولم يقولوا إلا خيرا، وإنما يقولون للجاهل: سلاما، من السلامة لا التسليم، أو يقولون قولا سديدا.
وقد كان رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم يتكفأ في مشيه، كأنما يمشي في صبب، ويخاطب الناس برفق وترفع عن الخطأ والإيذاء.
2- والصفة الثانية لعباد الرحمن: الحلم والأناة أو الإعراض عن الجاهلين، فإذا سفه عليهم الجهال بسوء القول، لم يعاملوهم بالمثل، بل عفوا وصفحوا، وتكلموا بخير، من غير غيظ ولا غضب، ورجح سيبويه أن المراد من قولهم: «سلاما» السلامة، لا التسليم. وتكون هاتان الصفتان الأولى والثانية: هما ترك الأذى، وتحمل الأذى.
3- والصفة الثالثة: هي التهجد ليلا، فهم في ليلهم حيث ينام الآخرون يستمتعون بلذة المناجاة مع الإله الخالق، يصلون صلاة الليل، ويذكرون ربهم ساجدين قانتين، قائمين طائعين، لأن العبادة تحلو في جوف الليل، وتكون دليلا على الإخلاص والصدق، وحب التقرب من الله تعالى، كما جاء عن عبادة الليل في آية أخرى: {إِنَّ ناشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلًا (6)} [المزمل: 73/ 6]. وكل إنسان مكلف بالتهجد بقدر الاستطاعة.
4- والصفة الرابعة: هي الخوف من عذاب الله في جهنم، فهم يدعون ربهم بصرف عذاب النار عنهم، حتى يكونوا دائما في حذر وخوف مع الرجاء، وحيث يكون ذلك دليلا على صحة عقيدتهم وإيمانهم، وتطابق أعمالهم مع اعتقادهم، وعلة الدعاء على هذا النحو: أن عذاب جهنم ملازم للإنسان العاصي، ثقيل على النفس، وإن جهنم بئس المستقر أو المكان هو، وبئس موضع الإقامة هو أيضا.
5- والصفة الخامسة: هي الاعتدال في الإنفاق أي ترك الإسراف والتقتير. فإن شأن المؤمنين إذا أنفقوا على أنفسهم لم يكونوا مبذّرين في النفقة، فلا تزيد عن الحاجة، ولا بخلاء مقترين، فيقصرون في أداء الحق والواجب، وإنما ينفقون أموالهم بنحو عدل وسط، بقدر الحاجة. والقصد من هذه الصفة: هو جعل نفقة الطاعات في المباحات من غير إفراط ولا تفريط، فلا يسرف حتى لا يضيع أو يهدر ثروته في وقت قصير، ولا يقتّر فيضيع حقا آخر أو يهمل عياله وأهله، أو يجيعهم ويفرط في الشح والبخل، والحسن في ذلك: هو القوام أي العدل، والقوام في كل واحد:
بحسب عياله وحاله، وبمدى قدرته أو جلده وصبره على الكسب، وخير الأمور أوساطها، كما جاء في آية أخرى: {وَلا تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلى عُنُقِكَ وَلا تَبْسُطْها كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً (29)} [الإسراء: 17/ 29].
أما النفقة في العبادة التي توهم غير المراد منها: فهي أمر قد حظرت الشريعة قليلة وكثيره، وكذلك التعدي على مال للآخرين.
صفات عباد الرحمن:
2- لم يقتصر الحق تعالى في بيان صفات عباد الرحمن- وهم المؤمنون حقا- على الاتصاف الإيجابي بصفات السداد والاعتدال، والعبادة والدعاء، وإنما عليهم تجنب الحرام والاعتداء على الحرمات في النفس والمال والعرض، وإهدار حقوق الآخرين وتزوير الحقائق. ويظلون على هذا مع قبول الموعظة الحسنة للاستزادة من التحلي بالفضيلة، والطلب من الله تعالى باستمرار حسن الحال، في النفس والزوجة والذرية، والقدوة لجميع الأتقياء، لتبقى قافلة الهدى والصلاح سائرة في مسيرتها الظافرة، ويكون المصير حسنا بالتمتع في جنان الخلد، وخلود النعيم والرضوان الإلهي، علما بأن ثمرة الطاعة والاستقامة تعود لصاحبها، ولا تنفع الله طاعة، ولا تضره معصية، قال الله تعالى مبينا هذه الخصال:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال