سورة الشعراء / الآية رقم 194 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَاتَّقُوا الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الأَوَّلِينَ قَالُوا إِنَّمَا أَنْتَ مِنَ المُسَحَّرِينَ وَمَا أَنْتَ إِلاَّ بَشَرٌ مِّثْلُنَا وَإِن نَّظُنُّكَ لَمِنَ الكَاذِبِينَ فَأَسْقِطْ عَلَيْنَا كِسَفاً مِّنَ السَّمَاءِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ قَالَ رَبِّي أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُم مُّؤْمِنِينَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ العَالَمِينَ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الأَوَّلِينَ أَوَلَمْ يَكُن لَّهُمْ آيَةً أَن يَعْلَمَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ عَلَى بَعْضِ الأَعْجَمِينَ فَقَرَأَهُ عَلَيْهِم مَّا كَانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ كَذَلِكَ سَلَكْنَاهُ فِي قُلُوبِ المُجْرِمِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا العَذَابَ الأَلِيمَ فَيَأْتِيَهُم بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنظَرُونَ أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ ثُمَّ جَاءَهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ

الشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراءالشعراء




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعالَمِينَ (192) نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (194) بِلِسانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ (195) وَإِنَّهُ لَفِي زُبُرِ الْأَوَّلِينَ (196) أَوَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ آيَةً أَنْ يَعْلَمَهُ عُلَماءُ بَنِي إِسْرائِيلَ (197) وَلَوْ نَزَّلْناهُ عَلى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ (198) فَقَرَأَهُ عَلَيْهِمْ ما كانُوا بِهِ مُؤْمِنِينَ (199) كَذلِكَ سَلَكْناهُ فِي قُلُوبِ الْمُجْرِمِينَ (200) لا يُؤْمِنُونَ بِهِ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ (201) فَيَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ (202) فَيَقُولُوا هَلْ نَحْنُ مُنْظَرُونَ (203) أَفَبِعَذابِنا يَسْتَعْجِلُونَ (204)} [الشّعراء: 26/ 192- 204].
هذا ردّ قاطع مفحم على أولئك العرب الذين زعموا أن القرآن من عند محمد، أو أنه كهانة أو سحر، وإنما هو من عند الله تبارك وتعالى، وكان تنزيله تدريجا من ربّ العالمين، نزل به جبريل الأمين على الوحي، على قلبك أيها النّبي، أي على روحك المدركة الواعية، وأفهمك إياه، سالما من كل شائبة أو نقص أو زيادة، لتنذر به قومك والعالم كله بأس الله وغضبه على من خالفه، وتبشّر به المؤمنين بالجنة، وكان إنزاله بلسان عربي، فصيح، بيّن، واضح، قاطع للعذر.
وإن الحديث عن هذا القرآن مذكور في الكتب المنزلة القديمة، تنبّه عليه، وتشير إليه، كما جاء على لسان عيسى عليه السّلام: {وَإِذْ قالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يا بَنِي إِسْرائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ} [الصّفّ: 61/ 6]. والزّبر: هي الكتب، جمع زبور، ومنها زبور داود عليه السّلام، أي كتابه.
هذا هو البرهان الأول على صدق نبوّة محمد صلّى اللّه عليه وسلّم، والبرهان الثاني: أو ليس يكفيهم شاهد على صدقه أن علماء بني إسرائيل يجدون الكلام عن هذا القرآن مذكورا في كتبهم التي يدرسونها من التوراة والإنجيل؟! فهم كانوا يعلّمونه حقّ العلم، كعبد الله بن سلام ونحوه. وهذا احتجاج عليهم بأنهم كان ينبغي أن يصحح عندهم أمره. ولقد حكى الثعلبي عن ابن عباس رضي الله عنهما أيضا قال: إن أهل مكة بعثوا إلى أحبار يثرب يسألونهم عن النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم، فقالوا: هذا زمانه، ووصفوا بعثه، ثم خلطوا في أمر محمد صلّى اللّه عليه وسلّم، فنزلت الآية في ذلك.
وذكر علماء بني إسرائيل فعلا أن في التوراة صفة النّبي صلّى اللّه عليه وسلّم.
غير أن المشركين لا تنفعهم الدلائل والبراهين، فلو فرضنا أننا أنزلنا هذا القرآن العربي على بعض الأعاجم، وهم كل من لا ينطق باللغة العربية، فقرأه أعجمي على مشركي العرب، لم يؤمنوا به، لعدم استعدادهم لفهمه، وتكذيبهم به، ولأنه قد تحتم عليهم الكفر بسوء اختيارهم، فلا سبيل إلى إيمانهم، فهم أي قومك أيها النّبي لا يؤمنون بالقرآن، حتى يروا العذاب الأليم محدقا بهم، فجأة من غير إنذار، وهم لا يشعرون به. والفاء التي في الآية {فَقَرَأَهُ} ليست للترتيب الزمني، بل للترتيب الرّتبي.
والمراد لا فرق بالنسبة للمشركين العرب، سواء أنزل الله هذا القرآن على رجل عربي اللسان، أو أعجمي وهو كل من لا يفصح، وإن كان عربيّا، فإنهم يكفرون به، لعنادهم وتعنّتهم.
ثم أكّد الله تعالى موقفهم المتعنّت من القرآن فيما معناه: بأننا مكّنّا الكفر في قلوبهم، فمثل إدخالنا التكذيب بالقرآن في قلوبهم، لو قرأه عليهم أعجمي، أدخلناه في قلوب المجرمين كفار مكة. والمقصود: أنه مهما فعلنا من إنزال القرآن على أعجمي أو عربي، فلا سبيل لإيمانهم، وتغيير جحودهم وإنكارهم، فإن الكفر والتكذيب للقرآن متمكّن في قلوبهم، فلا ينفعهم في اقتلاع الكفر من نفوسهم أية وسيلة من العلاج والإصلاح.
ثم زاد الله الأمر تأكيدا وتوضيحا، بأنهم يظلّون كافرين غير مؤمنين بالقرآن والحقّ الذي من عند الله، حتى يعاينوا العذاب المؤلم أشدّ الإيلام، وإن هذا العذاب الآتي يأتيهم فجأة، دون أن يشعروا بمجيئه، فيتمنّون حينئذ تأخير العذاب قليلا، ليتداركوا ما فاتهم، فيقولوا: هل نحن ممهلون؟! ومع هذا كله هم جماعة حمقى، كيف يطلبون تعجيل العذاب؟ وهم حين يرون نزول العذاب يطلبون التأخير والإمهال، فهم قوم متناقضون.
تمتّع الكفار بالدّنيا وشكّهم بالقرآن:
إن أهم سبب لبعد الكفار عن الإيمان بالقرآن ونبي الإسلام: إنما هو حبّ الدنيا وزخارفها، والحرص على المصالح المادّية فيها، واتّباع الأهواء، وحبّ النّفوذ والتّسلّط، وفي دائرة التأثّر بهذا السبب تتعدد أساليب الإنكار والطعن بالقرآن، وكلها في الواقع في نظر الطاعن غير مقنعة ولا مقبولة، ولكن ذلك وسيلة الهروب من المواجهة في تحدّي القرآن ونبيّه. وسرعان ما ينكشف الأمر، ويفاجأ الطاعن بالمصير المشؤوم، بعد تمتّعه بنعم الدنيا مدة قصيرة من الزمان، وهذا ما أطلعنا عليه القرآن الكريم في الآيات الآتية:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال