سورة النمل / الآية رقم 68 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

أَمَّن يَبْدَأُ الخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الغَيْبَ إِلاَّ اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَئِذَا كُنَّا تُراباً وَآبَاؤُنَا أَئِنَّا لَمُخْرَجُونَ لَقَدْ وَعِدْنَا هَذَا نَحْنُ وَآبَاؤُنَا مِن قَبْلُ إِنْ هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ المُجْرِمِينَ وَلاَ تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلاَ تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الوَعْدُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ قُلْ عَسَى أَن يَكُونَ رَدِفَ لَكُم بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَشْكُرُونَ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ وَمَا مِنْ غَائِبَةٍ فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ إِنَّ هَذَا القُرْآنَ يَقُصُّ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَكْثَرَ الَّذِي هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ

النملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنملالنمل




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَإِذا كُنَّا تُراباً وَآباؤُنا أَإِنَّا لَمُخْرَجُونَ (67) لَقَدْ وُعِدْنا هذا نَحْنُ وَآباؤُنا مِنْ قَبْلُ إِنْ هذا إِلاَّ أَساطِيرُ الْأَوَّلِينَ (68) قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كانَ عاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ (69) وَلا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلا تَكُنْ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (70) وَيَقُولُونَ مَتى هذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ (71) قُلْ عَسى أَنْ يَكُونَ رَدِفَ لَكُمْ بَعْضُ الَّذِي تَسْتَعْجِلُونَ (72) وَإِنَّ رَبَّكَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَشْكُرُونَ (73) وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَعْلَمُ ما تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَما يُعْلِنُونَ (74) وَما مِنْ غائِبَةٍ فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِلاَّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ (75)} [النّمل: 27/ 67- 75].
ردّ الله تعالى في هذه الآيات على إنكار المشركين البعث واستبعاد إعادة الأجسام أحياء من القبور. فقالوا: أنخرج من قبورنا أحياء بعد مماتنا، وبعد أن بليت أجسادنا وصارت ترابا؟! ما زلنا نسمع كثيرا بهذا، ووعدنا نحن وآباؤنا من قبل بإتيان القيامة، ولكن لا نلمس له حقيقة ولا وقوعا، ولم نشاهد قيام أحد من قبره بعد موته، فما هذا الوعد بإعادة الأجساد كما زعموا إلا أسطورة أي خرافة وأكذوبة، يتناقلها الناس بعضهم عن بعض، إنهم هم السطحيون الخرافيون، وليسوا أولئك المؤمنين بالبعث والمعاد والحساب.
أرشد الله تعالى هؤلاء المنكرين للآخرة إلى صواب الاعتقاد، فقل لهم أيها الرسول: سيروا في بلاد العرب كلها وغيرها، فانظروا مصير من سبقكم من المكذبين، إنهم اغتروا بدنياهم، وفتنوا بزخارفها، وكذّبوا الرّسل، وأنكروا القيامة، فأهلكهم الله بذنوبهم، فانظر كيف عاقبة المجرمين، الذين أجرموا في عقائدهم الفاسدة.
فلا تحزن يا محمد على إعراض هؤلاء المكذبين عن رسالتك، ولا يضق صدرك بهم حزنا وأسفا على مكائدهم وتأمرهم عليك، فإن الله ناصرك وعاصمك من الناس.
ثم أخبر الله تعالى عن إنكار أمر آخر من المشركين غير البعث، وهو إنكار عذاب الله يوم القيامة، حيث يقولون: متى وقت هذا العذاب الذي تعدنا به، إن كنتم أيها النّبي ومن آمن معك، من الصادقين في ادّعائكم وقولكم؟
أجابهم الله تعالى مرشدا نبيّه: قل لهم يا محمد، عسى أن يكون قد لحقكم وتبعكم، أو اقترب منكم بعض الذي تستعجلون وقوعه من العذاب، وهو القتل والهزيمة، والتنكيل والمذلّة يوم بدر. فكلمة (ردف) بمعنى قرب وأزف.
وسبب تأخير العقاب منوط بحكمة الله وتقديره، فإن الله هو المنعم المتفضّل على عباده كلهم، مع ظلمهم أنفسهم، فإنه سبحانه يضع الأمور في مواضعها المناسبة، ويؤخر العقاب مع استعجالهم إياه، لإعطائهم فرصة للعودة عن ضلالهم، ولكن أكثر الناس لا يشكرون نعم الله عليهم، الظاهرة منها والباطنة.
وإن ربّك ليعلم علما تامّا وشاملا ما تكنّه ضمائرهم وسرائرهم، كما يعلم ظواهرهم، والمقصود من هذا: التنبيه إلى أنه تعالى عالم بمكائد المشركين لرسولهم، وسيجازيهم على ذلك.
ثم أعلن الله تعالى عن حقيقة عامة وهي: ما من شيء غائب مخفي في السماوات والأرض إلا وهو موجود معلوم في اللوح المحفوظ الذي أثبت فيه الله تعالى كل ما كان وما يكون إلى يوم القيامة. فهو سبحانه وتعالى عالم الغيب والشهادة، يعلم الغائب والظاهر الموجود المشاهد للناس، وكل ذلك مدوّن في كتاب واضح لا لبس فيه، كما جاء في آيات كثيرة أخرى منها: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما فِي السَّماءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذلِكَ فِي كِتابٍ إِنَّ ذلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (70)} [الحج: 22/ 70].
القرآن والنّبوة:
عني القرآن الكريم بإثبات ثلاثة أمور عقدية: وهي التوحيد، والنّبوة، والمعاد، أما التوحيد: فأدلته كثيرة يقتنع بها كل عاقل رشيد، ومنها خلق السماوات والأرض، وتسيير نظام الكون بانسجام وانتظام.
وأما النّبوة: فدليلها قيام المعجزة، ومنها التّحدي بالإتيان بمثل القرآن العظيم، ومنها إيراد القرآن تفاصيل قصص عجيبة لم تعرف بغير القرآن، وأما المعاد يوم القيامة: فدليله الإيمان بالغيب وضرورة إنصاف الخلائق على ما بدر منهم في عالم الدنيا من مظالم. وهذه آيات كريمة تبين لبني إسرائيل ما اختلفوا فيه، وترشد إلى أن القرآن المجيد هداية ورحمة، وأن الله يحكم بين خلقه، فإذا أعرضوا عن هدي القرآن، فهم كالموتى صمّ، عمي، بكم، لن تفلح معهم هداية أخرى، قال الله سبحانه واصفا هذا:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال