سورة القصص / الآية رقم 29 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الأَجَلَ وَسَارَ بَأَهْلِهِ آنَسَ مِن جَانِبِ الطُّورِ نَاراً قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَّعَلِّي آتِيكُم مِّنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِّنَ النَّارِ لَعَلَّـكُمْ تَصْطَلُونَ فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِن شَاطِئِ الوَادِ الأَيْمَنِ فِي البُقْعَةِ المُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَن يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ العَالَمِينَ وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يَعْقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلاَ تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الآمِنِينَ اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِن رَّبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَن يَقْتُلُونِ وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَن يُكَذِّبُونِ قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجْعَلُ لَكُمَا سُلْطَاناً فَلاَ يَصِلُونَ إِلَيْكُمَا بِآيَاتِنَا أَنتُمَا وَمَنِ اتَّبَعَكُمَا الغَالِبُونَ

القصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصص




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{فَلَمَّا قَضى مُوسَى الْأَجَلَ وَسارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جانِبِ الطُّورِ ناراً قالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ ناراً لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْها بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ (29) فَلَمَّا أَتاها نُودِيَ مِنْ شاطِئِ الْوادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ (30) وَأَنْ أَلْقِ عَصاكَ فَلَمَّا رَآها تَهْتَزُّ كَأَنَّها جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يا مُوسى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ (31) اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَناحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذانِكَ بُرْهانانِ مِنْ رَبِّكَ إِلى فِرْعَوْنَ وَمَلائِهِ إِنَّهُمْ كانُوا قَوْماً فاسِقِينَ (32)} [القصص: 28/ 29- 32].
لما أتم موسى عليه السلام أكمل المدّتين برعي غنم شعيب عليه السّلام عشر سنين، أراد أن يسير بأهله إلى مصر وقومه، وقد أحسّ لا محالة بالترشيح للنّبوة، وكان رجلا غيورا لا يصحب الرفاق، فسار في ليلة مظلمة باردة، فأخطأ الطريق، واشتدّ عليه وعلى زوجته البرد، فبينا هو كذلك إذ رأى نارا، وكان ذلك نورا، من نور اللّه تعالى قد التبس بشجرة، من العلّيق أو الزعرور أو السمرة، فقال لأهله:
ابقوا في مكانكم أو أقيموا، إني رأيت نارا، لعلي آتيكم منها بخبر عن الطريق، أين هو؟ أو بقطعة من النار في عود كبيرة لا لهب لها، أي إنها جمرة، لعلكم تستدفئون من البرد.
فلما أتى موسى ذلك الضوء الذي رآه، وهو في تلك الليلة ابن أربعين سنة، نبّئ بالنّبوة، حيث نودي في مكان النور من بعيد، من جانب الوادي التي هي عن يمين موسى من ناحية الغرب، أو أن الوادي وصف باليمن، في البقعة المباركة، وابتداء النداء من جهة الشجرة: {أَنْ يا مُوسى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعالَمِينَ} وهذا تعريف بالمنادي المتكلم، وهو اللّه ربّ جميع العوالم من الإنس والجنّ.
ونودي بأن ألق عصاك التي في يدك، فألقاها فصارت حيّة عظيمة تسعى، فتحقق أن الذي يكلمه هو اللّه تعالى، فلما رأى العصا تتحرك، كأنها جانّ من الحيّات (وهي صغير الحيّات) فجمعت هول الثعبان ونشاط الجانّ، ولّى موسى هاربا، ولم يرجع ولم يلتفت إلى ما وراءه، خوفا منها، بحكم الطبيعة البشرية، فقال اللّه تعالى له: يا موسى ارجع إلى مكانك أو مقامك الأول، ولا تخف من هذه الحية، فأنت آمن من كل سوء. وهذا من تأمين اللّه تعالى إياه، ثم أمره بأن يدخل يده في جيبه، وهو فتحة الجبّة من حيث يخرج رأس الإنسان. ومعنى {اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ} أدخل يدك في فتحة قميصك العليا من جهة الرأس، ثم أخرجها، تخرج بيضاء تتلألأ، ولها شعاع، كأنها قطعة قمر {مِنْ غَيْرِ سُوءٍ} أي من غير عيب ولا مرض ولا برص فيها.
وزيادة في التأمين، وإزالة لكثرة الخوف والفزع الذي ألمّ بموسى، وإعدادا له لتحمّل عبء الرسالة بعزم وحزم وهمة عالية، أمره اللّه بوضع يده على صدره، لإذهاب الخوف كما هي العادة المتّبعة، فهاتان آيتان أو معجزتان: وهما إلقاء العصا وانقلابها حية تسعى، وإدخال يدك في جيبك، فتخرج بيضاء مشعّة من غير سوء ولا مرض، هما دائما دليلان قاطعان واضحان من ربّك، دالان على قدرة اللّه وصحّة نبوّتك، يؤيّد انك في رسالتك إلى فرعون وقومه من الأكابر والرؤساء والأتباع، إنهم كانوا قوما خارجين عن حدود طاعة الله، مخالفين لأمره ودينه، فكانوا بأمسّ الحاجة إلى إرسالك إليهم، مؤيّدا بهاتين المعجزتين.
وكانت هذه المكالمة التي أهّلت موسى عليه السلام لوصفه بأنه كليم اللّه هي بداية التكليف بالنّبوة والرسالة الإلهية، في أشقّ مهمة وأعسرها، وهي محاولة هداية فرعون المتألّه الجبّار، وإرشاده إلى الإقرار بوجود الإله الحقّ الواحد الذي لا إله غيره ولا شريك له.
نبوّة هارون وتكذيب فرعون:
حينما أصبح موسى عليه السلام رسولا من عند ربّه إلى فرعون وملئه، أحسّ بمخاوف أخرى، ومحاذير قديمة، بمفاجأته بأنه قتل في شبابه قبطيّا من قوم فرعون، فطلب من ربّه تأييده وإعانته بجعل أخيه هارون نبيّا ورسولا معه، يؤازره ويصدّقه خشية تكذيبه، فأجاب اللّه تعالى طلبه، فسار الاثنان في مظلة الرعاية والحماية الإلهية إلى فرعون وملئه، وكانت النتيجة متوقعة، حيث بادر أولئك الفاسقون إلى وصف رسالة موسى وهارون بالسحر المفترى، وبالأسطورة المختلقة، وكان ردّ موسى واضحا بأن الذي أرسله هو اللّه تعالى، وأنه يعتمد على تأييده ونصره، قال اللّه سبحانه واصفا هذا اللقاء المثير:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال