سورة القصص / الآية رقم 69 / تفسير تفسير البيضاوي / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلاَ تَعْقِلُونَ أَفَمَن وَعَدْنَاهُ وَعْداً حَسَناً فَهُوَ لاقِيهِ كَمَن مَّتَّعْنَاهُ مَتَاعَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ هُوَ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنَ المُحْضَرِينَ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ قَالَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ القَوْلُ رَبَّنَا هَؤُلاءِ الَّذِينَ أَغْوَيْنَا أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ مَا كَانُوا إِيَّانَا يَعْبُدُونَ وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ فَلَمْ يَسْتَجِيبُوا لَهُمْ وَرَأَوُا العَذَابَ لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ المُرْسَلِينَ فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الأَنْبَاءُ يَوْمَئِذٍ فَهُمْ لاَ يَتَسَاءَلُونَ فَأَمَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَعَسَى أَن يَكُونَ مِنَ المُفْلِحِينَ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ وَهُوَ اللَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَهُ الحَمْدُ فِي الأُولَى وَالآخِرَةِ وَلَهُ الحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ

القصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصصالقصص




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَإِذَا سَمِعُواْ اللغو أَعْرَضُواْ عَنْهُ} تكرماً. {وَقَالُواْ} للاغين. {لَنَا أعمالنا وَلَكُمْ أعمالكم سلام عَلَيْكُمْ} متاركة لهم وتوديعاً، أو دعاء لهم بالسلامة عما هم فيه. {لاَ نَبْتَغِى الجاهلين} لا نطلب صحبتهم ولا نريدها.
{إِنَّكَ لاَ تَهْدِى مَنْ أَحْبَبْتَ} لا تقدر على أن تدخلهم في الإِسلام. {ولكن الله يَهْدِى مَن يَشَاءُ} فيدخله في الإِسلام. {وَهُوَ أَعْلَمُ بالمهتدين} بالمستعدين لذلك. والجمهور على أنها نزلت في أبي طالب فإنه لما احتضر جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: «يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله، قال: يا ابن أخي قد علمت إنك لصادق ولكن أكره أن يقال خدع عند الموت».
{وَقَالُواْ إِن نَّتَّبِعِ الهدى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا} نخرج منها. نزلت في الحرث بن عثمان بن نوفل بن عبد مناف، أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: نحن نعلم أنك على الحق ولكنا نخاف إن اتبعناك وخالفنا العرب وإنما نحن أكلة رأس أن يتخطفونا من أرضنا فرد الله عليهم بقوله: {أَوَ لَمْ نُمَكّن لَّهُمْ حَرَماً ءَامِناً} أو لم نجعل مكانهم حرماً ذا أمن بحرمة البيت الذي فيه يتناحر العرب حوله وهم آمنون فيه. {يجبى إِلَيْهِ} يحمل إليه ويجمع فيه، وقرأ نافع ويعقوب في رواية بالتاء. {ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ} من كل أوب. {رّزْقاً مّن لَّدُنَّا} فإذا كان هذا حالهم وهم عبدة الأصنام فكيف نعرضهم للتخوف والتخطف إذا ضموا إلى حرمة البيت حرمة التوحيد. {ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ} جهلة لا يتفطنون له ولا يتفكرون ليعلموه، وقيل إنه متعلق بقوله: {مّن لَّدُنَّا} أي قليل منهم يتدبرون فيعلمون أن ذلك رزق من عند الله، وأكثرهم لا يعلمون إذ لو علموا لما خافوا غيره، وانتصاب {رِزْقاً} على المصدر من معنى {يجبى}، أو حال من ال {ثمرات} لتخصصها بالإِضافة، ثم بين أن الأمر بالعكس فإنهم أحقاء بأن يخافوا من بأس الله على ما هم عليه بقوله: {وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا} أي وكم من أهل قرية كانت حالهم كحالهم في الأمن وخفض العيش حتى أشروا فدمر الله عليهم وخرب ديارهم. {فَتِلْكَ مساكنهم} خاوية. {لَمْ تُسْكَن مّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً} من السكنى إذ لا يسكنها إلا المارة يوماً أو بعض يوم، أو لا يبقى من يسكنها من شؤم معاصيهم. {وَكُنَّا نَحْنُ الوارثين} منهم إذ لم يخلفهم أحد يتصرف تصرفهم في ديارهم وسائر متصرفاتهم، وانتصاب {مَعِيشَتَهَا} بنزع الخافض أو بجعلها ظرفاً بنفسها كقولك: زيد ظني مقيم، أو بإضمار زمان مضاف إليها أو مفعولاً على تضمين بطرت معنى كفرت.
{وَمَا كَانَ رَبُّكَ} وما كانت عادته.
{مُهْلِكَ القرى حتى يَبْعَثَ فِى أُمِّهَا} في أصلها التي هي أعمالها، لأن أهلها تكون أفطن وأنبل. {رَسُولاً يَتْلُواْ عَلَيْهِمْ ءاياتنا} لإِلزام الحجة وقطع المعذرة. {وَمَا كُنَّا مُهْلِكِى القرى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظالمون} بتكذيب الرسل والعتو في الكفر.
{وَمَا أُوتِيتُم مّن شَئ} من أسباب الدنيا. {فمتاع الحياة الدنيا وَزِينَتُهَا} تتمتعون وتتزينون به مدة حياتكم المنقضية. {وَمَا عِندَ الله} وهو ثوابه. {خَيْرٌ} في نفسه من ذلك لأنه لذة خاصة وبهجة كاملة. {وأبقى} لأنه أبدى. {أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} فتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير، وقرأ أبو عمرو بالياء وهو أبلغ في الموعظة.
{أَفَمَن وعدناه وَعْداً حَسَناً} وعداً بالجنة فإن حسن الوعد بحسن الموعود. {فَهُوَ لاَقِيهِ} مدركه لا محالة لامتناع الخلف في وعده، ولذلك عطفه بالفاء المعطية معنى السببية. {كَمَن مَّتَّعْنَاهُ متاع الحياة الدنيا} الذي هو مشوب بالآلام مكدر بالمتاعب مستعقب بالتحسر على الانقطاع. {ثُمَّ هُوَ يَوْمَ القيامة مِنَ المحضرين} للحساب أو العذاب، و{ثُمَّ} للتراخي في الزمان أو الرتبة، وقرأ نافع وابن عامر في رواية والكسائي {ثُمَّ هُوَ} بسكون الهاء تشبيهاً للمنفصل بالمتصل، وهذه الآية كالنتيجة للتي قبلها ولذلك رتبت عليها بالفاء.
{وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ} عطف على يوم القيامة أو منصوب باذكر. {فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِىَ الذين كُنتُمْ تَزْعُمُونَ} أي الذين كنتم تزعمونهم شركائي، فحذف المفعولان لدلالة الكلام عليهما.
{قَالَ الذين حَقَّ عَلَيْهِمُ القول} بثبوت مقتضاه وحصول مؤداه وهو قوله تعالى: {لأَمْلأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الجنة والناس أَجْمَعِينَ} وغيره من آيات الوعيد. {رَبَّنَا هَؤُلاءِ الذين أَغْوَيْنَا} أي {هَؤُلاء الذين} أغويناهم فحذف الراجع إلى الموصول. {أغويناهم كَمَا غَوَيْنَا} أي {أغويناهم} فغووا غياً مثل ما غوينا، وهو استئناف للدلالة على أنهم غووا باختيارهم وأنهم لم يفعلوا بهم إلا وسوسة وتسويلاً، ويجوز أن يكون {الذين} صفة و{أغويناهم} الخبر لأجل ما اتصل به فإفادة زيادة على الصفة وهو إن كان فضلة لكنه صار من اللوازم. {تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ} منهم ومما اختاره من الكفر هوى منهم، وهو تقرير للجملة المتقدمة ولذلك خلت عن العاطف وكذا. {مَا كَانُواْ إِيَّانَا يَعْبُدُونَ} أي ما كانوا يعبدوننا، وإنما كانوا يعبدون أهواءهم. وقيل: {مَا} مصدرية متصلة ب {تَبَرَّأْنَا} أي تبرأنا من عبادتهم إيانا.
{وَقِيلَ ادعوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ} من فرط الحيرة. {فَلَمْ يَسْتَجِيبُواْ لَهُمْ} لعجزهم عن الإِجابة والنصرة. {وَرَأَوُاْ العذاب} لازماً بهم. {لَوْ أَنَّهُمْ كَانُواْ يَهْتَدُونَ} لوجه من الحيل يدفعون به العذاب، أو إلى الحق لما رأوا العذاب {لَوْ} للتمني أي تمنوا أنهم كانوا مهتدين.
{وَيَوْمَ يناديهم فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ المرسلين} عطف على الأول فإنه تعالى يسأل أولاً عن إشراكهم به ثم عن تكذيبهم الأنبياء.
{فَعَمِيَتْ عَلَيْهِمُ الأنباء يَوْمَئِذٍ} فصارت الأنباء كالعمي عليهم لا تهتدي إليهم، وأصله فعموا عن الأنباء لكنه عكس مبالغة ودلالة على أن ما يحضر الذهن إنما يقبض ويرد عليه من خارج فإذا أخطأه لم يكن له حيلة إلى استحضاره، والمراد بالأنباء ما أجابوا به الرسل أو ما يعمها وغيرها، فإذا كانت الرسل يتعتعون في الجواب عن مثل ذلك من الهول ويفوضون إلى علم الله تعالى فما ظنك بالضلال من أممهم، وتعدية الفعل بعلى لتضمنه معنى الخفاء.
{فَهُمْ لاَ يَتَسَاءلُونَ} لا يسأل بعضهم بعضاً عن الجواب لفرط الدهشة والعلم بأنه مثله في العجز.
{فَأَمَّا مَن تَابَ} من الشرك. {وَآمَنَ وَعَمِلَ صالحا}. وجمع بين الإِيمان والعمل الصالح. {فعسى أَن يَكُونَ مِنَ المفلحين} عند الله وعسى تحقيق على عادة الكرام، أو ترج من التائب بمعنى فليتوقع أن يفلح.
{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ} لا موجب عليه ولا مانع له. {مَا كَانَ لَهُمُ الخيرة} أي التخير كالطيرة بمعنى التطير، وظاهرة نفي الاختيار عنهم رأساً والأمر كذلك عند التحقيق، فإن اختيار العباد مخلوق باختيار الله منوط بدواع لا اختيار لهم فيها، وقيل المراد أنه ليس لأحد من خلقه أن يختار عليه ولذلك خلا عن العاطف، ويؤيده ما روي أنه نزل في قولهم {لَوْلاَ نُزّلَ هذا القرءان على رَجُلٍ مّنَ القريتين عَظِيمٍ} وقيل: {مَا} موصولة مفعول ل {يختار} والراجع إليه محذوف والمعنى: ويختار الذي كان لهم فيه الخيرة أي الخير والصلاح. {سبحان الله} تنزيه له أن ينازعه أحد أو يزاحم اختياره اختيار. {وتعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ} عن إشراكهم أو مشاركة ما يشركونه.
{وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ} كعداوة الرسول وحقده. {وَمَا يُعْلِنُونَ} كالطعن فيه.




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال