سورة العنكبوت / الآية رقم 25 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ وَقَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَّوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا ثُمَّ يَوْمَ القِيَامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُم بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُم بَعْضاً وَمَأْوَاكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن نَّاصِرِينَ فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ العَزِيزُ الحَكِيمُ وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ العَالَمِينَ أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ المُنكَرَ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ قَالَ رَبِّ انصُرْنِي عَلَى القَوْمِ المُفْسِدِينَ

العنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوت




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (24) وَقالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَيْنِكُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا ثُمَّ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَكْفُرُ بَعْضُكُمْ بِبَعْضٍ وَيَلْعَنُ بَعْضُكُمْ بَعْضاً وَمَأْواكُمُ النَّارُ وَما لَكُمْ مِنْ ناصِرِينَ (25) فَآمَنَ لَهُ لُوطٌ وَقالَ إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (26) وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ وَآتَيْناهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ (27)} [العنكبوت: 29/ 24- 27].
أخبر الله تعالى عن قوم إبراهيم أنه لما بيّن لهم الحجج، وأوضح أمر الدين، لم يجدوا جوابا مقنعا، فلجئوا إلى المغالبة واستخدام القوة والبطش، وتآمروا على قتله وتحريقه بالنار، وأنفذوا أمر التّحريق، فأنجاه الله تعالى من نارهم، وجعلها عليه بردا وسلاما، إن في ذلك الإنجاء لإبراهيم من النار لدلالة على وجود الله الحاضر، وقدرته النافذة، لقوم يصدّقون بالله إذا ظهرت لهم الأدلة والبراهين.
واستأنف إبراهيم عليه السّلام دعوته لتوحيد الله وهجر عبادة الأصنام، حتى بعد إلقائه في النار، فقال لقومه موبّخا ومقرّعا: إنما اتّخذتم هذه الأصنام لتجتمعوا على عبادتها، وتقيموا تجمّعا وديّا فيما بينكم في دار الدنيا، كاتّفاق أهل الأهواء على الباطل والضلال، ثم يقع التنازع والتّباعد بينكم في الآخرة، فتنقلب صداقة الدنيا إلى عداوة وتباغض، فيتبرأ القادة من الأتباع، ويلعن الأتباع القادة، ثم يكون مصير الفريقين إلى النار، ولن يجدوا في الآخرة ناصرا ينصرهم، ولا منقذا ينقذهم من عذاب الله تعالى، فالكل يستوون في استحقاق العقاب، لأن توادّ الكافرين كان مجافيا للحق والخير والتقوى، قال الله تعالى: {الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ} [الزّخرف: 43/ 67].
هذا مع العلم بأن الوثن: ما اتّخذ من جصّ أو حجر، والصّنم: ما كان من معدن.
وفي الزاوية الأخرى في مواجهة الكفر، نجد أملا لا ينقطع، ونورا لا يخبو، فقد آمن بدعوة إبراهيم ابن أخيه لوط عليهما السّلام، وهاجر هو ولوط، إلى بلاد الشام من أرض بابل، وقال إبراهيم عليه السّلام: إني مهاجر من دياركم، متّجه إلى جهة أمرني بها ربّي، فهاجر من سواد العراق إلى حرّان، ثم اتّجه إلى ديار الشام، فأقام إبراهيم في فلسطين في بلدة الخليل، ونزل لوط بلدة سدوم.
وسبب هذه الهجرة: أن الله سينتقم من عبدة الأوثان، فهو القوي الغالب القاهر في ملكه، الذي يمنع أصفياءه من الأعداء، وينصرهم عليهم، الحكيم في تدبير شؤون خلقه، فلا يأمر إلا بما فيه الصلاح والرشاد والخير. وهاتان الصفتان البليغتان {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} تقتضيان استحقاق التوكّل على الله.
ومكافاة لإبراهيم على جهاده في تبليغ دعوته، وإبطال الوثنية، أنعم الله عليه بعد ترك قومه الوثنيين بنعم ثلاث:
الأولى- أن الله تعالى وهب إبراهيم في حال الكبر إسحاق بعد إسماعيل الذّبيح، وكذا يعقوب بن إسحاق نافلة وفضلا، فقد بشّر الله إبراهيم بإسحاق، ثم بشّر بيعقوب من بعده، كما جاء في آية أخرى: {وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ نافِلَةً} [الأنبياء: 21/ 72].
والنعمة الثانية- هي جعل النبوة وكتب التوراة والزبور والإنجيل والقرآن، في ذرّية إبراهيم الخليل عليه السّلام، فكانت الأنبياء كلهم بعد إبراهيم من ذرّيّته، ولم يوجد بعده نبي إلا من سلالته، وكان إنزال الكتب السماوية على هؤلاء الأنبياء الذين هم من ذرّية إبراهيم، وهم: موسى وعيسى وداود ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم.
والنعمة الثالثة- إيتاء إبراهيم عليه السّلام أجره في حياته الدنيوية بحيث أدرك ذلك وسرّ به، والأجر الذي آتاه الله تعالى: هو السّلامة من النار، ومن الملك الجائر، والعمل الصالح، والثناء الحسن، وأن كل أمة تحبّه وتتولاه، قال عكرمة:
أهل الملل كلها تدعيه وتقول: هو منّا.
ثم أخبر الله عنه: أنه في الآخرة في عداد الصالحين الذين نالوا رضوان الله تعالى، وفازوا برحمته وكرامته العليا. فإن إبراهيم عليه السّلام يحشر في الآخرة في زمرة الكاملين في الصلاح، الذين لهم الدرجات العليا، والمكانة الرفيعة الأسمى، وكان بهذا قد جمع الله له بين سعادة الدنيا وسعادة الآخرة.
قصة لوط عليه السّلام:
اتّجه لوط عليه السّلام بعد إيمانه وهجرته مع إبراهيم من العراق إلى بلدة سدوم في غور الأردن، بأمر الله إياه، من أجل دعوة أهلها إلى توحيد الله، وترك الفواحش، ومحاربة الفساد، وقطع الطريق على المارّة، وإتيان المنكر، وكان في دعوته جريئا قويا، مجاهرا صامدا، لا يفتأ يحذّر وينذر، ويوجّه ويصلح، ولكن القوم الفاسقين غلب عليهم حبّ الفاحشة والمنكر، فلم يستجيبوا لدعوته، وقاوموه وحاولوا طرده، وإبعاده من ديارهم، علما بأن لوطا عليه السّلام ليس من هؤلاء القوم، قال الله تعالى واصفا دعوة لوط عليه السّلام:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال