سورة العنكبوت / الآية رقم 34 / تفسير التفسير الوسيط / أحمد بن علي العجمي / القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
القرآن الكريم
طريقة عرض الآيات
صور
نصوص

وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هَذِهِ القَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَهَا كَانُوا ظَالِمِينَ قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطاً قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَن فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الغَابِرِينَ وَلَمَّا أَن جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقَالُوا لاَ تَخَفْ وَلاَ تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الغَابِرِينَ إِنَّا مُنزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ القَرْيَةِ رِجْزاً مِّنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ وَلَقَد تَّرَكْنَا مِنْهَا آيَةً بَيِّنَةً لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْباً فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَارْجُوا اليَوْمَ الآخِرَ وَلاَ تَعْثَوْا فِي الأَرْضِ مُفْسِدِينَ فَكَذَّبُوهُ فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دَارِهِمْ جَاثِمِينَ وَعَاداً وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ

العنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوتالعنكبوت




تلاوة آية تلاوة سورة الشرح الصوتي

التفسير


{وَلُوطاً إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفاحِشَةَ ما سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعالَمِينَ (28) أَإِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نادِيكُمُ الْمُنْكَرَ فَما كانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قالُوا ائْتِنا بِعَذابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (29) قالَ رَبِّ انْصُرْنِي عَلَى الْقَوْمِ الْمُفْسِدِينَ (30) وَلَمَّا جاءَتْ رُسُلُنا إِبْراهِيمَ بِالْبُشْرى قالُوا إِنَّا مُهْلِكُوا أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ إِنَّ أَهْلَها كانُوا ظالِمِينَ (31) قالَ إِنَّ فِيها لُوطاً قالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيها لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ (32) وَلَمَّا أَنْ جاءَتْ رُسُلُنا لُوطاً سِيءَ بِهِمْ وَضاقَ بِهِمْ ذَرْعاً وَقالُوا لا تَخَفْ وَلا تَحْزَنْ إِنَّا مُنَجُّوكَ وَأَهْلَكَ إِلاَّ امْرَأَتَكَ كانَتْ مِنَ الْغابِرِينَ (33) إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلى أَهْلِ هذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (34) وَلَقَدْ تَرَكْنا مِنْها آيَةً بَيِّنَةً لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (35)} [العنكبوت: 29/ 28- 35].
المعنى: واذكر أيها النّبي لوطا وقصّته مع قومه، حين أرسله الله إلى أهل قرية (سدوم) فأنكر عليهم فعلهم، وقال لهم محذّرا ومنذرا: أتأتون الفاحشة، ما سبقكم بها أحد قبلكم من الناس؟ والفاحشة: إتيان الرجال في الأدبار، وهي معصية ابتدعها قوم لوط.
ثم أكّد لوط الإنكار على جميع أفعالهم القبيحة وهي:
- كيف تأتون الذكران بشهوة من دون النساء؟ فهذا شذوذ في الطبع ودمار لكم.
- ولم تقطعون الطريق على المارّة، وتتعرّضون لهم بالقتل وأخذ المال والإكراه على الفاحشة؟
- ولماذا ترتكبون في ناديكم أو مجلسكم العام والخاص ما لا يليق بكم من الأقوال والأفعال، من صبغ الأصابع بالحناء، والصفير، وخذف الحصا، ولعب الحمام، والتّضارط، ونبذ الحياء في كل أموركم.
فلما صارحهم لوط ونبّههم على ترك هذه القبائح، رجعوا إلى التكذيب واللجاج والعناد، وقالوا: عجّل علينا العذاب الذي توعدنا به إن كنت صادقا فيما تهددنا به، فإن ذلك لا يكون، ولا تقدر عليه، وهم لم يقولوا هذا إلّا وهم مصمّمون على اعتقاد كذبه.
فقال لوط داعيا على هؤلاء القوم المفسدين مستنصرا بربّه: يا ربّ، انصرني على هؤلاء القوم المفسدين في الأرض، بابتداع الفاحشة. ولم يصدر منه هذا الدعاء إلا بعد يأسه من صلاحهم، فبعث الله عليهم ملائكة لعذابهم.
ولما جاءت الملائكة رسل العذاب، مرّوا على إبراهيم عليه السّلام في هيئة أضياف، فبشّروه بولد صالح من امرأته (سارّة) وهو إسحاق ومن ورائه يعقوب، أي حفيده، ثم أخبروه بأنهم أرسلوا لهلاك قوم لوط عليه السّلام، لأنهم قوم ظلموا أنفسهم بكفرهم وتكذيبهم رسولهم، وتماديهم في الضلال والفساد. ولفظ البشرى في هذه الآية تتضمن أمر إسحاق، ونصرة لوط عليهما السّلام.
فلما أخبروا إبراهيم بإهلاك قرى قوم لوط على ظلمهم، أشفق إبراهيم عليه السّلام على لوط عليه السّلام، فسأل عن مصير لوط وهو رسول، وغير ظالم، فقالت الملائكة الرسل: نحن أعلم منك بمن في البلد من المؤمنين والكافرين، وإنا لننجي لوطا وأهله، وأتباعه المؤمنين به من الهلاك إلّا امرأته، فهي من الهالكين الباقين في العذاب.
ولما جاءت الملائكة إلى لوط عليه السّلام على صورة بشر حسان الوجوه، اغتم بأمرهم، وخاف عليهم من فساد قومه، وضاق ذرعا بهم، أي قصرت طاقته أو قدرته، حفاظا عليهم وحياء منهم، فقالوا له مطمئنين: لا تخف علينا، ولا تحزن بما نفعله بقومك الأخباث، وإنا منجّوك وأتباعك المؤمنين من العذاب إلّا امرأتك، فهي من الباقين في العذاب. وصفة هذا العذاب: أننا سننزل على أهل بلاد سدوم عذابا شديدا من السماء، بسبب فسقهم وعصيانهم، وكان العذاب زلزالا خسف بهم الأرض، وقلب ديارهم عاليها سافلها.
ولقد تركنا من البلدة بعض آثار منازلهم الخربة أو بعض أخبارهم آية: علامة ظاهرة واضحة، وعبرة لقوم يتدبرون الأمور بعقولهم الرشيدة، ويتبصرون بمصائر المجرمين الذين كذبوا رسولهم.
قصص أقوام مدين وعاد وثمود وفرعون:
استبدّ الانحراف والفساد بأقوام سابقين، فانحرفوا عن عبادة الله تعالى وأنكروا الآخرة، وعاثوا في الأرض فسادا، وكذبوا رسلهم، وهم قبائل مدين وعاد وثمود، وأشخاص قارون وفرعون وهامان وأتباعهم، فاستحقوا بمقتضى قانون العدالة وتطهير الأرض من مفاسدهم ألوانا تتناسب مع جرائمهم، إما بالرّجفة أي الزّلزلة، وإما بالرّيح الحاصب، وإما بالصيحة: الصرخة الشديدة المدمرة، وإما بالخسف أو التدمير، وإما بالإغراق، وغير ذلك، مما استحقوه بسبب ظلمهم وتجاوز الحدّ بالبغي والعناد، وهذا ما دوّنه القرآن الكريم عبرة لقريش وأمثالهم، فقال الله تعالى:




البحث


كلمات متتالية كلمات متفرقة




موضوعات القرآن
  • الإيمان
  • العلم
  • العبادات
  • أحكام الأسرة
  • المعاملات
  • الحدود والجنايات
  • الجهاد
  • الأطعمة والأشربة
  • أحكام الجنائز
  • الأخلاق
  • تكريم الله للإنسان
  • القصص والتاريخ
  • الأمثال